الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طغيان الايمان التصوري

بودهان عبد الغفور

2019 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النقاش مع صديقي في موضوع العلاقة بين الايمان والعمل بين النظرية والتطبيق وانعكاساتها على مردود أمة بكاملها وعلى فهمها للواقع وانعكاسها على احكام الشريعة...هذه الامة التي جعلت كل شئ في الحياة مرتبط بالمقدس الديني بشكل مباشر والاشكالية المطروحة بقوة وهي المسلم يختلف عن غير المسلم حيث ان الاول سيدخل الجنة والثاني سيدخل نار جهنم...هذا الاعتقاد التصوري المضخم لدي المسلم منذ اربعة عشر قرنا من قراءة النصوص المرجعية عن الكفر والشرك الاسلام والايمان الجنة والنار العذاب....وقد عمق علماء اللفقه نظرية ان النصوص المرجعية لاتصدر الا احكاما وتوصيفات عامة وهي النقطة التي تم فهمها اعتمادا على تعميم دلالة النص القرأني بصورة الاول البقاء في جنات النعيم والقسم الثاني البقاء في نار جهنم...ان الاسلام يطالبنا باتباع مجموعة من الاعتقادات وبمجموعة من السلوكيات هذه الاعتقادات والسلوكيات المطلوبة او بعضها على الاقل يمكن ان يؤمن المسلم بضرورتها ومن ثم يمكن ان يلتزم بها ليطلق عليه اسم المسلم الحقيقي ...لكن في المقابل يمكن ان يلتزم بها انسان غير مسلم دون حاجة ان يعلن اسلامه فكل انسان قد لا يشرب الخمر وقد لا يزني وقد لايسرق وقد لايكذب وقد يكون رحيما رقيقا وقد يتجنب النميمة والكبر والغيبة والسخرية من الاخرين وقد يكون انسانيا ولطيفا مع الجيران والاصدقاء ويناضل من اجل الحرية والعدالة...بل ان كل العقلاء والمصلحين في الاصل يعملون على ذلك ويدعون اليه...هذه السلوكيات قد يقوم بها كنفشيوسي او مسيحي او يهودي او بوذي او هندوسي او وثني او ملحد او جيتي او طاوي ...اذن لا يوجد فرق بين مسلم وغير مسلم فهم متشابهون سلوكيا ...هناك تضخيم كبير جدا لقضية الايمان التصوري عندنا على حساب الايمان السلوكي والملفت للانتباه ان كل كتب الفقه والحديث ترتب موضوعاتها بدءا بالايمان والطهارة ثم الصلاة ثم باقي العبادات ...فيضوء هذا التضخيم لدور المعتقد عدت الصلاة أهم من العدالة والحرية والصيام عملا يستحق الثناء والتكريم اكثر من غيره من السلوكات الناظمة للمجتمع والكلام عن تحريك الاصبع أثناء التشهد أكثر أهمية ومنفعة من من الحديث عن حق الانسان المهدور وعن حرياته المنتهكة بل تم بناء العقل المسلم وملأه بكيفية استخدام السواك ولبس العمامة وسلامة الاستنجاء ومواجهة المسيح الدجال .
هذا العقل الجمعي المصادر بملايين الكتب تتكلم عن عذاب القبر وأهوال يوم القيامة وفتنة المسيح الدجال التي تفوق في دراساتها مواضيع الطب والانسان والاقتصاد والسياسة وغيرها من القضايا الملحة ...هذا العقل الجمعي المسلم الذي وصل الى نسخة نهائية غير قابلة للطعن والنقاش أنه سيستقر في الجنة لأنه نطق بالشهادتين بغض النظر عن عمله حتى وان انحرف وأختل وفسد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بل اكثر من ذلك
ايدن حسين ( 2019 / 1 / 28 - 17:34 )
يقول محمد
من قال بعد الاذان : اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة . ات محمدا الوسيلة و الفضيلة و المقام المحمود
الا حلت عليه شفاعتي

لاحظ .. من دون ذكر الايمان او الاسلام او الصلاة او حتى العمل الصالح
فحتى الكافر او المشرك يمكن ان ينال شفاعة محمد .. بمجرد ان يقول هذه العبارة (اللهم ......) .. اكرر .. ان يقولها فقط .. فيا له من دين .. و يا له من نبي يصدر منه مثل هذه الهفوات
و احترامي
..

اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #