الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيد الحلي ينتصر للعقل العراقي..

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2019 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



شعرتُ بنشوة فرح، حين شاهدتُ العالم المصري المعروف البروفيسور محمود عبد القوي، مقبلاً يد عالم عراقي اثناء تقديم شهادة تقديرية له، بعد ألقاء محاضرة بسايكولوجية الإعلام، في نشاط علمي شهدته مصر قبل ايام…كم سعدت لأن العالم العراقي، هو محط اعجاب الآخرين واعتزازهم، فيما هم في بلدهم، على قارعة التهميش.. لن آتي بجديد حين ادعو الى الانتصار للعقل العراقي في مختلف صنوف الابداع، ففي علمائنا خميرة النهوض المجتمعي، ورعايتهم واجب وضرورة، ففي وجود العلماء تبنى الاوطان وتتطوّر الأمم والمجتمعات وتنهض، وبالجهل تتخلّف وتضمحل… العلم نور والجهل ظلام، وان العالم المبصر لشؤون وطنه هو أحد أعمدة بناء الأمم وتقدّمها. فعلى من بيدهم أمر وطننا.. العراق الحبيب، ان يدركوا ان العالم او الباحث الحصيف، ليس مجرد انسان، او موظف يبدأ دوامه في الساعة كذا، وينهيه في الساعة كذا، بل انه شخصية لديه القدرة على وضع رؤية محكمة للمستقبل القريب أو البعيد في المجتمع والدولة، بناء علي تحليله وفهمه للواقع والأحداث الماضية وتحديد مجموعة من الأهداف وتحفيز الأخرين ليحققوا معا هذه الأهداف المحددة، ويمتلك القدرة على معرفة وتحليل مهارات مفاصل الحياة بكل شفافية.. كما ان العالم، المتفهم، لسيرورته، وثقافته العليا، لا توجد عنده حدود للتوقف عن التطوير، فدائما يشعر في داخله، انه بحاجة إلى تعلم الجديد وتطوير الذات، وتعلم مهارات مضافة، وهذه خصال تبني مجتمعا صلدا، ووطنا جديرا بالتفوق والنجاح. لكن يبدو ان الحال، معكوس في مفهوم الدولة عندنا ، فانا اعرف زميلاً، هو اقرب من اخ لي، حصل على مرتبة الاستاذية في جامعة بغداد في الاعلام، بعد جهد في الدراسة والتدريس وفي الميدان اليومي باختصاصه، تقاعد، في وقت ادركُ فيه، ان الجامعة والطلبة بأمس الحاجة الى علميته ومهارته المهنية، دون ان يبادر المسؤولون الى تضييف، ومعرفة حيثيات طلب التقاعد، وثنيه عن ذلك، غير انك حين تبحث عن اسباب طلب التقاعد لوجدت ان الحق مع اخي البرفيسور، فليس هناك صدى لجهود عالم حقيقي في زمن الفوضى التي تعم الدراسات العليا التي تشهدها اروقة الجامعات الرسمية والاهلية اليوم.. ونأمل ان تكون لقيادة التعليم العالي الجديدة، نظرة مغايرة، تعيد البهاء للعلم والعلماء العراقيين. إن صفاء أمور الدنيا واستقامتها لا يكون إلا بالعلم والعلماء، وإن السيادة على الأمم وبناء الحضارات ، لا تكون إلا بالعلم والأخذ بأسبابه، إذ هو حياة أهله، وبه يستحقون صفة الحياة، ويدركون معنى الوجود، وغيرهم أموات لا يعبأ بهم ولا قيمة لهم.
تقبل تهاني عزيزي العالم العراقي د. قاسم حسين صالح، وانت تتسلم شهادة العرفان بعطائك العلمي من جهات اكاديمية عربية وسط تعالي اصوات تهتف للعقل العراقي.

ملحوظة: تم منحنا في القاهرة اربع شهادات تقديرية لتقديمنا محاضرات في سيكولجيا الاعلام والسلطة والدين ومحنة المثقف العربي (14 و15 كانون2 2019)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت