الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروتين ذلك القاتل البائس

معتصم الصالح

2019 / 1 / 27
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كثير منا يذهب لعمله كل يوم ..يقابل نفس الوجوه، يعيد نفس الكلمات نفس النمط نفس الاحاديث وخصوصا تلك المجترة من نفايات الاعلام والتواصل الاجتماعي .. اليوم لو عدنا لمراجعة بعض ما تتداولها الناس واستشف المزاج العام منها ..؟؟
نجد نسبة عاليه من الملل والبؤس والضجر وكأن الجميع يدور في حلقة مفرغة او ضمن سجن كبير ..تتعزز هذه الحالة مع ذوبان شخصية الفرد وقلة اطلاعه واصبح نسخة مكررة من الاخرين يقلد كالببغاء مايقولون من تفاهات وان حاول الافلات قمعوه فكريا وقهريا كي يبقى ضمن فلكهم ومضمارهم ..
لاحظ عبارات السياسيين نفسها يتداولها الناس.. والفنانين مثل (الكنفوشوسيتة و اصتغفر الله جنان ومليان مدري شنو مليان ) او تبادل النكات التعليقات الاباحيةة بصورة سريه خلف اسوار هذا السجن الوهمية ..

هذا الاحساس هو احد ابتكاراتنا للهرب من انفسنا واشغال وقتنا كله او ان نزحم رؤؤسنا بمختلف مشاكل الحياة كالتيار الكهربائي والفساد الاداري ..وتناقضات بعض رجال الدولة ورجال الدين والمقارنة بين حياة الاخرين وحياتنا ..

سوف يتسلل اليأس والقنوط الى نفوسنا ..وتترسب النفايات السامة في نهايات خلايانا العصبية .. وكذلك تزادد نسبة السموم في الكليتين وشبكة العنكبوتية ..
تراجع في الاداء العام خمول ثم المشيب المبكر والمرض.

سيصعب علينا بعد هذه كله ان نجد لحظة واحدة يمكن ان نخلد فيها الى التامل والتفكير في نفوسنا ، ومحاولة التعرف على هذا العالم الغريب الواقع في اعماقنا ،
قد تجيء هذه اللحظة التي نطلق عليها #meditation من وقت او لاخر او في مرحلة من مراحل عمرنا لكننا نحاول ان نهرب منها لاننا لا تريد ان نعرف حقيقة انفسنا ... او هذا الغول القابع داخلنا كما يتصورع البعض او لذكريات وصور سوف تظهر حبذا لو نسيناها ..

هذا يعني ان الانسان يعيش مرة واحدة على الارض ثم يموت دون ان تتاح له فرصة ان يتخلص من هذا القاتل الخامل الذي يقبع في مخيلته وهو الروتين او السأم ..يعيش ويموت الانسان دون ان يعرف نفسه بنفسه ..

الروتين القاتل المظلوم
او الجاني وهو المجني عليه حقا

نعود لاصل السؤال كيف السبيل لقتل عدو الانسان اللدود وهو والروتين او الملل
الجواب بالبحث عن النفس ومعرفتها ومعرفتها حاجاتها وامكانياتها واين تحد فرصتها ومكانها في هذا الكون .. كيف يمكن للمرء ان يجدد نفسه وهو حبيس هذا السجن اللعين #الروتين الممل الذي ان تمكن منك سوف لن تجد فرصة لتجديد النفس وتغييرها؟

الواقع ان الروتين يقتل النفس ويخنق القدرة على الابتكار والابداع والتجديد ! لكننا لا نستطيع ان نلوم الروتين وحده في هذا الدمار الذي يصنعه بنا ..لسبب واحد هو ان هذا النمط من الحياة نحن اخترناه لذلك نحن وحدنا الذين نملك القول الاول والاخير في تقبل الحياة في ظل تلك العادات او رفضها بالتالي بذل كل محاولة ممكنه للتخلص من الروتين وتغيير اسلوب حياتنا كلما حانت الفرصة لهذا التغيير ..

ان الطاقات والقدرات التي يتمتع بها الفرد يا كان ليست دائما معدة للانطلاق لتصنع به او يصنع بها مايشاء
قدرات تبقى مكبوته داخل انفسنا خامدة ساكنة بسبب ظروف عملنا وحياتنا لم يتطلب خروجها من مكامنها ..
لابد ان نتعلم كيف نزرع الازهار بدل شم العطور جاهزة
وكيف تبنى الافكار قبل ان نقرا عصارة الفكر من الاخرين ..
وان نبحث في كل فرصة عن شيء جديد داخلنا ..الكتاب نختاره نحن لا يختاروه لنا..نمط الحياة ان وافق( الحق والخير والجمال ) فلا سبيل لا ي ارادة ان تقمعك داخل بوتقتها وضمن روتينها القاتل ..
كان توماس اديسن تلميذا خائبا في طفولته ! وهذا مايؤكده لنا معلموه ولم يتخرج من الجامعة لكنه في لحظة تأمل وخلوة مع الذات وجد نفسه مولعا بكتب الهندسة والعلوم ومحبا للاستكشاف ..واخيرا اكتشف الطاقة الهائلة في نفسه واستطاع ان يقدم للبشرية المخترعات العظيمة التي خلدت اسمه ومنها اديسن الذي اضاء العالم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي




.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض


.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا




.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24