الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يظن البشير أنه الأسد ..

مروان صباح

2019 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



/ قد لا يوجد دليل أكبر من ذلك الدليل الذي جاء في الكتاب الحَكِيْم ، أن الدنيا لا تعادل عند الله جناح بعوضة ، فالله عزوجل كان قد ضرب مِثلاً تبّيني عندما جعل الإنسان خليفته عليها وهو يعلم بأنه غير أمين على أولاده ، مفسراً ذلك من خلال الكشف عن المكون البنيوي ( سيكولوجياً ) للإنسان قبل جبلته الطينية ، بأنه ظالماً جاهلاً .

اليوم وصلنا في السودان إلى الضحية ال 40 ، بالطبع جميعهم ذهبوا وسيذهب ايضاً آخرين ضحية احتجاجات التردي المعيشي ولأن النظام يشابه في تكوينه غالبية الأنظمة الأخرى بدأ بالفعل سيناريو التنصل منها وإحالة ارتكابها إلى مجموعات مسلحة خارجة عن القانون وبالتالي الأمور بهذا الشكل تسير إلى ما لا يحمد عقباه وبالطبع بفضل تعنت نظام البشير ستتحول الاحتجاجات وبشكل دراماتيكي إلى انتفاضة ، وهنا لا بد أن يعي البشير مسألة محسوم أمرها لا يمكن إعادتها في السودان ، لأن الإقتداء ببشار الأسد ، فكرة مستحيل تطبيقها سودانياً ولأسباب جوهرية بحتة سنأتي عليها بالفقرة القادمة من المقال وهنا ايضاً يتوجب على المراقب المحقق ومن زاويته أن يكشف حقائق بدورها تميط اللثام عن الزيف الذهني الحاصل في سدة الحكم وتبيّن الفارق بين الحالتين .

بالمفيد المختصر ، جميع الوقائع الحاصلة في الميادين المتعددة تشير بأن المزاج العام يرغب بالتغير بل قتل المتظاهرين آثار غضب السودانيين وهم اليوم وبسبب القتل الغير مسؤول يقفون بالسودان كله على مفترق طرق بل خياراتهم كثيرة وليست كما يظن أحد اْبواق السلطة ( قاطع الرؤوس ) بأنها محدودة ، أبداً ، بل ردود وإجراءات السلطة تدفع من على الأرض بتحويل الاحتجاجات إلى عصيان مدني ، أي نقل البلد إلى الشلل التام ، وهذا الانتقال لا يعني سوى اسقاط النظام عاجل أم آجل أو اسقاط الدولة برمتها وتجدر الإشارة تذكير الرئيس البشير بأنه يقود جيش وأجهزة أمنية ليست بالطائفية بقدر أنهم أفراد وضباط جميعهم ينتمون بشكل أو بآخر إلى المنتفضين أو المعتقلين أو المقتولين ، لهذا من يظن بأنه يشابه نظام الأسد الطائفي فهو بظنه هذا يرتكب جريمة اولاً بحق نفسه بل يجره هذا الإعتقاد إلى الوحل الذي لن يغرق به سواه لأن ببساطة عندما تخرج الأمهات بالمظاهرات وتعود في أخر النهار لكي تدفن ابناءها ، كأن خروجهم وعودتهم ومن ثم عودتهم بالخروج باليوم التّالي ، يقلن للجميع وعلى رأسهم ما يسمى البرلمان بأن الغسيل الوسخ طافح ولم يعد بإمكان أدوات السلطة غسله بل الوحيد الذي يمكن له فعل ذلك الشعب .

يبقى الإطار الأخير هو تقريري بين السهل على المحرم الأكبر والاستفاقة ، لا بد للبشير أن يعي مسألة أخرى ، بأن لا يوجد إلى الآن في الوطن العربي من يصنع الطبيخ ، بل تعودَّ العربي بفضل النظم الاستبدادية أن يجد الطبيخ جاهز منذ لحده إلى مهده وهذا يفسر مسألة تخص شخص البشير ، حتى الآن هناك مجال أن يصيغ مع المكونات السياسية والدينية والمكونين الجيش والأمن رحيل يُؤْمِن الحماية والضمانة من أي ملاحقات دولية ، أي ترتيبه مازال قائم بالشكل الذي يجنب المحكمة الدولية من الوصول إليه ، أما الإصرار على الامساك بالسلطة والتوغل في قمع الناس وقتلهم سيجعل الأمور أكثر تعقيداً وسيجعله في المنظور القريب محاصر ومطارد ، داخلياً وخارجياً . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في


.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط




.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و


.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد




.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن