الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انكسار الحركة التلاميذية بإمزورن واستمرار الذاكرة.*

محمد بلمزيان

2019 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك أن كل حركة كيفما كانت طبيعتها، سواء كانت سياسية أوثقافية أو نقابية أو اجتماعية أو غيرها من الصيغ والأشكال، قد تتخذ لنفسها مسارا معينا طيلة حياتها، يتأرجح وفق خطاطة قد تتصاعد أنشطتها الى مستويات أعلى أحينا، وقد ترتد الى مستويات أدنى أحيانا أخرى، وقد تراوح مكانها في أحايين أخرى، متأثرة بالمحيط السياسي والإجتماعي، بكيفية سلبية أو إيجابية، وتتفاعل مع الأحداث والتطورات السياسية والإجتماعية المحيطة بها .
كما أن مسيرة هذه الحركة أو تلك قد تنطلق قوية وقد ترتد ضعيفة، كما يمكن أن يحدث العكس تماما، أي تنطلق متواضعة وباهتة لكنها تتحول مع مرور الوقت لتصير قوية عنيدة وفاعلة في المحيط الإجتماعي والسياسي والنقابي ، بكيفية يحسب لها ألف حساب، ويمكن أن تتحكم في ظروف اشتغال هذه الحركة أو تلك عوامل متعددة، أبرزها العامل البشري وقدرة الطاقات المتوفرة في قيادة هذه الحركة وفق منهجية وثقافة سياسية معينة، وتبقى هذه الدينامية مقرونة أيضا بالوضعية التي تتجاذبها مع باقي الأطراف الفاعلة في نفس الحقل أو غيره من الحقول المتماثلة .
وانسجاما مع هذه المقاربة وبعد استعراضي لبعض المحطات اللامعة والباهتة في مسار اشتداد عود الحركة التلاميذية خلال سنوات الثمانينات من القرن الماضي، أجد نفسي مجبرا على التوقف عند مرحلة هامة من تاريخ هذه الحركة، ويتعلق الأمر ببداية النهاية، عند أسباب تلك العوامل التي ساهمت الى حد كبير في كبح جماح التطور لهذه الحركة، خاصة وأن سيناريو نشوئها وانبلاجها بين ثنايا واقع اجتماعي محتقن، قد تشكل بكيفية خافتة وتنامى عبر صيغة حلزونية ممتدة، تفاعلت معها الأحداث الإجتماعية التي كانت مغذية لظروف اشتعالها، والتي كانت تتسم بمظاهر الأزمة المستشرية في دواليب الدولة، وكان قطاع التعليم من بين القطاعات العمومية الأكثر تضررا من أي قطاع آخر ، بفعل تلك السياسية التعليمية المفلسة والتي راح ضحيتها الكثير منن أجيال من التلاميذ، بالحرمان من حقهم في الدراسة في ظروف اتسمت بالغبن والإجحاف والقهر خلال أواسط سنوات عقد الثمانينيات من القرن الماضي.

* مقتطف من كتابي ( الحركة التلاميذية بإمزورن بين المسار والإنكسار) الصادر سنة 2016 صفحة 102 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية