الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول عنجهية امريكا ضد فنزويلا!

عادل احمد

2019 / 1 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ما يحدث الان في فنزويلا من صراع على السلطة بين المعارضة والحكومة أخذ طابعا خطيرا بعد ان أعلن رئيس البرلمان خوان كوايدو نفسه رئيسا مؤقتا وطلب من الرئيس نيكولاس مادورو ترك السلطة له. ان المعارضة الفنزويلية المدعومة مباشرة من قبل امريكا وتنفذ سياساتها، أتخذت منحا آخرا وهو الانقلاب على الحكومة عن طريق إقصائها بمساعدة حكومات امريكا والبرازيل وكولومبيا. كما وأن امريكا وبريطانيا وكندا أعلنت تأييدها لكوايدو بعد أن أعلن نفسه رئيسا ليخلق أزمة سياسية وانشقاق بين صفوف الجماهير عموما بين المعارضة والحكومة. من جانبها الحكومة الأمريكية هددت باتخاذ جميع الطرق الممكنة ومن ضمنها استخدام القوة ضد حكومة مادورو. فيما سارعت كل من روسيا والصين وتركيا وإيران والمكسيك بتأييدها لحكومة مادورو، وهناك تسريب اخبار عن قيام روسيا بإرسال معدات عسكرية وفرق قتالية خاصة لفنزويلا من اجل دعم ومساندة حكومة مادورو.
ان تهديدات امريكا والتي بدأت منذ سنوات طويلة بعد ان فاز هوكو شافيز وحزبه في الانتخابات عام ١٩٩٩ والتي تعرف نفسها بالجناح اليساري والاشتراكي، على نمط البوليفارية والتي حاولت ان تقوم ببعض الإصلاحات الاقتصادية لدعم طبقة الفقراء والمعدومين من أموال النفط الغنية. وان هذه الإجراءات الإصلاحية والاقتصادية قد تمكنت من تقيد عمل الشركات والاستثمارات الأمريكية في فنزويلا وأبدالها بالأستثمارات الصينية والروسية تحديدا، وان تدور سياسيا في فلك سياسات القطب الروسي - الصيني. ان كل هذا التحول لم يكن لصالح امريكا وأعوانها في المنطقة ولم يكن مريحا ان تعود روسيا من جديد الى القارة الأمريكية الجنوبية واللاتينية والتي كانت من ضمن مناطق نفوذها في فترة الحرب الباردة. ان الدعم الأمريكي للمعارضة البروغربية منذ وصول اليسار الى الحكم في فنزويلا وبذل كل ما بوسعها لزعزعة الأمن والاستقرار الاقتصادي كانت السياسة الواضحة، والتي بدأت بحملة إعلامية وسياسية عن دكتاتورية شافيز ومادورو ومن ثم تحريض الدول المجاورة لفنزويلا أمثال البرازيل وكولومبيا ان تتدخل سياسيا واقتصاديا بالضد من الحكومة الفنزويلية. ومن ثم قامت امريكا بحملة مقاطعة اقتصادية وتجميد كل الأصول المالية والاقتصادية الفنزويلية في امريكا وأوروبا ومحاولة تضعيف الاقتصاد الفنزويلي الغني بالنفط والاحتياطي النفطي. ان كل هذه المحاولات لم تكن مجدية من اجل أسقاط حكومة مادورو ولذلك تبنت امريكا طريق الانقلاب ومحاولة اغتصاب السلطة بالقوة من مادورو عن طريق دميتها بالمعارضة.
ان خلق أجواء الرعب والتهديدات وتحريض المعارضة لعدم الجلوس والتفاوض مع الحكومة والتهديد بالتدخل العسكري هو اخطر طريقة في تعميق الأزمة، في المقابل تحاول كل من روسيا والصين الدفاع عن حليفتها وكذلك استثماراتها الاقتصادية والعسكرية في فنزويلا بكل الطرق الممكنة. ان لدى روسيا استراتجية وسياسة جديدة وهي الدفاع بكل الطرق الممكنة عن حلافائها ومناطق نفوذها حتى إذا لزم الأمر استخدام القوة العسكرية كما تم في سورية واوكرانيا. ان هذه السياسة الروسية هي خطيرة ايضا بقدر خطورة السياسة الأمريكية لان كلا الطرفين يحاولان تقسيم العالم من جديد من اجل النفوذ والأسواق والسلطة والتي تهدد أستقرار العالم.
ان دفاع امريكا عن اعادة الديمقراطية الى فنزويلا هي اكبر كذبة على الإطلاق لان حسب ديمقراطيتهم فان مادورو انتخبت ديمقراطيا اكثر من انتخاب ترامب ديمقراطيا، وان امريكا اكثر الدول استبدادا وديكتاتوريا في العالم والتي تقتل سنويا مئات آلاف من ابناء الشعوب في حروبها وتدخلاتها، وتضطهد الشعوب والطبقة العاملة في العالم عن طريق استثماراتها ورساميلها وشركاتها.. وانها اكثر الدول عنصرية وبوليسية وأكثر الدول احتكارا للسلطة والتي تتوزع بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي الأمريكي! وانها اكثر الدول التي تدافع عن الدكتاتوريين والمستبدين في العالم وتدافع عن اكثر الدول والأنظمة رجعية، كما نراه في دفاعها عن أنظمة دول الخليج وخاصة السعودية وقطر، وتدافع عن الحركات الإسلامية والرجعية في الشرق الأوسط فقط من اجل تمرير سياساتها الرجعية والدموية والتخريبية. امريكا هي اخر الدول التي تتحدث عن الدفاع لحرية الشعوب والاستقلالية.
التدخل الأمريكي في فنزويلا هو من اخطر السيناريوهات التي قد تحول القارة الأمريكية الجنوبية والتي تتمتع بأستقرار نسبي الى ساحة حرب وعدم أستقرار مثلما يحدث في الشرق الأوسط ، ان هذا التدخل سوف يفتح الباب امام امريكا كي تحول امريكا الجنوبية الى فيتنام أخرى، ولكن هذه المرة اخطر من سابقتها بسبب وجود الأسلحة المتطورة والفتاكة وإرسالها من الأراضي الأمريكية. وبهذا سوف تخلق مناخا حربيا واقتتال وسيسبب نزوح الملايين من ديارهم واتساع البطالة والغلاء سيجتاح القارة اللاتينية. يجب ان تتوقف هذا التهديدات وهذه الحملة الإعلامية والتهديدات العسكرية بحق الشعوب، ان اي تغير بالسلطة في فنزويلا يجب ان يقوم به الشعب الفنزويلي بنفسه وبعيدا عن التدخلات الأمريكية. ان حكومة مادورو غير مرتبطة بالأشتراكية لا من قريب ولا من بعيد وليست مناصرة للطبقة العاملة، وإنما هي سلطة كأي نظام برجوازي يدافع عن وجوده ورأسماله واستثماراته، ولكن هذه التهديدات تعني تهديد الطبقة العاملة والجماهير الكادحة وتحويل حياتها الى أوضاع مأساوية كما حال الطبقة العاملة في العراق وسورية واليمن ليبيا. يجب ان نقف ضد هذه السياسة العنهجية والبربرية الأمريكية بكل قوة من قبل كل الأحرار في العالم .. ان العالم يمر بأصعب واخطر مراحله وهي العنهجية والبربرية الرأسمالية. فالطبقة البرجوازية العالمية تحاول ان تدمر الكرة الأرضية بأسلحتها وحروبها وتهدد حياة وعيشة الجماهير في كل بقاع العالم. ان هذه المرحلة حقا خطرة ويجب ان نتصدى لها بكل حزم، حان وقت الرد الفعل الثوري للطبقة العاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق