الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء في مذكراته ج 6

صباح ابراهيم

2019 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


استكمالا لكتابي في التعليق على مذكرات برزان التكريتي الأخ الغير شقيق لصدام حسين و السيرة المشينة التي كانت تلك العائلة تمتاز بها من الأحقاد والضغائن و الدسائس بعضهم ضد البعض الآخر بين الاخوة الاعداء وأفراد العائلة من أجل النفوذ والأموال والمناصب ، نكتب في هذا المقال بقية تلك القصة من تاريخ هذه العائلة الشريرة ليطلع عليها الأجيال الحالية واللاحقة .

قصي و تعاطي المخدرات
يسرد برزان في مذكراته حول فضيحة تعاطي قصي ابن الرئيس صدام المخدرات فيقول :
استدعاني للحضور الى بغداد وزير الخارجية العراقي بناء على أمر الرئيس، سافرت لبغداد بتاريخ 10/2/1989
ولم اكن اعلم السبب . لكن تبين فيما بعد ان السبب هو رسالة سبق وان ارسلتُها للرئيس صدام حول سلوك ابنه الصغير قصي . حيث سمعت معلومات خطيرة عن ابنه قصي من ضابط المخابرات العراقي هوشنك سيد احمد الذي كان مسؤول قسم ايران عندما كان برزان مدير المخابرات . ثم نسب للعمل تحت غطاء دبلوماسي في سفارة العراق في بون .
بعد زيارة هوشنك لي في جنيف ، اخبرني ان قصي قدم الى بون مع شلة من اصدقائه من رجال الاعمال واثناء وجودهم مع هوشنك في الفندق، قال احدهم لهوشنك : هل تستطيع ان تحضر لنا شيئا لنشمّه ! وكان واضحا انه يسال عن نوع من المخدرات الذي يتم تعاطيه بالشم . فرد هوشنك بعصبية على السائل قائلا : " ما هذا الكلام ، اني لا أتعاطى هذه الأمور، وحذره كي لا يسمع قصي ".
فرد عليه : " لا تخاف ، اننا دائما نقوم بالشم "، اي مع قصي . وهذا يعني ان قصي متعود ان يشم المخدرات أيضا مع أصدقائه .
فلما علم برزان بالأمر ، كتب رسالة الى صدام حسين لتنبيهه على سلوك أولاده قبل ان يضيعوا .
وكتب برزان رسالته للرئيس صدام نقلا عن هوشنك قال فيها: ان حسين كامل كان يخطط لتحطيم اولاد صدام ويسهل لهم الحصول على كل شئ بضمنها المخدرات . وكان استدعاء برزان الى بغداد لهذا السبب.
اطلع صدام كامل صهر صدام على تلك الرسالة، واخبر اخوه حسين بها و وصل الأمر إلى نساء العائلة. بعد قراءة الرسالة ثارت ثائرة صدام ، وكذلك الزوجة ساجدة والأبناء والنسباء ، وقام حسين كامل بشن حملة دعائية كبيرة ضد برزان بأنه يتهم اولاد الرئيس وحسين كامل بالادمان على المخدرات ، وعرف الرئيس ان صدام كامل هو من اوصل خبر الرسالة الى حسين والعائلة كلها .
حاول برزان توضيح الحقيقة، انه خوفا وحرصا على مستقبل اولاد اخيه ، ابلغ صدام بالموضوع ، وان هذه المعلومات وصلته عن طريق ضابط المخابرات هوشنك سيد احمد الذي جاء الي جنيف خصيصا لايصال المعلومة الى برزان بهذا الموضوع .
أمر صدام بإحضار هوشنك و احد اصدقاء قصي المسؤول عن هذه المسالة للاجتماع به في بغداد بحضور برزان للتأكد من هذا الموضوع بنفسه.
اجتمع صدام مع برزان وبحضور ارشد ياسين هوشنك الذي استدعي من بون وكذلك الشخص الذي كان حاضرا بالفندق مع قصي عند الحديث عن طلب المخدرات والشم واسمه حسام رسام . ثم طلب هاتفيا حسين كامل للحضور معهم .
استعرض صدام الموضوع ، وسال هوشنك ان كان هو من اخبر برزان بحديث المخدرات والشم ، فرد هوشنك : نعم انا من اخبرت برزان بما سمعته لأني مخلص للرئيس وعائلته وهذه الامور خطيرة . وانه وجد من واجبه ابلاغ برزان بذلك لايصاله الى سيادة الرئيس .
ثم نظر الرئيس الى حسام رسالم وساله هل حصل هذا عندما كنت معهم بالفندق ، اجاب حسام نعم ولكنه كان كلاما عاما ورد اثناء الحديث ، وليس كما قاله هوشنك .
رد هوشنك : لا ، الموضوع كان محدد و بصيغة الطلب وليس حديث عام .
طلب الرئيس صدام من هوشنك و حسام رسام الجلوس في غرفة اخرى، لتتباحث العائلة بالموضوع لوحدها . فبقى صدام وبرزان وارشد وحسين كامل لوحدهم . فحصل نقاش حاد بين برزان و حسين كامل الذي بدا يتطاول على برزان امام الرئيس . وكان رد فعل الرئيس دون المستوى مما سبب لبرزان الما واحباطا .
انتهز برزان الفرصة للرد بالمثل وبقوة لفضح حسين كامل فقال له: انت تبذّر الثروة الوطنية بطريقة عشوائية وبدون تخطيط ، وان رجال الاعمال الذين ترتبط معهم بمصالح هم المستفيدون .
بعد تناول الطعام بحضور صدام و هوشنك وحسام رسام و بقية الحاضرين ، اخذ هوشنك الى الاستخبارات العسكرية و كلف سبعاوي بالتحقيق معه ، واعتبر متهما رغم انه اراد خيرا بأخباره برزان بموضوع المخدرات حرصا على اولاد صدام ، واعدم ظلما بعد عدة ايام .
حسين كامل يحرض صدام ضد ابن برزان
في 25/9/1989 ، اصيب محمد الأبن البكر لبرزان التكريتي بحادث وهو يقود دراجة نارية ، و كسرت يده وفكه ورجله ، ونقل للمستشفى بحالة خطرة ، كان صدام (عمه) يزوره يوميا بالمستشفى، وبعد تحسن حالته ، اوصل حسين كامل خبرا لصدام ، ان محمد يعامل الممرضات والممرضين بخشونة فزعل صدام ، و انقطع عن زيارته .
تطلبت حالة محمد الصحية نقله الى فرنسا لأكمال العلاج هناك ، فطلب برزان من صدام نقل ابنه المصاب بطائرة خاصة وان يصطحب احد الممرضين المشرفين عليه ويساعده في قضاء حاجته ، رفض صدام تلبية الطلب . اغتاض برزان وغضب من اخيه لعدم تلبية طلبه .
زواج عدنان خير الله سرا
وصلت برقية مستعجلة الى برزان تخبره ان عدنان خير الله قتل بحادث سقوط طائرته الهيلوكوبتر عندما كان عائدا من الموصل الى بغداد ، وتبين ان قد تزوج سرا من امراءة تعرّف عليها بضروف غامضة و لديه ولد منها ، واراد الوصول الى بغداد ليسطحبها مع ابنها في اليوم الثاني الى الموصل معه بمناسبة العيد ، ويخبر صدام بزواجه منها . الا انه لقى حتفه قبل وصوله بغداد .
برزان يحذرصدام من حسين كامل وعمه
بعد مقتل عدنان خير الله نائب القائد العام للقوات المسلحة ، وزير الدفاع ، اجتمع برزان و اخيه سبعاوي لمفاتحة الرئيس لتعيين نائب له ليستلم الحكم فيما اذا حصل مكروه لصدام حسين، وقال لصدام اننا الان كالسيارة بلا اطار احتياطي . فرد صدام منزعجا : " ماذا تقول انت عن عدنان ، هل تعتقد انه يصلح لحكم العراق "؟ قالها بشئ من الانفعال .
واردف صدام قائلا : " لو يستلم عدنان رئاسة العراق سيأخذوها منه بعد ثلاثة أشهر "
اجاب برزان : " لابد من الاحتراس والانتباه ، فرد صدام بعصبية ، مِن مَن احترس ؟
فاستغل برزان الفرصة لتوضيح الامر فقال : "ان حسين كامل وعلي حسن المجيد يستطيعون اعتقالك او قتلك ، فرد صدام باستغراب واستنكار وعصبية ، كيف ؟
اجابه برزان وهو الشخص المفكر بين اخوته البلداء: " ان الحرس الجمهوري و الحرس الخاص والامن الخاص ...الخ يأتمرون بأمر حسين كامل وعمه علي حسن المجيد مسؤول التنظيم العسكري، وانهم كما هو معروف للجيش ومؤسسات الدولة الاخري يتكلمون باسمك وينقلون اوامرك للجيش وبقية المؤسسات الحزبية والرسمية ، لذلك ستنفذ الدولة والجيش كل ما يطلبونه منهم ."
نظر صدام الى برزان نظرة تكاد ان تخترقه ، ولم يعقب بشئ عما قاله برزان .
صمت برهة ثم قال لبرزان : " لماذا انت تكره حسين كامل ؟ هل تعلم بحقيقة هي لولا حسين كامل لهزم العراق امام ايران "!!
يقول برزان : لما سمعت هذا الكلام صُدِمتُ ، فقلت لصدام ، والله لو كانت هذه هي الحقيقة فحسين كامل يستحق اكثر مما هو عليه " وأضاف ، سيادة الرئيس أين انت اذن ؟ ان حسين يذبح بسيفك ، ولولاك لما كان يساوي شيئا . ان كل قوته و وجوده لأنه محسوب عليك .
اصبح الجو متشنجا، فقال صدام نلتقي غدا.
يضيف برزان بمذكراته : تم استدعائي صدام في اليوم التالي مع سبعاوي و وطبان ، دخلنا على الرئيس فكان رسمي جدا، لم يصافحنا وجلسنا ولم يقل الله بالخير، وكان جاف جدا ، لم يضيفنا بماء او شاي .
جلس على راس الطاولة متجها لي وقال : انت يا برزان تكره حسين، وانا اخاف منك على بناتي لأنك تنوي شرا لأزواجهن . فقلت له : انا لا اكره احد لكني اشعر ان حسين كامل واقرباؤه يمثلون خطرا عليك وعلينا وعلى نظام حزب البعث ، إن هؤلاء ليسوا بعثيين بالمعنى الصحيح ، وانهم يتسللون للوصول الى اهداف خاصة بهم . انهم طماعين ومستعجلين .
قال صدام : كيف ؟
اجاب برزان : " ان حسين كامل وعلي حسن غير مخلصين لك ".
قال صدام : كيف ؟
برزان : انهم يدفعوك لذبح المزيد من الناس ، وحتى من عشيرتك وعائلتك .
صدام : كيف ؟
برزان : " كل محاولاتهم والتزويرات التي نسجوها ضدي وافشلها الله كان هدفها دفعك لذبحي !" .
"الاساليب التي استعملوها ودفعوك لذبح عمر الهزاع واولاده خير دليل . لو التقيت بك في ذلك الوقت لبذلت قصارى جهدي لمنعك من اعدامهم ، ليس حبا بهم، بل حبا بك وتحسبا للمستقبل الذي لا احد يعلم ما يخفي لك ولنا جميعا ".
يصف برزان تلك الجلسة بأنها كانت عاصفة جدا ، والرئيس بوضع غير طبيعي ولا اعرف لماذا .
اضاف برزان على صفحة كتابه بخط يده بقلم الحبر الملاحظة الخطيرة التالية :
[ ربما ( انفعاله ) بسبب انعكاس عملية قتل عدنان خير الله عليه مما جعله يشعر بالم ... مما جعله ينفعل ... الخ . انه نوع من انواع تأنيب الضمير " .
تعليق الكاتب : هذه العبارة الاخيرة كافية ليؤكد برزان لقراء كتابه ومذكراته مسؤولية صدام حسين عن قتل ابن خاله وزير الدفاع عدنان خير الله ، حيث انه ينفعل بألم بسبب تانيب الضمير .
يضيف برزان كلاما خطيرا اخرا ويقول : " اني اعرف انه يتظاهر بالانفعال لكي يغطي على موضوع معين !! ولاجل ان يرهب المقابل .
وختم برزان الجلسة مع صدام بقوله : " انت بمثابة الآب للجميع ، وبنفس الوقت رئيس لهذا البلد ، وعليك ان تعطي الفرصة لمن يستحقها وبشكل عادل ."
قال صدام : " ماذا تقصد ؟"
برزان : " لا توجد عدالة بإسناد المسؤوليات لأقربائك " ... ولم يعلق صدام .
وبعد اقل من شهر اصدر صدام امرا بفك ارتباط الحرس الجمهوري عن حسين كامل ، ونقلَ علي حسن المجيد من التنظيم العسكري للحزب الى التنظيم المدني وتعيين كامل ياسين ارشد بدلا من علي حسن.
تعليق للمؤلف :
ان كلام برزان لصدام في تلك الجلسة كان لها التأثير الكبير لزرع الشك بقلب صدام و زعزعة الثقة تجاه نوايا حسين كامل وعمه علي حسن المجيد، وأثمرت جهوده في ابعادهما عن منصبيهما المهمين ، تماما كما كان يفعل حسين كامل ضد برزان .
برزان وسبعاوي
في نموذج من العلاقات السيئة بين الاخوة الاعداء يذكر برزان في مذكراته الغريبة رايه بشقيقه سبعاوي وكيف كانت العلاقات باردة بين الاخوة في فترة من الزمن .
يقول برزان : " جائني الطباخ وانا نائم بفراشي صباحا بالتلفون قائلا : ابو ياسر يقصد (سبعاوي) يطلبك على الخط ، فاستغرب برزان من هذا الاتصال المبكر، لأن سبعاوي لا يتصل في مثل هذا الوقت المبكر ، كما انه ، قد تغير وانقطع تقريبا عن الاتصال هاتفيا بأخيه برزان منذ ان تولى منصب مدير المخايرات بعد ان كان سابقا يتصل بين الحين والحين قبل تعيينه بهذا المنصب ، ويضيف برزان : ان اقصى طموح لسبعاوي هو ان يُعين مديرا للمخابرات ، والآن تغير وكأنه أصبح رئيسا للوزارة !!
هذه نظرة برزان لشقيقه سبعاوي ... فليفهم العراقيون ان كان الاخوة الاشقاء يتعاملون بهذا الاسلوب ويقيّم احدهم الاخر بهذه الطريقة، فكيف يكون تعاملهم مع أبناء الشعب الذين لا تربطهم بهم اي صلة قرابة عائلية ؟

البقية في الاجزاء القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة