الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة في العراق.. العجيب والأعجب

محمد جواد

2019 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ترتكز الأعمال ومهن العمل بكل أصنافه وأشكاله, خاصا كان أو عاما, إرتبط بالدولة أو مستقلا, مباشرا كان أو عن طريق وكلاء أو عمال بهدف واحد يسعى لأجله, وهو تحقيق الربحية في نفس موضوع ومكان العمل.
في كل الأعمال هناك ريادة وهي يقصد بها أن صاحب الريادة هو أول من مارس ونبه لهذا الصنف من العمل, أو هذا القطاع من النشاط المهني أو الإقتصادي.
يختلف العمل السياسي, عن غيره من الأعمال, إن جاز وصفه بانه "عمل أو مهنة" فهو ربما يهدف لتحقيق ربح لأخرين.. أو يكون كفاحا خارج الوطن لتحقيق ربح داخل أسواره.. وهكذا
من يراقب السياسة في العراق بعد ٢٠٠٣ يتأكد أنها نوع جديد لريادة للأعمال لغالبية المشتغلين بها.. فأهم أهدافهم هو, مصالحهم, وما سيتحقق لها منها من أموال وسلطان وجاه وعلاقات تصب في نفس الإتجاه.. عندها سنفهم أن هذه السياسة ليست من أجل الوطن.
بعد تشكل أول حكومة عراقية عام ٢٠٠٦ شاركت معظم الأحزاب في سلطتها, محلية كانت أو وطنية.. وكانوا يشيعون أنهم سيعملون على البناء والإصلاح لأعمار العراق، لكن ثبت كذب بعضهم وفشل أخرين خلال مدة قصيرة.
أول خطوة كانت لإنطلاقة أغلبيتهم، وأولهم رأس الهرم، الذي أستمر ثمان سنوات، كانت نزوله للشارع لمجرد دعاية إعلامية، عن طريق تقبيله وحمله للأطفال، والتقاط بعض الصور مع عمال النظافة، وأشرافهُ الليلي على عمل لجان الأمن في الشارع، بالإضافة إلى الدموع التماسيح، الذي كانت تذرف في المجالس الدينية.
كل هذا كان جديدا على وتر العاطفة بالنسبة للشارع العراقي، رغم أنه مستهلك جداً.. إلا أن حداثة التجربة الديمقراطية في العراق لها مساوئ وتلك إحداها.
بقى الحال كما هو عليه، فكانت حصة الساسة البناء والأعمار لبيوتهم وأموالهم، والخراب والقتل للشعب أجمع، والإصلاح لعوائلهم وأبنائهم، والبطالة والتهميش لأبناء وطننا الجريح، كل هذا ساهم بظهور فسادهم للعلن فلاح حياء ولا خجل.
بعد خمسة عشر عام من التجربة الديمقراطية العرجاء، أتضحت لنا جنبتان، الأول محور السياسة الذي نهش في كتف العراق، وأضاع ثلثه لولا لطف الباري وفتوى حكيمة وسواعد الأبطال من الحشد والجهاز الأمني.. والآخر جانب المجتمع، الذي عانى الويلات من فقدٍ وفقر وحزنٍ وألم، لفساد الأول، الذي أدعى البناء والإصلاح!
كل هذا و لا زالوا مصرين على الكذب وبث شعاراتهم المستهلكة، ففي هذه الدورة نجد العجب العجاب في تصريحات بعض الساسة في المحورين، الأول الذي لم يقدم سوى الفاسدين والدواعش للحقائب الوزارية، كأنه يكاد يخلوا من الشرفاء والنزيهين! الأعجب منها سعيهم لتشكيل لجان النزاهة ومحاربة الفساد، من مرشحين متهمين بالسرقة والرشوة, أو متهم بالفساد، فمن سيحاسب من فيهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت