الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمتنا اليوم، ضرورة ترسيخ دور القائمة المشتركة في مواجهة اليمين العنصري

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2019 / 1 / 22
القضية الفلسطينية



في الكثير من اللقاءات الاجتماعية وغيرها، في الفترة الأخيرة واجهني الكثير بأسئلة، وتساؤلات حول ما يدور في وسائل الإعلام من نقاش،بل وإعلان أحد مركباتها بأنه قرر أن يخوض الانتخابات في قائمة ليس ضمن القائمة المشتركة، الموقف الحقيقي والذي أنقله بأمانه من قبل من قاموا بطرح الموضوع والتساؤلات، كان يصب في رفضهم أية إمكانية لتفسيخ وحدة القائمة المشتركة، بل قولهم هذه الخطوة خطيرة وفيها تنكر للخط الوحدوي للجماهير العربية، في نضالنا من أجل صد سياسة اليمين التي تحمل في صلبها مواقف عنصرية وفاشية تهدف الاقلية العربية الفلسطينية الباقية في وطنها.
"نحن نرفض أي توجه يضرب وحدتنا"، قالها بغضب أحدهم لي وبحدة في نقاش حول إمكانية تفسيخ إطار القائمة المشتركة، وأضاف "بإمكاني شخصيًا أن أطرح حالة خاصة توجهت بها لمن يطرح إمكانية خروجه من القائمة المشتركة، وعدم تلقي حتى رد أو جواب، لكن هذا لا يشغل بالي، بل ما يقلقني هو رفع شعار الخروج من القائمة المشتركة الذي فيه مجازفة خطيرة على حاضرنا ومستقبلنا"، القائل أعرفه منذ سنين ولم يكن من مؤيدي الجبهة، لكن ما طرحه في إحدى الجلسات وبحضور لفيف من الشباب فيه تعبير موضوعي، ويحمل موقفا مسؤولا يتحدث فيه الكثير من أهالينا بخصوص ضرورة المحافظة على إطار القائمة المشتركة .
لا أود هنا الخوض بنقاش مع من يطرح الخروج من القائمة المشتركة، وربما هذا لا يتعارض مع مفاهيم الديمقراطية، لكن لا بد من الإشارة الى حقيقة مؤلمه وهي أن الحمله الإعلامية التي قام بها هذا الطرف ومنذ عدة أشهر، تطرح العديد من علامات التعجب والاستفهام، وحتى لو عاد والتحق بالقائمة المشتركة، فما ألحقه من ضرر بالمشتركة وخاصة بين الناخبين، وتحويل الأمر الى قضية عدد النواب او المرشحين ورئاسة القائمة، من الصعب علاجه في فتره قصيرة.
عندما قلنا وما زلنا بأن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية هي إطار وحدوي هام يقف في مواجهة المشاريع السلطوية القائمة على أساس سلبنا الأرض والمسكن والعمل، وحتى محاولة تحويلنا الى مجموعات طائفية وحمائلية، لا بد لنا وأن نواجهه بالمزيد من الوحدة والنضال لإسقاط هذا المشروع السلطوي الخطير، وكذلك عندما تم تشكيل القائمة المشتركة للانتخابات البرلمانية قبل اربع سنوات تقريبا، لم يكن ذلك بسبب رفع نسبة الحسم فقط، بل جاء ضمن نفس الموقف أعلاه وهو كيل الصاع صاعين لكل مشروع سلطوي يهدف الى تفسيخ وحدتنا وسلبنا الحق بالتمثيل البرلماني.
ولا بد لنا ألا ننسى، كم نحن بحاجة الى المزيد من الوحدة وتقوية عضد القائمة المشتركة ورفع عدد ممثلينا برلمانيًا، كي نواصل معركتنا لإسقاط قانون القومية وغيره من القوانين العنصرية التي تم تشريعها خلال الدورة البرلمانية الأخيرة والتي سبقتها من قبل حكومة اليمين العنصري بقيادة نتنياهو، وأن يكون شعارنا: "كل صوت إضافي للقائمة المشتركة هو ضمان لإسقاط اليمين والفاشية"، هذه هي مسؤوليتنا جميعًا وأن نواصل مسار ترسيخ التعاون ضمن القائمة المشتركة ومواجهة الدعاية الحكومية وغير الحكومية من قبل ضعاف النفوس لدينا التي تحاول دائمًا التغطيه على سياستها الهادفة الى سلبنا حقوقنا من خلال القول: "ماذا عمل أعضاء المشتركة لكم"، وجميعنا يعرف الحقيقة أن ما نعاني منه فقدان الحق بالبناء وتوسيع المسطحات وحتي تقديم الخدمات الأساسية ناتج عن سياسة حكومية مبرمجة، والا كيف يمكن أن نفسر هذا الحصار الذي نعاني منه؟ ويكفي أن نذكر حقيقة للجميع وهي أنه ضمن المشروع الإستيطاني في مستوطنة "حريش" في وادي عارة، تطرح قسيمة الارض للبناء مع كامل البنية التحتية لليهود بقيمة 70 الف شاقل، ونفس القسيمة في الوسط العربي – إن وجدت – بمئات آلاف الشواقل!، هل هذا التمييز يقوم به أعضاء المشتركة؟ أم حكومة إسرائيل؟
ولمن يحاول اليوم القول بأن القائمة المشتركة: "تعمل بشكل عشوائي وبدون تخطيط علمي"، نذكره بأن القائمة المشتركة تعمل وفق تخطيط وضمن توزيع مسئوليات وضمن هذه المسؤوليات أنجزت العديد من القضايا، بالرغم من محاولات حكومة اليمين إفشالها.
وأخير صدق الأمين العام للحزب الشيوعي الرفيق عادل عامر عندما صرح في بيانه الأخير بقوله: "ان الرغبة لدى بعض مركبات المشتركة في الطموح الى الاكبر والافضل هي رغبة مشروعة، وان الاجتهادات مطلوبة ضمن الاطار الجماهيري الوحدوي الجامع. وان اية محاولة للي وتطويع الواقع الجماهيري،هي محاولات تضر في مصلحة جماهيرنا. وان اية خسارة في التمثيل البرلماني لجماهيرنا، الذي هو تمثيل مُعادٍ لكل السياسات العنصرية العدوانية، يتحملة مسؤوليته من يغامر بمصير جماهيرنا العربية."
نعم، المطلب الحقيقي اليوم هو ليس تفريق القائمة المشتركة كإطار وحدوي، مهما كانت الاجتهادات، وهو أمر مشروع، لكن الهدف هو الحفاظ على هذا الإطار من خلال مواصلة لغة الحوار والعمل على تقوية القائمة المشتركة وزيادة تمثيلها في البرلمان لإسقاط اليمين الذي يحمل العديد من المشاريع الهادفة لضرب وجودنا كأقلية قومية عربية فلسطينية في وطنها الذي لا وطن لنا سواه، وعليه نعود ونوجه نداء صادقا لكل من يفكر في اتخاذ خطوة هادفة للخروج من الإطار الوحدوي ضمن المشتركة أن يُحكّم عقله بالعمل على ترسيخ الوحدة ورفع تمثيل المشتركة في الانتخابات القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست