الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنجح أنظمة الاستبداد والمصالح الدولية في إنقاذ البشير من أزمته؟

سيف زهير

2019 / 1 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في ظل توسع وانتشار الحراك الشعبي السوداني الغاضب، الذي ما زال صامدا امام القمع الحكومي من أجل تحقيق مطالبه السياسية والاجتماعية الشاملة لإصلاح بنية الدولة وقوامها الفاسد، تضع القوى الاقليمية والدولية مصالحها في هرم الأولويات بالنسبة للمشهد السوداني، فيما بينت الوقائع والمواقف دعم العديد من القوى الدولية لنظام البشير خوفا من انتقال شرارة ربيع احتجاجي جديد الى بلدانها والمطالبة بإصلاحات جوهرية، او تعزيزا للنفوذ والمصالح المرتبطة بوجود البشير على سدة الحكم، ويُذكر المشهد الحالي بوضع العراق في فترة حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، خلال سنوات القمع والاضطهاد التي مارسها نظامه على العراقيين مخلفا تبعات مدمرة للبلاد وثرواتها الكبيرة، حيث ان هذه القوى مارست نفس اللعبة بالنسبة لوجود الدكتاتور العراقي من عدمه في حكم البلاد، تماشيا مع مصالحها وبشكل مشابه لما يتعرض له السودانيون اليوم.
تقرير بريطاني
ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير له، أن "حكومات السعودية والصين والولايات المتحدة الامريكية، ترى ضرورة بقاء البشير في السلطة مما يضمن بقاء مصالحها على هذا النحو"، فيما أشارت إلى "تصاعد الحراك الاحتجاجي في المحافظات السودانية بعدما ضاعفت الحكومة سعر الخبز لثلاث مرات"، مبينة بانها "توسعت وانتشرت في سائر انحاء البلاد لتمثل أكبر تحد جماهيري للبشير منذ توليه السلطة عقب انقلاب عام 1989".

بقاء البشير
وبين الموقع أن "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في السودان وهي أكبر هيئة حكومية معنية بهذا المجال في البلاد، أدانت الاسبوع الماضي عمليات قتل المتظاهرين بالرصاص خلال موجة المظاهرات المستمرة في جميع أنحاء البلاد"، داعية السلطات إلى "تقديم المسؤولين إلى العدالة"، وفيما قدم مسؤولون في السلطة احصائية بعدد الضحايا وهم 22 شخصا من بينهم مسؤولان أمنيان، اعلنت منظمة العفو الدولية عن احصائية مغايرة تضمنت وجود "أكثر من 40 حالة قتل تعرض لها المتظاهرون في أكثر من 380 تظاهرة بعموم أنحاء السودان منذ انطلاق شرارتها الأولى".

دعم خارجي
ويؤكد الموقع البريطاني ضمن تقريره أنه بـ"رغم تزايد عدد القتلى في الاحتجاجات السودانية، فإن لاعبين خارجيين ممثلين في السعودية وقوى كبرى مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة يتطلعون جميعا باهتمام إلى بقاء البشير على رأس السلطة"، لافتا الى أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو أحد كبار مساعدي البشير الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي"، معلنا دعم بلده "بشكل كامل لأمن واستقرار السودان" الذي يعد حسب وصفه جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

مخاوف من ربيع جديد
وبين على أن حكومات عربية سارعت إلى تقديم الدعم لنظام البشير، في ظل الحرص على تجنب أي تكرار لثورات الربيع العربي التي هزت المنطقة عام 2011، مشيرا الى أن الرئيس السوداني بنى خلال سنواته الطويلة في السلطة علاقات مع جميع اللاعبين في المنطقة، عبر سلسلة من التقلبات الخارجية المذهلة في بعض الأحيان، بالإضافة الى مبادرته قبل أيام من اندلاع الاحتجاجات الى اللقاء بالرئيس السوري بشار الأسد في اول زيارة يقوم بها زعيم عربي إلى دمشق منذ اندلاع الحرب السورية، فيما نقل عن دبلوماسي أوروبي طلب عدم ذكر اسمه، بأن "سياسة البشير الخارجية في كل الاتجاهات كانت مدفوعة بضغوط اقتصادية"، لافتا الى انه "استضاف سابقا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسعينيات القرن الماضي، وشهدت العلاقات الايرانية السودانية تطورا جيدا قبل قطعها بشكل كبير عام 2016".
تعاون أميركي
وبحسب التقرير، فأن الدبلوماسي الاوروبي أشار الى أن "التعاون المتزايد بين الخرطوم وواشنطن ساعد في أكتوبر- تشرين الأول 2017 على رفع الحظر التجاري الذي فرضته الولايات المتحدة على السودان منذ عقود"، منوها الى أن "واشنطن ما زالت تحتفظ بالسودان على قائمتها السوداء للدول الراعية للإرهاب، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وسوريا".
ويضيف الدبلوماسي أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يدعمان البشير بشكل علني، إلا أنهم يعملون مع الخرطوم لضمان بقاء السودان مستقرا"، فيما بين أن "أي نوع من عدم الاستقرار في السودان من شأنه أن يؤدي إلى موجة جديدة من المهاجرين السودانيين نحو أوروبا".

فائدة دولية
وذكر الموقع أن "البشير أرسل جنوده إلى الحرب في اليمن مع التحالف الذي تقوده السعودية، وأن بعض دول الخليج تعتبر البشير مكسبا في معركتها ضد إيران"، مبينا أنه يعد مكسبا استثماريا للصين حيث استثمرت الاخيرة مليارات الدولارات في السودان وأن روسيا والصين تعتبرانه بوابة لبقية القارة الأفريقية، وأن الغرب لا يريد لنظامه أن ينهار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص