الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيمة كبيرة تأوي ضحايا الحرب الاستعمارية الامريكية الصهيونية على الشعب السوري

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2019 / 1 / 23
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


عندما ذهبت لمدرسة يمان لآخذه معي بعد ان تركته على رغبته بعد المدرسة ليقضي وقتا اطول وتتوفر له فرصة ليلعب بالعاب يحبها ككرة القدم او العاب اخرى استدعاني الى الطاولة التي يشتغل عليها لساعتين ربما واراني رسما مركبا من قطع صغيرة بلاستيكية تجمعها لتكون مشهدا انت تحب التعبير عنه ..
شرح لي ان هذه خيمة كانت كبيرة وقوية وتشبه بيتا ضخما بعدة طبقات ومن اول وهلة تعتقد انه منزل محصن وقربها اشجار واشياء مما تحتاجه وقلت له لم صممت خيمة وليس قصرا او مدينة كما تفعل بالتابليت الخاص بك ..
حيرني يومها ما الذي اوحى له بهذا التصميم يبدو ان هناك اشياء تبقى باللاوعي في الصيف ما قبل الماضي سافر الى سورية و مع زوجتي وابني الكبير وكان عمره في التاسعة تقريبا وكان البيت في احد مخيمات سورية لايبعد عن قصف داعش والنصرة والاخوانجية الارهابيين الا عدة كيلومترات والمخيم كان يعج بالسكان النازحين من دير الزور وكانت هناك اعداد كبيرة من النازحين من المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات القاعدة والاخوانجية الارهابيين في ريف حماة يبدو ان ترسخ من الاحاديث ان هذه الناس تحتاج الى بيت كبير او خيمة كبيرة تأويهم ولهذا صمم لهم هذا التصميم الضخم..
في ايامنا ايام حرب تشرين وفي مخيمنا قرب حلب وتحديدا قرب مطار النيرب الملاصق لبيوت المخيم شنت الطائرات الاسرائيلية غارات قرب المطار وتلقت ضربات مدفعية قوية وردودا ضخمة من الدفاع الجوي السوري وقالوا ان الطائرات الاسرائيلية اسقطت في طريق عودتها لكن سرعة المبادرة يومها منعت هذه الطائرات من تنفيذ غايتها بقصف طائرة روسية تحمل السلاح لسورية في مطار حلب..
تتداعي يومها جزء من سقف الزينكو الذي نسكن تحته فهذه البيوت بيوت المخيم الملاصقة لمطار حلب لاتتحمل عصف حرب بكل معنى الكلمة يومها ولكن عندما كنت ارسم على دفتري في حصة الرسم بمدارس اللاجئين الفلسطينيين الاونروا كنت ارسم طائرات روسية كالميغ 21 وغيرها وهي تسقط الطائرات الاسرائيلية ويقودها ضباط سوريين وفلسطينيين وكان رسم طائرة الميغ محبب عندي لانها تحمينا بينما كنت ارسم الطائرات الامريكية والفرنسية الصهيونية بانياب ولكنها مصابة وتسقط..
عندما يكون العدو امامك تكون روحك المعنوية اعلى بينما عندما يخوض الوكلاء كداعش والقاعدة والاخوانجية بالحرب بمرحلة اولى لا يفكر الطفل الا برفع المعاناة عن ضحايا الحرب الاستعمارية الامريكية الاطلسية الصهيونية على سوريا عبر المقاولات المغولية التركية الاخوانجية والقطرية والسعودية والاماراتية الاجرامية وجر
هكذا تبدو لي الامور في محاولة لتفسير ما رسمه يمان الذي لم يشهد حربا واحواله هادئة في بلجيكا واهتماماته كالاطفال البلجيك ولكن ثمة في عقله الباطن يتشكل شيء عن هذه الحرب الارهابية التي شنتها القوى الارهابية الامريكية الصهيونية القطرية التركية السعودية على الشعب السوري وحاضره ومستقبله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت