الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[5]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف

2019 / 1 / 13
الادب والفن


رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف

5. بماذا كنتِ تحلمينَ وأنتِ طفلة؟ والآن بماذا تحلمين، هل ثمة تقاطع وتناغم بين الحلمَين؟

د. أسماء غريب

ثمّة جدارٌ فاصلٌ بيني وبين الأحلام: أنا لا أحلُمُ وإنّما أرى، ولا أريدُ، ولا أطمحُ، وإنّما أسعى وأعملُ. وإذا ما حدثَ وتحقّقَ شيءٌ ما في حياتي، فإنّه يكونُ نتيجة كدّي وعملي.

منذ نعومة طفولتي تعلّمتُ أنّ الأحلامَ للنُّوَمِ مِنَ الخَلْقِ، وأنّ الأفعالَ والأعمالَ لليقظى. وأومنُ أكثرَ بالرّؤيا أكثر من الحُلُم، وبالسّعي أكثر من التَّمنّي والرّجاء، وبدور الخالقِ في تحديد مصير الإنسان وتوجيهه أكثر من قدرة الإنسان نفسه على رسم خطوط حياته بشكل نهائيّ أو حتميّ. إنّما هي النّوايا فقط الّتي تُميّز إنساناً عن آخر، ولكلّ امرئٍ ما نوى. وقد يقولُ قائلٌ إنّ الإنسانَ هو الّذي عليه أن يتولّى زمام أموره في كلّ شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً، وأقول إنّ ذلك صحيحٌ، ولكن إلى حدٍّ ما، لأنّ الكلمة الأولى والأخيرة تبقى للخالق، صاحبَ سرّ الخَلق الأوّل، والعارفَ بسببِ وكُنْهِ وجود الكون وعلّته.

صحيح أنَّ العديد من الثَّقافات والحضارات سعتْ إلى تحقيق ما يسمّى بالإنسانِ الكاملِ كما اصْطَلحَ على تسميتِه العديدُ من العرفاء المسلمين، أو السّوبّرمان كمّا سمّوه فلاسفة الغرب، أيْ ذاكَ الَّذي يمكنه أن يستغني عن الله تماماً في حياته، وتكونَ لهُ بالتَّالي القدرة على تحقيق كلّ أحلامه، وصنع حياته كما يريد ويشاء هُوَ، لكنّ واقع الأمور والتّجارب الإنسانيّة، أثبتَا أنّ فكرة الإنسان الكامل أو السُّوبرمان، أمرٌ وهميّ، فهي تدعو إلى محوِ الخالق على حساب الإنسان الّذي إذا ما لسعتْهُ بعوضة نكّدت عليه يومه وحياته، وإذا ما ضربتهُ صاعقة أردته قتيلاً، وإذا ما أصابه فيروس صغير جدّاً جعلهُ طريح فراش المرض، والألم وقد يحملُه على النّعش إلى مثواه الأخير.

إنّما الكمالُ لا يتحقَّق إلّا بالله، وأعني بهِ كمالَ الخُلُقِ والفضيلة، وكمال الرّوح الّتي إذا ما بلغت مدارج الصّفاء هتفتْ وقالت: حقِّقْ يا إلهي مشيئتكَ فيّ ولِي وبيّ. وتنازلتْ عن كلّ بريقٍ وبهرج. إنّما السرُّ يا سادتي في هذه ((اللّا أريد))، والحيرة كلّ الحيرة في فعل ((أريد)) الّذي يردّدُهُ ويهتفُ به الجميع. إنّنا أمام نظومة اترك نفسكَ وتعالَ: إنّها الحلّ لكلّ العلل والأمراض، وهي مفتاح الخير والنّعيم كلّه، إنّها الباب إلى السرّ، وسرّ السرّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح


.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار




.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض