الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في.... الجاكس...قصة قصيرة

فهمي عبد السلام

2019 / 1 / 19
الادب والفن


في ... الجاكس!
-1-

في أمسية شتوية باردة، وبينما كنت أجلس مع صديقى الثوري أمير الهندي، نحتسي الكابتشينو في كافيتيريا لاباس كما اعتدنا، ذهب الصحفي الشاب عثمان المصيلحي إلى دورة المياه ليقضي حاجته، كانت المرة الأولى التي نراه فيها، وانتهز أمير الهندي الفرصة وراح يتحدث معي عنه، كانت المرة الأولى التي أسمع بها عن عثمان المصيلحي.
رحت اتأمل مظهر عثمان المصيلحي وهو ذاهب الى دورة المياه، قصير القامة نحيف ويتأرجح وهو يسير في خفة لا تخلو من مسحة" غندرة وتيه بالذات " ، له ملامح شعبية ويشبه الآسيوين في العينين والحواجب و فى الأنف الأفطس وفي الشفتين الغليظتين وفي الفم الواسع ، وأفقت من شرودي على أمير الهندي وهو يخور بصوته الغليظ ويقول:
- عثمان المصيلحي صحفي جيد جدا وتقدمي وبالتحديد ناصري، تعرف طبعا تحفظاتي على الناصرية والناصريين لكننا في زمن الردة الساداتية نتحالف معهم خوفا من التبعية والعمالة لأمريكا، وعثمان المصيلحي على المستوي الإنساني والسياسي إنسان جيد جدا... وهو يعمل في مؤسسة مساء النور الصحفية الكبري
- لكنك تقول أنه عائد من لندن
- نعم عائد من لندن حيث كان يعمل في مجلة 52 الناصرية ورئيس تحريرها السعداوي خضير، الناصري الكبير والهارب إلى لندن، مجلة يصرف عليها القذافي.
احتسينا الكابتشينو وأشعل أمير سيجارة بلمونت، وعاد عثمان المصيلجي، ورحت أرقبه، في السابعة والعشرين تقريبا من عمره، لاحظت تطاوسا خفيا فيه، في جلسته وقد رجع بظهره كله على المقعد، في تشامخه وهو ينصت، في عبوسه الدائم وكأنه يحمل قضايا الوطن على ظهره، لم يكن ودودا معي، ولم يكن تطاوسه فجاَ، على العكس كان يخفي تطاوسه جيدا، ويحرص دائما على أن يظهر بمظهر الانسان المتواضع والبسيط للغاية، ورأيت في هذا قمة التطاوس.
أفقت من تأملاتي على صوت امير الهندي وهو يخور:
- هل علمت أن السادات عرض أن يمد النيل إلى اسرائيل؟.. أريدك يا عثمان أن تحدثنا عن ردود أفعالكم انتم ثوريين لندن على هذا العرض؟
- أولا اعترض على ثوريين لندن، لقد ذهبت مهنيا ولم اتاجر ولم ازايد!
هكذا قال عثمان جاداَ، فانتبه أمير وقدم اعتذارا حارا.
تعمدت أن اشرد بتفكيري لكي لا أسمعه، وقد تأذيت من طريقة حديث عثمان ووجدت أن الأنا لديه متورمة كثيراَ ، فلم يكف عن ترديد" أنا في تقديري"، "أنا أعتقد " أنا... أنا ... أنا.... أنا....
وتكررت زيارات عثمان المصيلحي لجماعتنا في لاباس، بقامته القصيرة وبملامحه الشعبية الآسيوية، وازددت يقينا من تطاوسه واستعلاءه فنفرت منه، وبادلني عثمان المصيلحي نفورا خفيا بنفوري الخفي، وبمرور الوقت ازداد استعلاءه الفارغ ، و كاشفت احد جماعتنا بضيقى بعثمان لتطاوسه السخيف ولتعاليه الأجوف قال لى الصديق :
-لا أرى شيئا من هذا لكنني أراه مهذبا وجم الأدب. وكتمت مواجعي كما كتمت غيرها ، وصبرت على انتفاخ عثمان وعلى تطاوسه، وقد أصبح شعاري قبلها بسنوات، أن الله لم يخلقنا إلا لنصبر، هل خلقنا الله جل جلاله لننعم ونسعد؟ لم يخلقنا في تقديري إلا للصبر على مكاره الحياة وبلاويها،واعتبرت أن الجلوس مع عثمان المصيلحي من جملة تلك المكاره التي علينا تحملها صاغرين، واستمرت علاقتي به كما هي، تطاوس خفيا منه وصبرا جميلا منى، حتي حدثت المواجهة بيننا.

-2-
في لاباس العتيد إجتمعت حلقتنا كالعادة منذ الثانية ظهرا، وعلى أبخرة القهوة الطازجة دارت مناقشاتنا هادرة، وجلدنا ذواتنا بعد أن قمنا بجلد حكامنا، وكان عثمان المصيلحي نجم الجلسة ومحور الحديث، وعند الساعة الرابعة بدأ الاصدقاء في الاستئذان والإنصراف.
وانصرف الجميع عدانا عثمان وأنا، وكانت مشاعرنا مازالت ملتبسة كما هى، على العكس فقد تفاقم النفور المتبادل بيننا، وفوجئت بأن عثمان- بحكم ترتيب الجلوس- كان تقريبا يعطيني ظهره، إلا قليلا فقد وارب نفسه وبقيت لا أرى سوى جزء صغير من بروفيله، تقريبا يعطيني قفاه ولا أري سوي جزء ضئيل من وجهه، لم أدري ماذا أنا فاعل، وازداد ضيقى ولا سيما أنه صعر خديه وراح يتشاغل بالنظر للشارع عبر البوابة الزجاجية الكبيرة، ورحت اتسائل بأي حق يعطيني ظهره؟، حتى لوكان تواجد الحشد الكبير من الأصدقاء على المائدة تسبب أن يجلس في هذا الوضع، فقد ذهب الجميع، ومن حسن الأدب أن لا تعطي من تجالسهم ظهرك، كان الواجب والعرف والذوق يحتمون عليه أن يعتدل في جلسته، هل أقول له" ماذا اخذنا من طلعتك الآسيوية البهية حتى تعطينا ظهرك؟" ، وساد بيننا صمت طويل ، وقررت أن لا أبدأ بالحديث، هل يراني أهون شأنا من أن يبادرني بالحديث، وبمرور الوقت كان غضبي يزداد، ووجدت نفسي أقول له فجأة:
- استاذ عثمان هل عدلت من وضعك لأنك عفوا تعطيني ظهرك؟
ارتبك عثمان وقال معتذرا
- أنا آسف.
اعتدل عثمان ودار بالمقعد حتى جلس في تقريبا في مواجهتى، وابتسم وهو يتلعثم في اعتذار جديد. وتبادلنا نظرات قلقة مفعمة بالريبة والتوجس، وبعد قليل استئذنت في الانصراف. وأنا أشعر بالارتياح الشديد لانني أجبرته على أن يغير من جلسته الوقحة.

-3-
لم يمر وقت طويل حتى أصبح عثمان المصيلحي عضوا منتسبا في جلسة لاباس اليومية، فهو يحضر بشكل مستمر، ولم يتغير في طريقته شيئا، التعالى نفسه، والتطاوس عينه، والنفور الصامت الخفي المتبادل بيننا كما هو ، انسحاق أمير الهندي حياله، مناقشاتنا السياسية التي لم تنقطع،... إلى آخره، لكن الجديد والغير متوقع حدث في واقعة لا تنسى، بل لن أنساها أبد الدهر، لماذا؟ لأنها واقعة جعلت رقبة ذلك المتطاوس مثل السمسمة، واقعة وضعت أنفه الآسيوية الفطساء... في الأرض!!
ذات ظهيرة صيفية كنت أجلس في مقهى ريش أتسلى بمراقبة المارة ومنتظرا أحد الاصدقاء ، فقد كنت زبون دائم في ريش، ولدي شلة من المثقفين والكتاب، وبينما أحتسي القهوة وقد جلست على المائدة الأولى المطلة على الشارع، هبط علىِ عثمان المصيلحي وفوجئت بأنه صافحني وسأل مبتسما:
- ممكن أجلس؟
- بكل سرور.. طبعاَ طبعاً تفضل!!
كان يرتدي قميصاَ صيفيَا وحذاءَ خفيفاَ، وكانت المرة الأولى التي نبدأ فيها الجلسة منفردين، لم يكن يننا ٌألفة ولا كلام، وناديت الجرسون، ودعوته فطلب قهوة وماء مثلجا، وهبت نسمة صيفية رائعة رطبت من مشاعري.
- يوم تاريخي بالنسبة لي.
تعجبت من البداية فهو في العادة جاف لا سيما معي ولا يتخلى عن تكلف الاهمية.
ابتسمت ولم أعرف ماذا أقول وكنت أشعر بالانزعاج الشديد من تعاليه الاجوف ومن علاقتنا الملتبسة ، كثيرا ما تركني عثمان المصيلحي بين نارين، أن أٌصَعد الأمر وأمسح به البلاط، وهو صدام دامي سخيف ويترك اثرا مريرا في النفس، أو ان أبتلع التنطيط وأنام بغيظي وبقهري، وكلاهما أمران أحلاهما مر.
أفقت من حيرتي وصوت عثمان يجلجل بالزهو:
- انا اشتركت في ال" جاكيس" في الهيلتون؟
- في ال "... ماذا؟
- في الجاكيس في الهيلتون.
علمت منه أن فندق النيل هيلتون، أنشأ بارا ارستقراطيا للنخبة الجديدة، لا يدخل البار - وهو بار وديسكو - سوى الاعضاء فقط، وهم كريمة المجتمع وأنه باشتراك سنوي يدفعه العضو فينضم ويصبح مصرحا له بالدخول.
كنت سمعت بشئ مثل هذا من قبل، وهو معمول لطبقة ابناء الرأسماليين الجدد من الوكلاء وتجار العملة والمستوردين، تلك الطبقة من محدثي النعمة الناشئة حديثا في البلاد، وكان الاشتراك بمبلغ باهظ، وحدث تكالب على العضوية، وأصبحت بالواسطة!!، لكن الغريب أن عثمان المصيلحي وهو الذي ينتمي إلى حي المنيرة الشعبي، الذي ينتمي طبقيا إلى الفقراء والكادحين، وسياسيا ينتمي إلى التيار الناصري الرافض للتفاوتات الطبقية الفجة، ومع هذا يتفاخر بإنتسابه إلى نادي الجاكيس المعمول لأثرياء الانفتاح.

- نادي راقي جدا، معك صديقتك وتريد أن تشرب كأسين، تذهب إلى الجاكس، لن تجد متطفلين ولا دهماء ولا فضوليين، وفي الهيلتون! في الهيلتون! هل تعرف بماذا يشبهني الهيلتون، إنه أشبه بقطعة الدانتيل الرقيقة أو تورتة فاخرة مبهجة الألوان والشكل.
لم ينقطع عن الحديث لا عن الجاكس ولا عن سجايا ومزايا الانتساب للجاكس، وكدت أن أفقد أعصابي وأغلظ له القول على تفاخره التافه الذي يكشف وضاعة منبته، أشفقت عليه وعلى نفسي من مغبة الصدام، ورحت أشرد بفكري في قضايا تشغلني كي لا انتبه لهراء عثمان المصيلحي الفارغ، لكن شاء رب العباد أن ينتقم لي شر انتقام من عثمان المصيلحي، ، ولم يكن الانتقام إلا على يد صديقنا الفنان التشكيلي مدحت همام، الذي جعل عثمان يدفع الجديد والقديم من حسابه الثقيل .

-5-
حتى أذكر لحضراتكم كيف سحق الفنان مدحت همام صديقنا المتطاوس عثمان المصيلحى، لا بد من إلقاء بعض الأضواء على مدحت، إنه في الثانية والأربعين من عمره، ويطلقون عليه " الأسطول السادس " في منطقة طلعت حرب وملحقاتها، صحيح انه فنان تشكيلى لكنه لا يقل في طغيانه عن أعتى الفتوات، ويضرب بمدحت المثل في السطوة وفي قوة الشكيمة، له رأس ضحمة وشعر أجعد وملامح غليظة تنطق بالشراسة وبالغلظة.
بينما كان عثمان يزهق روحي بتكرار مزايا الهيلتون والجاكس الذي في الهيلتون، وجدت مدحت شكري يدخل علينا وبعد ان صافحنا جلس على مائدتنا، وقدمتهما لبعضهما البعض، وجلس مدحت.
- هل سمعت وزير المالية المصري وهو يقسم ويقول" ورحمة امي أقتصادنا بخير "، كان ينقصه أن يضع رغيفا على عينه ويحلف ويقول انشالله أعمي لو مكانش اقتصادنا بخير.
هكذا قال مدحت شكري
ضحكنا وتكلمنا في السياسة، وسرعان ما قاد عثمان المصيلحي الحديث إلى الهيلتون والجاكس الذي انشأ في الهيلتون.. إلى آخره
- أنا سعيد جدا جدا أنني اصبحت عضوا في الجاكس. الجاكس في قلب الهيلتون بالقرب من التافرنا، وفوق بار علاء الدين، هما باران عظيمان ولا شك لكن الجاكيس يختلف، التافرن وعلاء الدين متاحان لكل مواطن، صحيح انهما مكانان للصفوة، لكنني أعتبر أن الجاكس مكان لصفوة الصفوة، ولهذا أنا سعيد جدا لحصولي على العضوية و الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس هو من توسط لى للحصول على العضوية.
لم يكن مدحت من المعروفين بصبرهم، وجدته ينظر ناحية عثمان بنظرات أعرف معناها جيدا.
- من أين؟ أنت من أين؟
هكذا وجه مدحت سؤاله لعثمان متنمرا، وارتبك عثمان لوهلة
- الاستاذ عثمان المصيلحي الصحفي في مجلة مساء الخير.
وقبل أن أكمل وجدت مدحت يقاطعني في حدة قائلا:
- أعلم وقلت لي هذا حالا، أنا اسأله من أي منطقة؟ من أي منطقة؟
- من حي المنيرة... انا من المواردي
هكذا قال عثمان
- المنيرة!!؟ المنيرة!!؟... قل من التلول لا تقل من المنيرة... سيقول لي منيرة، قل من التلول... ليست منيرة ولا غير منيرة... إنها التلول
هكذا قال مدحت وترك عثمان وراح يتحدث إلى قائلا:
- لم يكن هناك منيرة لكن هناك التلول، سوف أقول لك معني منطقة التلول، التلول كانت أرض خلاء فاضية، النسوان تحفر حفرة وتنزل داخلها، المرأة منهن تنزل الحفرة
- حفرة؟.. امرأة؟
هكذا سألت
فأجابني مدحت قائلا:
- نعم حفرة تنزل في الحفرة وإلى جانبها على حافة الحفرة كوزين، كوز منهما تضع فيه انصاف الفرنكات، وكوز ثاني فيه ماء وخرقة لتغسل به فرجها، هما كوزان من الصفيح، كوز منهما للنصف فرنكات والكوز الثاني للخرقة المبلولة.
أدركت أن الاسطول السادس يقمع عثمان المصيلحي الذي وقع في شر اعماله، ورنوت إلى عثمان ببصري فوجدته في حالة لا تسر عدوا ولا حبيبا. - هه هي المنيرة وتلك هي التلول حفرة تنزل المرأة فيها ، ومعها الكوزين، كوز النصف فرنكات وكوز الخرقة للتشطيف السريع.
صمتنا وشعرت بالحرج وأشفقت على عثمان الذي قال له مدحت بشكل مباشر أن أهله من البغايا الرخيصات، وغيرت الحديث، وانتهز عثمان الفرصة وانصرف مخزيا، لم يرد على إهانات مدحت الجارحة، وقمت معه لأمر عاجل، وفكرت وأنا وحدي في عدوان مدحت الغاشم على عثمان، لم يرق لمدحت كلام عثمان عن الهيلتون والجاكس، في أغلب الظن أن " سحنة " عثمان الشعبية رآها مدحت لا تتناسب مع لا الجاكس ولا الهيلتون، ورأى في ذلك " تنطيط " يستحق عثمان العقاب عليه، وفكرت انها عقوبة مدحت كانت شديدة ولا تخلو من سوقية وبذاءة، لكنها تتناسب مع الاسطول السادس الرابض في طلعت حرب.


-5-

لم تغب تلك الواقعة عن بالى، وسافرت سنوات طويلة، ولم تغب الواقعة عن ذهني مطلقا، وعدت ووجدت عثمان المصيلحي كما تركته، التطاوس الفارغ والاستاذية الغير مبررة والرغبة العارمة في التعويض عن مركبات نقص معقدة، وتأذيت مجددا من تعاليه التافه، وقابلت صديقنا مدحت فقلت له لكي أذكره بواقعة التلول والكوزين، فقلت له
- هل تتذكر صديقنا عثمان المصيلحي؟
- بالطبع صديق عزيز وانسان ودود للغاية وأنا احبه.!
التزمت الصمت، ولم استغرق كثيرا في التفكير لقراءة رد فعل مدحت المدهش، وتأملت طويلا في التحول المدهش من لقاء ريش والتلول والكوزين، والتحول إلى ود وحب وصداقة، ما قاله مدحت له الكثير من التفسيرات والمعاني، اولا لقد نسي مدحت ماجري في لقاء ريش، فقد اعتاد على أن يلطش في خلق الله بلا حساب، فمن الصعب عليه أن يتذكر كل من قام بتلطيشه!، لقد لطش له مدحت ونسي الحكاية كلها، هذا عن مدحت ، السؤال هو كيف يمتدح عثمان ويصفه بالودود واللطيف؟، فلا عثمان بالودود ولا هو باللطيف، صحيح ان شراسة مدحت اصبحت في حكم الماضي، بفعل السن، لكن هذا لا علاقة له بعثمان، أما التفسير الوحيد لهذا التحول، هو أن عثمان بعد لقاء الكوزين ، أدرك أن مدحت من القوى الباطشة ، لذلك سعى عثمان لكي يظفر بصداقة مدحت فتزلف له وتودد له، وبعد ان سحقه مدحت ومسح بكرامته الأرض، استخدم عثمان الحكمة التي تقول" اليد التي لا تستطيع عضها، عليك بتقبيلها".
د. فهمي عبد السلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما