الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[10]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف

2019 / 1 / 14
الادب والفن


رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف

10. ماذا تعني لك الحياة، وماذا تريدين أن تقدِّمي في الحياة للحياة وللأجيال القادمة؟

د. أسماء غريب

الحياةُ محطّة فضائيّة كونيّة كبيرة جدّاً، والبثُّ فيها حيّ ومباشرٌ على مدار الأيّام والسّنين، وكلّ واحد فينا هو قناة إرسال خاصّة، وحياتُه سيناريو طويل تتعدّدُ فيه الشّخصيّاتُ وتتغيّرُ الأدوار، وتتشابكُ وتتأزّم فيه وتنفرجُ الأحداثُ. والكلُّ منهمكٌ في أداء دوره الّذي كَلَّفَهُ بهِ المُخرجُ الكونيّ الكبير: ربُّ العالمين أجمعين. ولا يهمُّ من تكونُ لحظةَ الإرسال؛ المُهمّ هو أن تؤدّيَ الدّورَ وتُبْدِعَ فيه، لا يهمُّ أن تكون شاعراً، أو وزيراً أو ملكاً، أو سفّاحاً أو طاغيةً، أو أن تكونَ سيّدةً فاضلةً، ذات خُلقٍ حميدٍ، أو راقصةً في أرخص الملاهي اللّيليّة، أو مُتسوّلاً في الشّوارع، أو عالِمَ ذرّة، أو طبيباً، أو قائداً حربيّاً. المهمُّ أنْ تُتْقِنَ العملَ والفعلَ والقولَ، وتكون طبيعيّاً إلى أقصى الحدود حتّى وأنتَ تُنافقُ أو تكذبُ أو تسرقُ، عليكَ أن تكونَ صادقاً في هذا أيضاً. فالوقتُ يجري، ولا أحدَ ينتظرُ أحداً، ولا أحدَ قلبُه على أو معَ الآخرِ فعلاً وحقيقةً إلّا في حالات نادرة جدّاً. والكلُّ مشتاقٌ إلى معرفةِ نهاية العرض.

ولا تنسَ أيّها الإنسانُ أنّ حتّى حفّار القبور عليه أن يؤدّيَ دوره جيّداً وهو ينقلُ جثمانكَ إلى مثواه الأخير، وكذا أصحابَ شركات نقل الموتى، وأعني هنا أنّه حتّى وأنتَ ميت، ستجدُ من يؤلّفُ أدواراً جديدة عن موتك، لأنّ جسدَك يساوي الملايين بالنّسبة لهُ حسبَ الأرض الّتي تنتمي إليها والعقائد الجاري بها العملُ عليها، فهناك من سيتفاوضُ مثلاً في السّيّارة الّتي ستنقلك، وشكل التّابوت الّذي سيضعونك فيه، وكذا نوع الماكياج والبخور الّذي يستحقّهُ رفاتكَ أو لا، ثمَّ هناك من سيتفاوضُ على درجات النّاس الّذين سيتبعونَ موكبكَ الأخير، وهلمّ جرّاً من الأشياء الأخرى الّتي تتعلّقُ بالإرث، إذا ما تركتَ شيئاً يركضُ خلفَهُ الرّاكضون ويتنافس عليه المتنافسون من أبنائك وأهلك. لذا، فإنَّ الحياة يا سادتي مسرحيّة لا تنتهي فصولها أبداً، وجمهورها عريضٌ جدّاً، فيهم البشرُ وغير البشر أيضاً من كائنات هذا الكون البديع.

أمّا وفيما يتعلّقُ بسؤالكَ عنْ ما الّذي أريد أن أقدّمهُ في الحياة وللأجيالِ القادمة، فأعتقدُ أنّ أهمّ شيءٍ يمكنُ أن يقوم به الإنسانُ في حياته، هو أن ينجوَ بروحِه من نفسِهِ. فإذا استطاعَ كلّ منّا أن يُحقّقَ هذه المعادلة الصّعبة فالباقي هو تحصيل حاصل، والّذي لن يكون فيه إلّا الخير لهُ ولكلّ الأجيال الّتي ستأتي بعده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد