الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[78]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غريب حول تجربتها الأدبيّة والنّقديّة والتّرجمة والتَّشكيل الفنّي

صبري يوسف

2019 / 1 / 27
الادب والفن


صبري يوسف

78. هل استطعتِ أن تسبري ما يجول في نفس وروح وخيال أسماء غريب، أم أنّك ما تزالي تبحثين في خبايا الرُّوح والخيال عن الكثير ممَّا يراودك كي تسطِّرينه على وجنةِ الحياة؟

د. أسماء غريب

لا أعتقدُ أنني سبرتُ للآن أغوارَ ما يجول في نفسي وروحي وخيالي؛ كلّ ما مضى، وكلّ ماكتبتُه لليوم ماهو سوى تسخينات وتمارين رياضيّة أوّليّة لا أقلّ ولا أكثر، مازلتُ أنتظرُ من عقلي وخيالي الأعمق فالأعمق؛ هناك محيطات وأدغال بكر مازلتُ لمْ أحاذيها، وأعرف أنها هناك بانتظاري، لقد رأيتُ بعضاً من صورها في تجلّياتي المتوهّجة، لكنّني مازلت لمْ أدخلها، وهذا الأمر يحتاج منّي إلى المزيد من التَّعرف على نفسي، وأدواتها ورموزها ودهاليزيها، وصحاريها وواحاتها وغاباتها. أريد أن أصل إلى العمق الّذي لا صوت فيه ولا حركة، ذاك المركز الَّذي يضجُّ بالمحبّة والمحبّة لا غير، عندئذ لن يهمّني أبداً أن أكتبَ عنه أم لا، ولكن سيكفيني فقط التَّأكد من أنّني وصلتُ، وإنّني الآن منشغلة في صمتٍ عميقٍ برسم خارطة جديدة لعوالم نفسي، أحدّدُ فيها الاتجاهات والمسافات والبحار والسَّماوات والكواكب والنُّجوم، وأوقات السّفر، وإنّني لأستغرب كيف كان يقضي العديد من العرفاء قديماً أعمارهم في التَّنقل من مكان إلى آخر على غير هدى، في حين أنَّ السّفر الحقيقيّ الأوّل والأخير هو ذاك الّذي يتمُّ بدواخلنا: لا بدّ من خريطة، ولا بدّ من بوصلة روحيّة، ولا بدّ من رفيق ومرشد، وسيبقى اللهُ إلى الأبد رفيقي الأوحد ومرشدي الأوّل في هذا السّفر، لأنّه هو فقط أهل الثّقة بالنّسبة لي، وهو وحده يعرف كيف وأين ومتى يوجّهني ويدلّني على ملكوت المحبّة الأبديّ، قد أصلُ بعد بضع سنوات، كما قد أصل قبل سنوات قليلة تفصل بيني وبين مغادرتي لأرض جسدي، وربّما أكون قد وصلتُ ولا أستوعبُ ذلك حقيقة، إلَّا أنّ هذا لا يمنعني أبداً من أن أشكُرَ خالقي جزيل الشُّكر على كلّ ما قدّمه لي للآن من نصائح وتوجيهات وإرشاداتٍ، استطعتُ بها أن أكتشف العديدَ منَ المعاني. وفي الختام أعود وأقولُ إنَّني دائماً وأبداً مازلتُ في بداية الطَّريق، والشَّمسُ مازالت في قلبي تنظرُ إليّ باسمة، وتمدُّ لي كلّ يوم يدَها لنكملَ معاً رحلة المحبّة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-