الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راكان العلاف وخمسون عاما في المسرح

ابراهيم خليل العلاف

2019 / 1 / 22
الادب والفن


راكان العلاف وخمسون عاما في المسرح
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
بين يدي الان كتاب رائع ألفه أخي وصديقي ورفيق عمري الفنان والمخرج المسرحي الكبير الاستاذ راكان يحيى العلاف بعنوان ( خمسون عاما في المسرح ) ، صدر عن (دار نون للطباعة والنشر والتوزيع ) في الموصل 2018 ...وقد وصلتني من المؤلف نسخة ممهورة بتوقيعه الجميل وبعبارة اعتز بها وافخر ( اخي العزيز الدكتور ابراهيم يسعدني ان يكون كتابي هذا وتجربتي في فن المسرح بين ايديكم ) .
وانا اتصفح الكتاب وهو يقع في (409 ) من الصفحات وجدت ان الاخ الاستاذ راكان العلاف ، يتمتع بذاكرة تاريخية وقادة فهو موثق رائع ترك لنا من خلال كتابه هذا وثيقة تاريخية عن المسرح العراقي وخاصة المسرح الموصلي لامثيل لها .
ويقينا انها ستكون مصدرا رئيسا من مصادر تاريخ المسرح وحبذا لو يحذو غيره حذوه فهذا مما يسهل على الباحثين وطلبة الدراسات العليا لانه يضع بين ايديهم معلومات لايعرفها الا من صنع الحدث ، وراكان العلاف وعبر ال ( 50 ) سنة الماضية كان صانعا للحدث ومشاركا فيه ، وهو شاهد عيان على مجريات المشهد الثقافي والفني والمسرحي في الموصل وفي العراق وما سوف يكتبه ويتركه له قيمة علمية وتاريخية يعتد بها .
تجربة راكان العلاف في المسرح ، تجربة غنية وذات ابعاد كثيرة .وهي تجربة مريرة وصعبة ، ولم تكن سهلة ويسيرة في ظل المواقف السياسية ، والموانع الاجتماعية ، والمشاكل المالية والادارية .كنت تجربة مليئة بالعثرات والصعوبات لكن راكان العلاف وقف وقدم ولم يكن من طبعه الانتظار انتظار (كودو) بل غذ السير ، وحث الخطى ، وقدم اعمالا يشار اليها بالبنان .
ويقينا ان مما ساعد راكان العلاف على النجاح والتميز انه كان مؤمنا بأن للمسرح رسالة عظيمة ونبيلة رسالة ثقافية وفنية واجتماعية وتنويرية وقد تحمل عبء هذه الرسالة وحملها...أقول كان راكان العلاف قائدا تتوفر فيه كل صفات القيادة للعمل المسرحي ؛ خبر تفاصيله ، وعرف اسراره منذ ان وضع قدمه على أول خطوة في طريقه المسرحي سنة 1957 .
راكان يحيى حسن حسين العلاف اخي وابن محلتي .. وبين عائلتنا انا وهو اكثر من وشيجة ؛ فنحن ابناء محلة واحدة وصنف واحد وهو (صنف العلافين ) ، كنت اعرف والده واعرف اخوانه ومنهم اخيه المرحوم هاني معرفة دقيقة كانوا اناسا متميزين لايمكن ان يقبلوا بالجلوس على التل . كان لابد لراكان العلاف ان يعتلي المجد المسرحي فدرس وكافح وناضل وحصل على دبلوم فنون مسرحية كما اجتاز دورة في المسرح بباريس وتخرج سنة 1968 وهو من مواليد 1946 وحسنا فعل عندما وثق لنفسه وبالصور حياته والمحطات المهمة منها .
في كتابه هذا نقرأ عن حياة راكان العلاف : سيرته وتجربته ، وعثراته وزفراته وانفاسه .. الايكفي هذا لفهم مسرح راكان العلاف . كان له ولع بالمسرح منذ صباه واسهم مع المرحوم سامي الجادر في تأسيس شركة سينمائية في الموصل انتجت فيلما واحدا سنة 1963 هو فيلم ( طريق الشر ) ، ودخل معهد الفنون الجميلة ببغداد ، ودرس على ايدي اساطين المسرح العراقي ، وبعد تخرجه سنة 1970 دُعي للخدمة العسكرية وعمل في المسرح العسكري ، وهكذا بدأ طريقه في عالم المسرح .كان له اسهام في كل ما يتعلق بالمسرح :الديكور - الاضاءة - الموسيقى - المكياج - الازياء - الاكسسوارات رحلته كانت غنية وطويلة .
من المؤكد انني لااريد ان افسد على قارئ هذا الكتاب متعته في الاطلاع على التفاصيل لكن اقول انه وفي سنة 1975 اخرج مسرحية ( محاكمة الرجل الذي لم يحارب ) تأليف الكاتب والروائي ممدوح عدوان وفي السنة ذاتها اخرج مسرحية ( الطبيب ) لجيكوف وابتدأ العمل وسار على الدرب ولدينا الكثير مما يمكن ان نحكيه عن الرجل ، لكن لابد ان اذكر القراء الكريم بأنه اخرج الكثير من المسرحيات التي تابعتها انا على الاقل ومنها مسرحية (البير كامو ) الموسومة ( العادلون ) سنة 2013 وفي سنة 2014 اخرج مسرحية ( يرما ) للوركا .. وثمة جداول بما قدمه الفنان والمخرج والكاتب الاستاذ راكان العلاف تتوفر كلها في كتابه هذا .
ومما اعجبني في كتاب راكان العلاف انه لم يغمط حق زملاءه ، فقد ذكرهم واحدا واحدا بكل اريحية وفروسية لا كما يفعل البعض ممن اصيب بالنرجسية القاتلة .. ذكر بأعمالهم بنفس الطريقة التي ذكر بأعماله هو ، واشاد بهم واعترف بمجهوداتهم في الفعل المسرحي .كما انه دعم كل ما كتبه بالصورة ، وبالتاريخ الدقيق .
بوركت اخي راكان العلاف على جهدك العلمي ، والفني هذا ، وبورك قلمك . واخيرا فالكتاب ؛ يعد اضافة نوعية لما ُكتب عن المسرح في العراق المعاصر .امد الله بعمره ومتعه بالعافية والبركة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما