الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان والقيم الروحية

فلاح أمين الرهيمي

2019 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ليس بالخبز وحده يستطيع الإنسان العيش في الحياة بالرغم أن الإنسان يحتاج إليه ولكن القيم الروحية التي تبعث في النفوس الإنسانية الشعور بالسعادة والراحة النفسية والهدوء والاستقرار والاطمئنان والاستمتاع وإشباع حواسه من خلال النظر إليها أو الاستمتاع بها والطرب لسماعها كالحدائق والمنتزهات وغابات الأشجار والبحيرات وأصوات النوارس والبط والبلابل وغيرها من الطيور وحدائق الحيوانات وغيرها من الوسائل التي تبعث البهجة والسرور لدى الإنسان وإقامة معارض الصور والحفلات في المنتزهات وحتى وسائل الرياضة والملاعب وأصبحت هذه الوسائل من ضروريات حياة الإنسان المهمة وجعلت أكثر الدول في العالم تهتم بها كثيراً لأنها تعتبر من الوسائل التي تريح وتهدأ أعصاب الإنسان.
وحديقة النساء في مدينة الحلة المحاذية لشط الحلة تعتبر من أقدم الحدائق في مدينة الحلة وأهمها لموقعها الجميل ومساحتها الكبيرة وكانت النافورة الجميلة ذات القاعدة الزرقاء تتوسطها التي كانت تجذب العشرات من العوائل في العقد الخمسين وما قبله من القرن الماضي في قضاء أوقات فراغها والتمتع بجمال أورادها وهم يجلسون على المصاطب أو على الأرض المكسوة بالثيل الأخضر النظيف الجميل أمام مجرى نهر الحلة وكانوا يشاهدون قطع من الخشب أو (كرب النخيل) وقد وضعوا عليها الشموع تسير مع مجرى النهر وفاء للنذور وفي العقود الأخيرة أهملت رعايتها والاهتمام بها فذبلت أشجارها وأورادها وجفت مجاريها وأصبح قسم منها (مرآب لوقوف السيارات) وقسم منها (كافيتريا) للأكلات السريعة وشيدت فيها الأبنية العالية التي اختفت تحتها بعض الأشجار الموجودة فيها وفي منتزه الشعب الذي يقع في بداية شارع أبا القاسم تحول قسم منه إلى أبنية تابعة إلى بلدية الحلة وقد كانت الأشجار الكبيرة والجميلة تزين وتنتشر في الحدائق الوسطية في الشارع الممتد من الجسر الجديد حتى محطة القطار وقد قطعت أثناء الانتفاضة الشعبانية عام/ 1991 وقد أهملت ولم تزرع أشجار عوضاً عنها. أما المنطقة المحاذية لشط الحلة في الصوب الصغير من الجسر القديم حتى الجسر الجديد كانت أراضي خضراء من الثيل تزينها الأوراد والأشجار أصبحت الآن قسم منها مرآب للسيارات أو استأجرت بعقود وشيدت عليها المباني المختلفة أو أكشاك لبيع المخضرات والآن بالرغم من وجود منتزهات وسطية وساحات تزينها الأشجار إلا أنها مهملة وتنتشر فيها الأوساخ ومجاريها اليابسة المشوهة. هنالك مقولة (العقل السليم في الجسم السليم) والرياضة هي أحد أسباب بناء الجسم السليم وفي مدينة الحلة بالرغم من وجود نوادي رياضية إلا أن في هذه المدينة لا يوجد إلا ملعب واحد فقط لكرة القدم ويبتعد عن المدينة مسافة خمسة كيلومتر أما ملاعب كرة السلة والطائرة فتفتقر منتزهات وساحات المدينة منها وأصبحت الفرق الرياضية تستغل الساحات العامة وحتى الشوارع في ممارسة هذه الألعاب أما الألعاب الرياضية الأخرى الخفيفة التي تستعمل لبناء أجسام رشيقة أو الألعاب في بناء الأجسام كرفع الأثقال وغيرها فأصبحت تقام من قبل القطاع الخاص في صالات مغلقة تمارس فيها لقاء أجور معينة بينما المفروض أن تقام تلك الرياضة في ساحات مفتوحة وتحيط بها الأشجار لأنها تحتاج إلى الأوكسجين والهواء الطلق أكثر من الألعاب الأخرى.
هل إن القيم الروحية أصبحت تحت رحمة (الخصخصة المتعجرفة) بعد غياب الدولة عنها ..!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر