الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[19]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف

2019 / 1 / 15
الادب والفن



19. تكتبين الشّعر، القصّة، النَّص الأدبي، والمقال ولك باع كبير في أغلب الأجناس الأدبيّة، وترسمين. هل لكلِّ جنس أدبي، والتَّشكيل اللَّوني خصوصيَّته وتفرّده في تدفُّقِ فضاءات الإبداع؟

د. أسماء غريب

تجربتي الإبداعيّة تقول لي إنّ الشّعرَ هو الحاضن لكلّ الأجناس الأدبيّة والإبداعيّة قاطبًة، وهو أبٌ غيور جدّاً لا يقبل أن يشاركه في المحبّة أحد، وقد عاينتُ هذا الأمر في حياتي اليوميّة لأكثر من مرّة، إذ أكون مثلاً منهمكةً في كتابة دراسة نقديّة وغارقة في البحث عن المصادر والمراجع وما إلى ذلك، فيداهمني الشّعر، أو بتعبير أصحّ، تداهمني القصيدة. والشَّيء نفسه يحدث أثناء لحظات الرّسم أو التَّرجمة. لا فكاك، إنّها بداخلي تتحدّثُ في كلّ لحظة وتحيط بي من كلّ جانب. القصيدة أمّي، حاضرة معي وترعاني وتسهر على سلامة روحي من كلّ آفة أو علّة. ومن يدري، لعلّها ربّي الّذي يخاطبني بلسان المحبّة، ويقول لي اكتبي شعراً صافياً تتحدّثين به إليّ ما استطعتِ، حتّى وأنتِ في عمق النّقد أو التّرجمة أو الرّسم أو السّرد القصصي. كوني شاعرةً في كلّ شيء، لأنّ الشّعرَ علامة من علامات صدق المبدع وعمق خشوعه وهو في محراب الحرف الحقّ. وأعتقدُ أنَّ هذه الحقيقة عبّرتُ عنها بشكل جليّ في نصّ من نصوصي أذكرُ أنّ عنوانه كان (سبْعةُ قناديل وسبعُ لآلئ) وقد نشرتُه ضمن مجموعتي الشِّعريّة (99 قصيدة عنك) الصّادرة عن دار الفرات للثقافة والإعلام في العراق، بطبعتيه الأولى والثَّانية، وأقول فيه ما يلي:

[الشِّعْرُ أنتَ وأنا:
أنتَ أيّها العابدُ الأحمَر
الَّذي يرتّلُ لي كلّ ليلةٍ
بلسانِ مريمَ أسرارَ المَجدِ والفرحِ
وأنا النّقطةُ البيضاءُ
الّتي تُنشدُ لكَ عندَ كلّ سَحَرٍ
بلُغةِ فاطمة ترنيمةَ الفراشةِ والشّمعة
*
الشِّعْرُ قلمٌ يكتبُ نفسَه بنفسِهِ
وحقولٌ مِنَ القُطْنِ الأبيضِ
وأنهارٌ منْ زيتِ الزّيتونِ
وشجرةُ لهبٍ أزرق
أشْعِلُ بها عندَ كلّ فجْرٍ سبعةَ قناديلَ
وأرصُّ لكَ بهَا فوقَ إزارِ العشقِ
سبعَ لآلئ هي النّورُ الّذي يسعى
بين يديْكَ ويديّ عِنْدَ كلّ ضحى:
*
الشِّعْرُ طفلةٌ سمْراء
تنطقُ وتقولُ بلسان النّار والنّور:
ثمّةَ في أعماقِ البحْرِ لؤلؤةٌ
هيَ ذهولُ الحرفِ الذّهبيّ
عن العوالم والأكوانِ
وطمأنينةُ القلبِ الأخضَر
بذكر اِسْمِ الحيّ القيّوم
الدَّائم الَّذي لا يموتُ
*
ولؤلؤة ثانية، هيَ حرارةُ الشّوق
المتأجِّجِ في صدركَ وصدرِي
ولذّةُ الموتِ بلغةٍ آراميّة
هي لغةُ يسوعَ والرّوح القدس
ونشوةُ الانبعاثِ بلغة عربيّة
هي لغةُ محمد والأمين جبريل
*
ثمَّ لؤلؤة ثالثة، هي سرٌّ
لا أعرفُ مَا هوُ،
يُدْرِكُني ولا أدْركُه
يعشقُني وأعشَقُه
وقد تكونُ أنتَ وقد أكونُ أنا
وقد يكونُ هُو الَّذي لا هُوَ قبْلَهُ
أوْ بعدهُ إلّا هُوَ
*
ولؤلؤةٌ رابعة، هيَ خمرة بقاءٍ
وإكسير صَحوٍ
أسقيكَ منهُمَا كلّ يومٍ
في حانةِ القصيدةِ والقوافي
كأسَ الصّبابةِ والجوى
ولا أبالي ببُحورِ الشِّعْر
إنْ كانتْ في حالِ مَدٍّ أو جَزْر
ولا بالقَمر إذا اكتملَ ساعةَ الوصالِ
أو لمْ يكتملْ لحظةَ الرّحِيل
*
ولؤلؤة خامسةٌ، هي وردةُ سلامٍ ومحبّة
تُزْهِرُ في مَحارةِ فؤادكَ وفؤادي
كلّما سمعنَا الفجْرَ يغنّي لنَا
عندَ كلّ أذان ودقّة جرَس:
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
*
ولؤلؤةٌ سادسةٌ، هي سوسنةٌ ثملى
تصيحُ لحظةَ الكشفِ والتَّجلّي:
الغوثَ الغوثَ يا أهلَ الشّعرِ والقصيدِ
وتردُّ عليهَا أنتَ بلسانٍ رطبٍ:
يا بسمةَ أملٍ تصدحُ فوقَ أحلامِ الطُّفولة
اكتبي شعراً ما استعطتِ
أيّتها السَّابحة في زرقة السَّماء
اكتبي ألقاً أيّتها المحبوكة
من حبقِ الياسمين
*
ثم لؤلؤة سابعةٌ، هي مائدةٌ
لا يجلسُ إليها إلّا الشّعَراء الفقَراء
أهلَ التَّسليم والتَّجْريدِ من كلّ شيء
أولئك الّذين لا يأكلونَ مثلكَ ومثلي
سوى مِنْ حنطةِ الحرفِ
ولا يشربونَ سوى منْ خمرةِ النّقطة
ولا يكتبون سوى عن كنزٍ خفيّ
لا أحدَ يعرفُ كيفَ هُوَ، ولا أينَ هُوَ؟!].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا