الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس تضع سياساته بلاده فى وجه العاصفة

محمد السعدنى

2019 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


فى حدود معلوماتى لم يلق رئيس أمريكى رفضاً لقراراته وتوجهاته وأسلوبه وربما شخصه مثل ما يلقاه دونالد ترامب، الذى أوصلت حماقاته الكونجرس لغلق جزئى للحكومة هذا الأسبوع، فأمام إصراره أن تشمل الميزانية الحكومية 5 مليارات دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، علق المشرعون مساء الجمعة مشاوراتهم للتوصل إلى اتفاق بخصوص الميزانية الاتحادية، ما يعنى حجب تمويل نحو ربع المؤسسات الاتحادية الأمريكية، مايتسبب فى إغلاق عمل وزارات الأمن الداخلي والنقل والزراعة والخارجية والعدل، كما ستغلق المتنزهات العامة أبوابها. وهى المرة الثانية التى يعلق فيها عمل الحكومة فى عهده. ولعله الرئيس الوحيد فى التاريخ الأمريكى المعاصر الذى استقال فى عهده كل هذه الشخصيات النافذة أو آثروا الابتعاد، والقائمة التالية توضح حجم وخطورة الشخصيات المستقيلة من أمثال: مايكل فلين مستشار الأمن القومي، شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض، رينس بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض، أنطوني سكاراموتشي مدير الاتصالات بالبيت الأبيض، ستيف بانون كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الأبيض، كاتي وولش نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، مايكل دوبك مدير الاتصالات، سيباستيان جوركا نائب مساعد الرئيس، كاثلين ترويا مكفارلاند نائب مستشار الأمن القومي، توم برايس وزير الصحة والخدمات الإنسانية، جيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية، وأندرو مكابي نائبه، دينا باول نائبة مستشار الأمن القومي، والتر شباك مدير مكتب الأخلاقيات الحكومية، أنجيلا ريد رئيسة قسم الموظفين في البيت الأبيض، روب بورتر أمين الموظفين، جوش رافل مسؤول الاتصالات العليا، هوب هيكس مدير الاتصالات الاستراتيجية، جاري كون مدير المجلس الاقتصادي الوطني، جون مكينتي المساعد الشخصى لترامب، ريكس تيليرسون وزير الخارجية، هربرت ماكماستر مستشار الرئيس للأمن القومي، ديفيد شولكين أمين شؤون قدامى المحاربين، مايكل أنطون المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، توم بوسرت مستشار الأمن، سكوت برويت مدير وكالة حماية البيئة، نيكي هايلي مندوبة أميريكا لدى الأمم المتحدة، ديريك هارفى مستشار الرئيس للشرق الأوسط، جون كيلى كبير موظفى البيت الأبيض، سالى ييتس وزير العدل بالوكالة، ريان زنك وزير الداخلية، جيف سيشنز وزير العدل "إقالة"، جيم ماتييس وزير الدفاع، وغيرهم، مايشير إلى عدم استقرار إدارة ترامب التى تفتقد إلى رؤية مؤسسية وتتناوشها تصرفات طائشة من رئيس يضع كل رجاله فى مأزق، إما مسايرة سياسات صبيانية غير ناضجة كما وصفتها النيويورك تايمز فى عددها الأخير، أوالنأى بالذات بعيداً عن معترك الارتجال والعشوائية التى يسببها ترامب ضد كل شئ وأى شئ، خارجياً وداخلياً، مع الأعداء والحلفاء على حد سواء.
وهكذا فنحن والعالم وأوروبا والأمريكيون بالطبع فى المقدمة أمام رئيس يصر أن يضع بلاده بحماقاته فى وجه العاصفة. ولعل الصورة تتضح أمامك أكثر إذا ماترجمت لك مقتطفات من إفتتاحية الواشنطون بوست 22 ديسمبر الحالى "The last lines of defense against Trump - خطوط الدفاع الأخيرة ضد ترامب" بقلم مجلس التحرير، جاء فيها: " كثير ممن كانوا ينظرون إلى دونالد ترامب على أنه غير مهيأ ومضطرب مزاجيا وليس مناسباً لأن يكون رئيساً طمأنوا أنفسهم في البداية على أمل بأن أغلبية الجمهوريين الرصينة في الكونغرس سوف يحجمون شطحاته"، " وقد تحدث الرئيس الحالى لمجلس النواب النائب الجمهورى بول رايان بصوت عال هذا الأسبوع مسلطاً الضوء على خواء تلك الآمال، ولقد جاراه فى ذلك زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ومعظم قادة الحزب الجمهوري فى إدانة تصرفات ترامب المتقلبة وتصلب مواقفه غير الموضوعية التى أوصلت إلى إغلاق الحكومة بدلاً من قبول حلول وسط حول الموازنة وعمل الحكومة".
تتحول إفتتاحية الواشنطون بوست بعد ذلك لتقول:" كان خط الدفاع الثاني ضد تهور الرئيس هو "الكبار" في الإدارة: وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيم ماتيس، ومستشار الأمن القومي إتش إم ماكماستر، والمستشار الاقتصادي جاري كون، وسفيرة الأمم المتحدة نيكي هالي، ورئيس المخابرات دانييل كوتس، هؤلاء هم الذين كانوا يفهمون قيمة التحالفات، ومخاطر الحروب التجارية، والمخاطر التي لا توصف من الحروب الحقيقية على مدى العامين الماضيين، ولقد قاموا في بعض الأحيان بتقييد أسوأ دوافع الرئيس، لكنهم ماعادوا موجودون، والبلد يبدو الآن تحت رحمة ترامب". ثم أضافت الافتتاحية:" لكن السيد ترامب لم يشرع في أي عملية لتقييم سياساته قبل الحلفاء المذهولين والكونجرس وموظفي البيت الأبيض من تقلبات الرئيس الفجائية. ويبدو أنه لم ينتبه الى أنه سيخرب كل شئ، فبكل بساطة، هولا يعرف وغالباً لايهتم بأن يعرف أويتعلم كيف ينبغي أن تعمل حكومة دولة كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية". باختصار فإن ترامب رئيس تضع سياساته بلاده فى وجه العاصفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي