الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولد المجنون قراءة في تصريح أردوغان!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 1 / 26
القضية الكردية


يبدو أن الرئيس التركي يعيش أسوأ أيامه مع تطور الأحداث في سوريا وتحديداً في المناطق المجاورة من الشريط الحدودي وعموم الشمال السوري وخاصةً بعد تصريح الرئيس الأمريكي بسحب قوات بلاده من سوريا وإمكانية إيجاد منطقة آمنة في شرق الفرات، مما أحيى الآمال عند الحكومة التركية بأن تعيد سيناريو كارثة عفرين وتحتل كل الشمال السوري مع الجماعات الإسلامية الراديكالية بقيادة الإخوان المسلمين الخاضعة لسلطة العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة بحيث دفع برئيسها أردوغان أن يغير من إشارة بوصلته مائة وثمانون درجة وهو المعروف بتغيير سياساته بطريقة حدية وتكويعات يمكن أن تودي بالمراقب إلى نوع من الدهشة من قدرة الرجل على تبني الشيء ونقيضه ولذلك وجدنا مباشرةً محاولات الأخير –أي أردوغان- بالقفز من السفينة الروسية وركوب العجلة الأمريكية وذلك رغم كل محاولاته السابقة بإبقاء رجل هنا وأخرى هناك على طريقة كل الانتهازيين.

لكن الأمريكان كانوا يدركون بأن؛ رجلهم ودركهم الإقليمي بالمنطقة –أردوغان- يحاول أن يجد له كرسياً في الحلف الروسي الصيني الإيراني وكان ذاك سبباً في تقديم بعض التنازلات من الجانب الأمريكي لتركيا لإخراجها من حضن ذاك المحور وذلك من خلال بعض الوعود بإدارتها للمنطقة "الآمنة" المزعومة، لكن يبدو أن الحيلة لم تنطلي تماماً على تركيا ورئيسها، أو على الأقل هو يدرك جيداً؛ بأن من دون موافقة وضوء أخضر روسي يستحيل تحقيق المراد في الحصول على الشمال السوري، مما دفعه لأن يركض مجدداً لموسكو لربما يحصل على الموافقة الروسية، لكن يبدو أن الروس خذلوه، كما الأمريكان وذلك من خلال استقبالهم لوفد من الإدارة الذاتية -وقبلهم الروس- وما ترشح من بدء مفاوضات كردية مع دمشق والنظام السوري وبرعاية روسية وربما دولية مستقبلاً.. إن هذه المتغيرات الجديدة كلها مجتمعةً دفع بالرئيس التركي لأن يدلي بتصريح جديد اليوم في "أرضروم" هو أقرب ما يكون لمشاغبة ولد مشاكس، مجنون وهو يقول: "يا خريبة يا لعيبة" وإليكم التصريح مع قراءة لأجزاء ومقاطع منه كتعليق ورأي:

بحسب الوكالات فقد أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريح اليوم، ((الجمعة خلال اجتماع للتعريف بمرشحي حزب العدالة والتنمية لرئاسة البلديات في ولاية ” أرضروم” في شمال كردستان ’’ شرقي تركيا ’’)) قال فيه؛ أن ((ما يجري على حدودنا مع سوريا وراءه حسابات تتعلق بتركيا وليس بسوريا)) وهذا يدل على أن تركيا تحاول أن تصدر مشاكلها الداخلية للخارج حيث تدرك بأن مشكلتها الحقيقة هي في داخل (تركيا)؛ أي مع كرد(ها) وذلك ضمن الجغرافية الكردستانية التي تحتلها تركيا وبالتالي عليها أن تجد حلاً لمشكلتها في الداخل وليس من خلال تصديرها لدول الجوار وبنفس الوقت باتت تدرك –أي تركيا- بأن هناك اتجاه في السياسة الدولية تريد أن تدفع بتركيا إلى المزيد من الأزمات بهدف تفكيها وضربها من الداخل وذلك من خلال المسألة الكردية وهذه كلها مؤشرات على فشل أردوغان في إقناع الآخرين بجدوى سياساته ضد الكرد عموماً وعلى الأخص بخصوص الإدارة الذاتية.

كما ((وأعلن أردوغان بأن من حق بلاده التدخل في سوريا قائلاً: ”لسنا بحاجة إلى دعوة أحد، نحن ضمنا بالفعل حق التدخل (ضد الإرهاب في سوريا) عبر اتفاق أضنة 1998″)). ويضيف ((أن “اتفاق أضنة يمنح تركيا حق دخول الأراضي السورية عند حدوث أمور سلبية (تهدد أمن تركيا)”)). طبعاً الرجل هنا ينافق كعادته ويحاول أن يستغبي القارئ، فهو يكذب في أحد الادعاءين؛ إما إنه كاذب في إدعائه منذ ثماني سنوات مع بداية الأزمة السورية وهو يردد ويعيد بأن؛ "أمن تركيا في خطر" بزعم أن حزب العمال الكردستاني يهدده حيث لو كان صادقاً لكان تدخل عسكرياً، كون "اتفاقية أضنة" وبحسب زعمه وإدعائه يسمح له بالتدخل ولأنهم لم يتدخلوا فإن كل تلك الادعاءات كاذبة وتلك هي الحقيقة حيث لم يتم تهديد تركيا خلال كل الفترة الماضية من قبل الكرد وإدارتهم وقواتهم العسكرية وبالتالي احتلالها لعفرين جاء بضوء أخضر روسي ومن خلال صفقة دولية قذرة، أو أن أردوغان يكذب في قضية إدعائه؛ إنه ليس "بحاجة إلى دعوة أحد"، كونه لو لم يكن محتاجاً لوجدنا تدخله منذ اليوم الأول من الصراع السوري الداخلي وكلنا نعلم مطامع تركيا بضم لواء حلب من جهة وعدائها للكرد وقضاياهم من الجهة الأخرى.

وكذلك وبحسب الوكالات فقد صرح الرئيس التركي ((بشأن العملية العسكرية في شرق الفرات المزمع تنفيذها من قبل قوات بلاده ضد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية))، قائلاً: “لصبرنا حدود، ولن ننتظر إلى الأبد”. ((وادعا أردوغان أن “تركيا هي القوة الوحيدة التي ستضمن أمن المنطقة”. وتابع قائلا: “ننتظر الإيفاء بوعد تأسيس منطقة آمنة وعازلة لحماية بلادنا من ’’ الإرهابيين ’’ الموجودين على حدودنا، وليس العكس، في غضون بضعة أشهر”. وأكد أردوغان إلى أن “السيطرة الفعلية يجب أن تكون بأيدينا”، وأن تركيا منغلقة أمام كافة الحلول المقترحة خارج هذا الإطار ’’ في إشارة الى رفض بلاده أن تكون المنطقة الآمنة تحت أيدي قوات سوريا الديمقراطية أو تديرها الإدارة الذاتية الحالية في الشمال السوري. وهدد أردوغان بأن بلاده ستبدأ ببناء المنطقة الآمنة منفرداً إذا لم يتم الايفاء بالوعود وقال: “إذا لم يتم الإيفاء بالوعود فإننا سنقيم المنطقة الآمنة شمالي سوريا بأنفسنا”)).

إننا نلاحظ من خلال ما قاله أردوغان هنا بأنه بات على يقين؛ أنه سيخرج قريباً من المعادلة السورية خالي الوفاض وينضم إلى "نادي المهزومين" -كما أسماه البعض- حيث هو يتوعد ويرغد ويزبد قائلاً ومدعياً؛ بأنه سوف "يقيم المنطقة الآمنة منفرداً.. إذا لم يتم الإيفاء بالوعود" رغم إدراكه التام بأنه أصغر من أن يكون قادراً على تنفيذ هذا التهديد والذي يشير بكل وضوح على تخييب الآمال بالنسبة له ولتركيا في الحصول على الشمال السوري واحتلاله مع جماعاته من التيار السلفي الراديكالي الإسلاموي بقيادة الإخوان المسلمين والخاضع له ولسياسات حزب العدالة والتنمية.

وهكذا ندرك، بل نتأكد تماماً؛ بأن تركيا تعيش أسوأ مراحلها بخصوص أطماعها في سوريا وعلى الأخص مناطق الإدارة الذاتية ذات الخصوصية الكردية وباقي شمال سوريا لتضمها إلى لواء إسكندرون المغتصب وبأن هناك مشاريع سياسية دولية في سوريا تتجه نحو بلورة نفوذ كردي إقليمي بحيث يكونوا شركاء حقيقيين داخل الدول التي تقتسم الجغرافية الكردستانية ومنها الدولة السورية بحيث يكون الكرد في سوريا القادمة طرفاً سياسياً ضمن المعادلة الوطنية وذلك من خلال اعتراف دستوري بهم كمكون رئيسي إلى جانب العرب وباقي مكونات سوريا وأن الإدارة الذاتية نحو الاعتراف بها على غرار تجربة إقليم كردستان والدور القادم على تركيا وباكوري كردستان ولذلك "جن الولد" وبات يرغد ويزبد وهو يقول؛ "يا خريبة يا لعيبة" رغم معرفته بأنه وبالأخير سيعفر وجهه بالتراب وهو يقبل الأرجل والأيادي ليسمحوا له أن يكون "نان كوشت؛ لحم خبزة" ضمن اللعبة الإقليمية وفي الملف السوري تحديداً!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في