الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة السترات الصفراء : انطلاقتها في 2018 فاجأت النخب الفرنسية ، فهل تفاجئ الجميع عام 2019 بانتصارات غير متوقعة ؟

حسين كركوش

2019 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


( نحن هنا ولن نغادر



بدأت تظاهرات السترات الصفراء في 17/11/2018 ، وما زالت تتكرر كل يوم سبت. وكانت تظاهرات يوم السبت ، الأول من الشهر الأخير من عام 2018 ، هي الأعنف. في ذاك اليوم شعر سكان الأحياء الأرستقراطية الأكثر غنى في باريس ، وحيث يقع القصر الرئاسي ، بالاستياء وهم يشاهدون من نوافذ بيوتهم حشودا من (الغرباء) قدموا من أحياء شعبية و من مدن فرنسية بعيدة ، وقد (احتلوا) أحيائهم. ثم زاد استيائهم عندما سمعوا ( فريق) من هولاء الغرباء يرددون هتافات غاضبة فيها نبرة تحدي ضد الرئيس الفرنسي (ماكرون) ، وتعاطف مع العمال :

«On est là, on est là, même si Macron ne veut pas, on est là, pour l’honneur des travailleurs et un monde meilleur.»
وترجمتها : (نحن هنا .. نحن هنا ، حتى لو أن ماكرون لا يريد / نحن هنا دفاعا عن شرف العمال ومن أجل عالم أفضل.)




( قوة الحركة في تنوع المشاركين فيها



مرددو الشعار الذي ذكرناه توا ، هم الفريق (العمالي اليساري) التقليدي من بين أصحاب (السترات الصفراء).
و عندما نقول (فريق) فنحن نعني أن هولاء النقابيين اليساريين لا يمثلون (جميع) السترات الصفراء ، لا في باريس ولا في فرنسا كلها. فهناك من السترات الصفراء من ينتمي لليسار المتطرف ، وفريق ينتمي لليمين المتطرف ، وآخرون ينتمون ل( الحزب الجديد المناهض للرأسمالية) و (الحزب الأيكولوجي) و (الحزب الشيوعي) وحزب (فرنسا غير الخاضعة).

وهناك فريق آخر ، وهم الأكثرية بين السترات الصفراء ، غير مؤدلجين ، ولا منتمين سياسيا وليس لديهم خبرة سياسية نضالية سابقة ، و مطالبهم معيشية يومية ، رغم أنها سياسية في نهاية المطاف.

هذا يعني أن السترات الصفراء ليس تجمعا متجانسا منسجما ، لا سياسيا ولا ايدولوجيا ، لا في المطالب الآنية و لا تلك الاستراتيجية بعيدة المدى.
فهناك ، على الصعيد الآيدولوجي ، ما يفرق ، حد كسر العظم ، بين السترات الصفراء ، مثلما الحال بين من ينتمي منهم لليسار المتطرف ، من جهة ، وبين من ينتمي لليمين المتطرف القريب من الأفكار الفاشية من جهة آخرى.
وهناك ما يفرق أيدولوجيا وسياسيا ، و إلى حد عميق ، بين الفريقين المتطرفين اليساري واليميني من جهة ، وبين أكثرية السترات الصفراء ، من جهة آخرى. فاليسار المتطرف واليمين المتطرف كلاهما يناهضان ، في فلسفتهما ، الخيار الديمقراطي الانتخابي البرلماني ، ويتوسلان بالعنف كوسيلة لقلب نظام الحكم ، رغم أن اليمين المتطرف تبنى أو تماشى مع الخيار البرلماني الديمقراطي وحقق نجاحات كبيرة.

و لكن هذا لا يعني عدم وجود اختلافات داخل اليمين المتطرف. فالمعروف أن اليمين المتطرف في فرنسا (وفي عموم الغرب) ، الذي يكاد أن يتحول إلى القوة السياسية الأكبر في فرنسا بفضل الدعم الشعبي له في الانتخابات ، قريب ، فلسفيا ، من الأفكار الفاشية. لكن هذا لا يعني أن مؤيديه كلهم فاشيون.
فهناك منهم من يرى أن (مشكلة) فرنسا تكمن في انضمامها للاتحاد الأوربي وتخليها عن خصوصيتها وسيادتها ، ومنهم من يرى أن المشكلة تكمن في العولمة التي سّهلت هروب رؤوس الأموال ونقلت المصانع الفرنسية للخارج ، ومنهم من يرى أن الأزمة تكمن في فتح الباب أمام المهاجرين الأجانب الذين (يسرقون) قوت الفرنسيين ، ومنهم من يعتقد أن الأزمة أخلاقية حضارية سببها التواجد الإسلامي (الغريب) في بلدهم ، وبعضهم يرى أن فرنسا تدار من قبل لوبيات ونخب تتقوقع داخل ذاتها ولا تعرف ما يدور في العمق. ولأن هذه الأفكار والمواقف كلها يتبناها اليمين المتطرف فأنه تحول إلى مظلة يتجمع تحتها فرنسيون بأفكار مختلفة ، و يزداد عددهم باضطراد ، وخصوصا من الفئات الشعبية الأكثر تضررا.

هذه الجهات كلها ، أي من اليمين واليسار المتطرفين ، واليسار التقليدي و من الليبراليين والمستقلين والنقابيين ، والفئات الشعبية وأفراد الطبقات المتوسطة داخل العاصمة و مراكز المدن الكبرى التقت سوية في حركة السترات الصفراء. ومعهم التحق المزارعون في القرى النائية والأرياف البعيدة عن العاصمة ومراكز كبريات المدن ، أو ما يطلق عليها (فرنسا الأطراف) و (فرنسا الريفية). و كل طرف من هذه الأطراف المشاركة في تظاهرات الستر الصفراء يغني على ليلاه.

ولأن الشعب الفرنسي (مثلما أي شعب آخر) ليس واحدا ، طبقيا واجتماعيا وسياسيا ومناطقيا ، ولأن المطالب التي ترفعها حركة السترات الصفراء متعددة ومتنوعة ، فأن هذه المطالب العامة المتعددة تجد لها ، حتى هذه اللحظة ، تعاطفا من أكثرية الشعب الفرنسي.





( العنف

يكثر الحديث عن العنف الذي يصاحب تظاهرات أصحاب السترات الصفراء ، سواء من قبل القوات الحكومية ، أو من الرجال والنساء المتظاهرين في باريس وفي مدن فرنسية أخرى : إشعال حرائق ، أقامة متاريس ، مواجهات مع قوات حفظ النظام ، اعتداءات جسدية على برلمانيين وشخصيات حكومية ، سد شوارع و طرق رئيسية ، وكذلك افراط قوى الأمن في استخدام العنف للتعامل مع المتظاهرين.

فهل هذا العنف ظاهرة غير مسبوقة و فريدة من نوعها في تاريخ فرنسا ؟

بعيدا عن الموقف الحماسي العاطفي المتحيز ، سواء كان مع السترات الصفراء أو ضدهم ، وبعيدا عن تشخيص هذا الطرف أو ذاك من بين السترات الصفراء الذي يمارس العنف ، فأنه بالإمكان القول إن العنف الذي يصاحب تظاهرات السترات الصفراء ، من الناحية التاريخية ، ليس بدون جذور.
هذا العنف ليس ظاهرة جديدة فريدة من نوعها في تاريخ فرنسا. وبإمكان مراجعة خاطفة لتاريخ فرنسا أن تكشف عن أن كل أعمال العنف التي قام بها أصحاب السترات الصفراء حتى هذه الساعة لا تساوي قلامة ظفر مقارنة بتلك التي أقدم عليها أجدادهم وجداتهم في تاريخ فرنسا.
أصحاب السترات الصفراء من الرجال والنساء هم أحفاد لرجال ونساء فعلوا أكثر بكثير مما يفعله هولاء الأحفاد هذه الأيام.


( التاريخ لا يكرر نفسه لكنه لا يموت

صحيح أن التاريخ لا يُستنسخ ولا يكرر نفسه ، وقد يمر بغيبوبة طويلة ، وقد يعاني أحيانا من مرض الزهايمر ، لكنه لا يموت ، والأحداث التاريخية لا تُنسى ، والذاكرة التاريخية للشعوب قد تهرم و تشيخ لكنها تحتاج لشرارة حتى تتوهج.
ففي الماضي الأبعد شهدت فرنسا أحداث سياسية عنيفة جدا : الثورة الفرنسية عام 1789 ، و كومونة باريس عام 1871 .
وفي الحالتين المذكورتين كانت فرنسا قد شهدت مواجهات عنيفة دامية راح ضحيتها آلاف من الفرنسيين. ويقدر عدد الذين قتلوا في أسبوع واحد فقط ، هو الأسبوع الأخير من عمر كومونة باريس ، أو ما بات يعرف (الأسبوع الدامي) 20 ألف شخص.
و بعد مرور عشرين سنة على أحداث الكومونة حدثت مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومتظاهرين ، عندما انطلقت في الأول من آيار 1891 تظاهرة عمالية تصدت لها الشرطة الفرنسية وأوقعت أعدادا من القتلى والجرحى.
وعندما بدأ القرن العشرون الماضي فأنه اختتم عقده الأول بمواجهات دامية ، أيضا. فقد شهدت باريس في السنوات 1908/1910 سلسلة تظاهرات عنيفة شارك فيها الآلاف ، وقاموا بنهب ممتلكات ومهاجمة بنايات وحرق وسائل نقل حكومية وأقاموا متاريس وهاجموا بأدوات جارحة أفراد في الشرطة.
وعلى امتداد سنوات القرن الماضي لم تتوقف التظاهرات التي اقترن الكثير منها بممارسة العنف ، سواء من قبل المتظاهرين أو من قبل قوات حفظ النظام.
وهذا ما حدث في تظاهرات السترات الصفراء ، مما دفع البعض في فرنسا للتعبير عن مخاوفهم من تحول التظاهرات ، في حال الوصول إلى طريق مسدود ، إلى مواجهات عنيفة قد تؤثر كثيرا على السلم الأهلي.
لكن من جهة آخرى ، وضمن السجال الواسع الدائر في فرنسا حول هذه المسألة ، هناك من يجد أن هذه المخاوف مبالغ فيها ، ويرى أن النظام الديمقراطي في فرنسا (مثل سائر النظم الديمقراطية العريقة) هو الآن راسخ و متجذر وقوي وقادر على استيعاب الرأي والرأي الآخر.



( الحرية والعدالة الاجتماعية : حركة السترات الصفراء وثورة الطلاب عام 1968

قبل نصف قرن بالتمام والكمال حدثت ثورة الطلبة عام 1968 ، والآن بعد مرور خمسين سنة اندلعت حركة السترات الصفراء. ومقارنة بين الحدثين و اختلاف دوافعهما و أهدافهما يثبت الفرنسيون تمسكهم الأصيل بمتلازمة واحدة لا تنفصل هي ، الحرية والعدالة الاجتماعية.
فقد بدأت حركة السترات الصفراء ، أصلا ، احتجاجا ضد رفع اسعار البنزين ثم شملت مطالب أخرى ، كزيادة القوة الشرائية للطبقات الفقيرة والمتوسطة ، وخصوصا من سكان الأرياف المزارعين. ثم تعددت وتنوعت المطالب وارتفع سقفها ، حتى وصلت للمطالبة باستقالة الرئيس ماكرون ، وحل البرلمان وإجراء تعديلات دستورية تتعلق ببنية النظام المؤسساتي.

هذا يعني أن حركة السترات الصفراء ذات دوافع ومطالب معيشية اقتصادية صرف. وهذا ما يميزها ويجعلها مختلفة جدا عن (ثورة) الطلاب في فرنسا عام 1968.
ثورة الطلاب كانت ثقافية اجتماعية أخلاقية ، أولا ، ثم سياسية. كانت ضد القمع بأنواعه ، وضد الوصاية بكل أشكالها ، وضد السلطة بكل مسمياتها ؛ سلطة الدولة وسلطة المجتمع وسلطة العائلة وسلطة المؤسسة التربوية ، وسلطة المؤسسة الدينية. وهذا ما كانت تعكسه شعارات الطلاب المشاركين فيها وقتذاك :
(لا ممنوع بعد الآن. يجب منع الممنوع. نمارس الحب لا الحرب. تمتعوا بمتع الحياة دون أي حواجز. كونوا واقعيين واطلبوا المستحيل. أهرب يا رفيق ، العالم القديم يطاردك.)
ولم تكن لثورتهم و لمطالبهم علاقة مباشرة بسوء الأوضاع المعيشية ، فقد كانت الأوضاع الاقتصادية وقتذاك جيدة جدا ، وكانت نسبة البطالة تلك الأيام حتى أقل من 2%.

وقتذاك كان الطلاب الفرنسيون يريدون التخلص من سطوة التقاليد المجتمعية التي هرمت وشاخت ، في اعتقادهم. وكانوا ، في الوقت نفسه ، يريدون التقليل من سطوة الدولة وتدخلها.

بينما ما يحدث الآن هو العكس. السترات الصفراء الآن يطالبون الدولة بالتدخل لحمايتهم ، ويجدون أنها تخلت عن واجباتها وعن دورها في حماية المواطنين وتركتهم يواجهون مصيرهم لوحدهم ، وخصوصا أبناء الفئات الشعبية والمهمشة والشرائح الدنيا من الطبقة المتوسطة. أما الهموم (المجتمعية) فليست من أولوياتهم. وربما العكس هو الصحيح. فهناك أعداد مهمة منهم يجدون أن الدولة تخلت عن معالجة القضايا الاجتماعية الاقتصادية ، وركزت على قضايا مجتمعية ثانوية ، كزواج المثليين من الذكور والأناث ، مثلا ، الذي شرعت له قانونا خاصا.






( والآن ، هل تتراجع هذه الحركة أم ستفضي إلى تغيير في بنية النظام المؤسساتي ؟



في العاشر من الشهر الماضي أعلن الرئيس ماكرون تلبيته لبعض مطالب السترات الصفراء ظنا منه أن تلك الإجراءات ستحظى بقبول أعداد كبيرة من المتظاهرين ، وبالتالي ستضعف الحركة وتحدث انقسامات داخلية في صفوفها ، وربما ستقضي عليها. لكن غالبية السترات الصفراء قالوا إن ما قدمه الرئيس ماكرون ليس سوى (فتات) ، ونحن لسنا بشحاذين.
و في منتصف الشهر الماضي حدث هجوم إرهابي في مدينة ستراسبورع ، وعلى أثر ذلك دعت الحكومة المتظاهرين الكف عن التظاهر ، حتى تتفرغ قوات حفظ النظام لمكافحة الإرهاب. لكن المتظاهرين لم يلبوا الدعوة ، وذهب بعضهم أبعد من ذلك ، فقالوا إن ما حدث في مدينة ستراسبورغ كان من تدبير أجهزة الاستخبارات الفرنسية ، لإشغال الرأي العام بقضية جانبية ، و لحرف الانتباه عن تظاهرات السترات الصفراء.

وعندما تيقن الرئيس ماكرون من أن استجابته لبعض مطالب المتظاهرين لم تعزز شعبيته ، التي واصلت هبوطها ، ولم توقف التظاهرات ، التي واصلت استمرارها ، فأنه هدد باتخاذ إجراءات أمنية أكثر ردعا. وقال الرئيس : (من الواضح أننا سنطبق أقسى الإجراءات القضائية بحق المتظاهرين . لقد حان الوقت لأن يسود النظام ، والهدوء والوفاق. إن بلادنا بحاجة لهذه الأمور. بلادنا تحتاج للوفاق والوحدة والالتزام الصادق من أجل قضايا. )
ما قاله الرئيس ماكرون هي أمنيات وليست معالجة جذرية. فأصحاب السترات الصفراء ما زالوا يتظاهرون ، ويبتكرون أسبوعا بعد آخر أساليب جديدة لمواجهات السلطات الحكومية والأستمرار في تظاهراتهم.






( حوار وطني ولد متعثرا

الآن ، وبعد فشل سياسة الجزرة والعصا ، ومع استمرار التظاهرات في أنحاء فرنسا ، لجأت الحكومة الفرنسية إلى (معالجة) جديدة للأزمة ، تمثلت في تشكيل (لجنة الحوار الوطني).
الغرض من (الحوار) هو ، الاستماع لآراء المواطنين ومناقشة مطالبهم ، بما في ذلك تحديث النظام السياسي المؤسساتي ، وهو أحد مطالب السترات الصفراء. لكن فكرة الحوار و (اللجنة) نفسها ولدتا متعثرتين.
فوفقا لاستطلاع للرأي نُشرت نتائجه مباشرة عقب الإعلان عن فكرة الحوار ، فأن كل سبعة من 10 من الفرنسيين قالوا إن (الحوار الوطني) الذي تنوي الحكومة إقامته ، تضييع للوقت والجهد ، و لا يفضي لشيء ، ولا فائدة منه. وهذا ، أيضا ، رأي معظم قادة السترات الصفراء ، وكذلك رأي المعارضة السياسية.
ثم حدثت انتكاسة لفكرة الحوار الوطني ، و (اللجنة) نفسها. فقد استقالت رئيسة (لجنة الحوار الوطني) قبل أن تبدأ عملها ، بسبب الاحتجاجات ضد راتبها الضخم ( 15 الف يورو).
وأشعلت هذه المسألة غضب المتظاهرين ، و وجدوا فيها تناقضا بين أقوال الرئيس ماكرون ، وبين التطبيق العملي لأقواله ، واستعاد المتظاهرون ما سبق أن قاله قاله الرئيس الفرنسي قبل أيام من تشكيل لجنة الحوار ، وهو يعلق على مطالب المتظاهرين : (إن الاضطرابات التي يشهدها مجتمعنا سببها أن الكثير من مواطنينا يعتقدون أنه بالإمكان الحصول على شيء بلا جهد.)
ويرى أصحاب السترات الصفراء و فرنسيون كثيرون أن راتبا شهريا كهذا تحصل عليه رئيسة اللجنة (بدون جهد) ، و يعتبر تبذيرا لأموال الشعب ، ويتناقض ، في آن واحد ، مع مطالب المتظاهرين بتحقيق العدالة ، و مع التصريح آنف الذكر للرئيس الفرنسي.
ورغم بدء (الحوار الوطني) الذي دشنه الرئيس ماكرون في الخامس عشر من الشهر الجاري ، وكرره مرة ثانية ، عندما التقى رؤوساء بلديات في مناطق فرنسية ، ألا أن الضغط الشعبي ما يزال يشتد على الرئيس ، ورئيس الحكومة أدورد فيليب. أما (الحوار الوطني) فتعتبره أكثرية المتظاهرين تضييعا للوقت. وحجتهم في ذلك أن كل ما يقوله رؤوساء البلديات أمام الرئيس ماكرون هي المطالب نفسها التي يرددها المتظاهرون على مدى الأسابيع الماضية ، والرئيس يعرفها وحفظها عن ظهر قلب. ولهذا فأن المتظاهرين ما زالوا يطالبون ، وهذا ما رددوه السبت الماضي ،
برحيل الرئيس الفرنسي.





(ما يزالون هنا ولم يغادروا

مثلما فاجأت تظاهرات السترات الصفراء الجميع ، بالطريقة التي حدثت فيها وبتنوع المشاركين فيها ، سياسيا واجتماعيا وجغرافيا ، وبالتأييد الشعبي الواسع لها ، وكذلك برفع سقف مطالبها أسبوعا بعد آخر ، فأن الدلائل تشير ، حتى الآن ، إلى استمرار هذه الحركة واتساع رقعتها ، وأن المتظاهرين ما كانوا يمزحون عندما رددوا ، منذ وقت مبكر من تظاهراتهم ، الهتاف الذي بدأنا به هذه السطور (نحن هنا ولن نغادر) ألا بتحقيق مطالبنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا