الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روزا ليكسمبورغ الثائرة التي لم تحظ بتكريم

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2019 / 1 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بعد مئة عام فقط لابد من المقارنة بيننا وبينهم هؤلاء الثّوّار الأوائل. ربما يعيد التاريخ نفسه وتصبح البشرية أكثر إيماناً بالشّر. عندما تكون نبضاً للحياة لا تتوقف عن العمل والدراسة، والتحصيل العلمي، وتبني مواقف الأممية الاشتراكية الديموقراطية يجب أن تقتل. ليس في ألمانيا -سابقا- بل في جميع الأمكنة ربما في العالم. تصبح عدو الدين ربما أو المجتمع . أتحدث عنّي عندما آمنت برؤية مختلفة عن الرؤية السوفيتية للأممية، لكنّني لم أقتل فأنا لست روزا لكسمبورغ ، ولن كون روزا في العالم العربي لعدة أجيال على الأقل.
لم تحصل هذه المرأة الثورية قط على أي اعتراف عادل في عالم الماركسية . انتقادها الحاد للتعبيرات الديكتاتورية التي ميزت البلشفية أو سياسة الامتثال للديمقراطية الاجتماعية قد قوبلت بالازدراء.
يمكن أن تشكل قناعتها بالأممية التي لا ريب فيها والقناعة بقدرة الضعفاء والفقراء على النمو وإنشاء الجبال معاً رغبة روزا لوكسمبورغ في العودة من برلين. كما يشمل العهد الإنساني لديها سعادة الحياة التي بدونها يمكن أن تصاب الآمال بالنزيف وراء العجلات الدوارة في المطحنة. لم يكن لدى روزا لوكسمبورغ أن تخفي الضعف والأحزان وراء قناع لامع ، بل "أن تحافظ على تبجيل معجزة الحياة التي يمكن أن تحوّل حتى الحصى تحت حذاء الحرس الخشبي إلى مرج صيفي مزهر"

فرحة الحياة في جسدها ، "جثتي المرهقة" ، شكّلت الأساس لكل من صراعها والشوق الاشتراكي من أجل عالم للجميع. "مفتاح الحياة"
تعلن أنّها كانت هي، وسوف تبقى هي.

رثاها ليون تروتسكي مع كارل ليبكنخت في مقاله المعروف" عندما ينعي الشهيد الشهيد"

"روزا ليكسمبورغ وكارل ليبكنخت لم تعودا في دائرة الأحياء، لكنكما حاضران بيننا، إننا نشعر بروحكما الجبارة، سنقاتل تحت رايتكما، صفوفنا المقاتلة ستغمرها عظمتكما الأخلاقية، وكل واحد فينا يقسم، أنه إذا ما حان الوقت وإذا ما تطلبت الثورة ذلك، أن يضحي بحياته دون وجل تحت نفس الراية التي سقطتما تحتها، أصدقاء ورفاق سلاح، روزا ليكسمبورغ وكارل ليبكنخت"
لقد قُتلت روزا لوكسمبورغ بوحشية على أيدي القوات النازية ، في 15 يناير 1919 ، تم إطلاق النار عليها وألقيت في قناة لاندويهر في برلين

حاربت من أجل الأممية وتحولت ضد كل أشكال القومية. كانت تخوض حربًا ضد حزبها الديمقراطي الاجتماعي المعاصر. كرهت الثورة البلشفية في روسيا بسبب طابعها الغير ديمقراطي والدوغمائي.
صحيح أن روزا لوكسمبورغ لم تأخذ حقها في التكريم كما كل الذين يسقطون من أجل حرية الكلمة والعدالة الاجتماعية، لكنّ الظاهرة تستحق الدراسة، وفي الصحف الاشتراكية والليبرالية في أوروبا حالياً احتفاء بذكراها المئوية. نحن لا نعرف من هو تروتسكي، ولا من هي روزا. كل ما نعرفه أن الأول -حسب ما قيل لنا من قبل مسؤول حزبي كان قد قيل له- بأنه كان ضد الشيوعية ونادى بالثورة الدائمة، وسمى نفس المسؤول الحزبي الاشتراكية الاجتماعية بالاشتراكية الخائنة.
هؤلاء كانوا من رواد الأممية والماركسية، ولهم مؤلّفات اقتصادية يعيد العالم دراستها، لكنّهم في نفس الوقت كانوا ثوّاراً على الظلم.
في هذه المناسبة أقول لروزا بعد مئة عام: شكراً لأنّك آمنت بقوتنا نحن الضّعفاء، ونحيطك علماً أن قوة الضّعفاء اليوم يتحدّث عنها الأقوياء، والأغنياء، يسرقون تعابيرها، ويضيفونها إلى حساباتهم البنكية. روزا ! متى سوف تعودين؟ عفواً لن تقومي ، فالقيامة فقط للمسيح، وربما للمهدي. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألا يكفيها مقالتك سيدتي ؟ومقالات أخري كثيرة
أنور نور ( 2019 / 1 / 14 - 21:03 )
فاتت مائة سنة علي رحيلها . ويتذكرها كثيرون حتي ممن هم غير شيوعيين .ويشيدون بها
أمي ولدت في قارة أخري بعد رحيل روزا ليكسمبورج ب 11 عام ! وها أنا أُشارِكُكِ وأشارك آخرين كثيرين تأبين ذكري رحيل - روزا - طاب مثواها وطابت ذِكراها
http://salah48freedom.blogspot.com/2019/01/blog-post_85.html

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي