الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارية الشين مع الاديبة العراقية شهباء شهاب

منير الكلداني

2019 / 1 / 28
الادب والفن


أولاً : نبذة تعريفية عن شخصكم الكريم
شهباء شهاب كاتبة وشاعرة عراقية ، حاصلة على بكالوريوس آداب في الترجمة ، وماجستير في اللسانيات والترجمة ، من كلية الآداب ، الجامعة المستنصرية ، في بغداد . حاصلة كذلك على شهادات مهنية في إدارة الاعمال ، وكرافيك الحاسوب . عملت كتدريسية في الجامعة المستنصرية ، ببغداد ، وجامعة صنعاء ، وقامت بتدريس اللسانيات ، واللغة ، والترجمة بأنواعها ، ونظريات الترجمة . عملت في حقل الترجمة التحريرية ، والشفوية داخل العراق ، وخارجه . متابعة للشأن السياسي ، والثقافي ، والاجتماعي العراقي ، والعربي . تكتب وتنشر مقالات ، وقصائد في صحيفة القدس العربي ، وفي صحف ، ومواقع الكترونية أخرى . تدور مقالاتها وقصائدها حول الشأن العام في العراق ، والعالم ، وحول الانسان ، ومعاناته ، وبؤسه ، وقضاياه المختلفة .

ثانياً : ما هي حدود الباحث الاجتماعي في دراسة الظواهر الاجتماعية الصعبة التي يمر بها مجتمعه ؟
يواجه الباحث الاجتماعي الكثير من المعضلات والمعوقات التي تقف أمام إنجاز بحثه كما يروم ويريد . فمن المعوقات أن لا يمتلك الباحث الموارد الكافية سواء كانت موارد بشرية ، أو كانت كتباً ومنشورات ، أو وسائل إتصالات ومواصلات . عامل الوقت قد يشكل أيضاً احد المعوقات عند القيام بالبحث حول ظواهر اجتماعية قد تتضمن تحولات عبر فترة زمنية طويلة ، مثلاً . بالإضافة لذلك ، فإنّ وصول الباحث لأفراد معينين ، أو لمجموعات بشرية معينة قد يشكل أيضا عقبة كبيرة للبحث المزمع القيام به . فالوصول للأسرار والخبايا لن يكون سهلا ومتاحا دائما . مصادر التمويل ، تشكل أيضا أحد العقبات الرئيسية التي تواجه البحث الاجتماعي . من معوقات البحث الاجتماعي ، كذلك ، هو حصول الباحث على مصادر بشرية أصيلة ، وموثوقة تغني البحث ، وتجعله موضوعيا ، وحياديا ، ورصينا ، بعيدا عن الشخصنة ، وعن وجهة النظر الشخصية للباحث . الباحث الاجتماعي يتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة تتعلق بالحفاظ على سرية مصادر البحث ، أو سرية هوية المشاركين في البحث ، من أفراد ومجموعات ، وخصوصا عندما يركز البحث على مناطق سكنية صغيرة ، يسهل فيها التعرف على هوية الأفراد من خلال البيانات المقدمة لغرض البحث . فالالتزام الأخلاقي للباحث الاجتماعي يلزمه الحفاظ على أمن ، وسلامة الأفراد ، أو الجماعات المشاركة في البحث . هذه المسؤولية الأخلاقية تشكل إحدى العقبات التي غالبا ما يواجهها الباحث عند قيامه ببحث اجتماعي في مناطق خطرة تسودها الحروب ، والنزاعات ، والحزازات العشائرية ، والشخصية ، وانعدام الأمن ، أو انفلاته ، وضعف الحكومة وأجهزتها .

ثالثاً : هل المرأة بشكل عام تستطيع أن تكون باحثة اجتماعية ونفسية في مجتمعاتنا التي تنظر بمكيالين للأمور ؟
كان للمرأة في بعض الدول العربية ، ومنها العراق ، حرية أكبر في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، عما هي عليه الآن . فهذه الدول ، ومنها العراق ، كان فيها حكومات علمانية نشأت في فترة التحرر من الاستعمار . فالصراع من أجل الاستقلال ، والنظرية الاشتراكية أديا إلى بزوغ أنظمة حكم علمانية أحدثت ثورة في المجتمع ، وقامت بتطوير حقول الصحة ، والتعليم ، وإدخال المرأة إلى سوق العمل ، واعتبارها يداً عاملة في خدمة المجتمع ، وخدمة نفسها كذلك . وبعض الأنظمة العربية الحاكمة ، ومن منطلق البحث عن قوى عاملة أوسع ، ودعم سياسي أكبر شجعت النساء على التسجيل الجماهيري في المدارس والجامعات . وبهذا الشكل ، نشأ جيل كامل من الأفراد الذين يؤمنون بحق المرأة في المساواة مع الرجل ، في الدراسة ، والعمل في مختلف الاختصاصات والمجالات . وهكذا بدأت المرأة تدرس وتعمل ، جنباً إلى جنب الرجل . سيادة الإسلام السياسي اليوم في بعض الدول العربية ، ومنها العراق ، أدى إلى نشوء مجتمع ديني محافظ ، وإلى إعاقة التطور ، وإعاقة فرص حصول المرأة على وضع يضمن لها عدالة أكبر في سوق العمل ، والاعتراف بحقوقها القانونية ، وحمايتها من التمييز في الحصول على فرص العمل ، وحمايتها من العنف بمختلف أشكاله في موقع العمل . وهكذا ، فإن الأجيال الأصغر عمراً من النساء ستتأخر في الوصول إلى وظائف ، ومراكز مهنية عليا كانت قادرة على الحصول عليها في الماضي .

رابعاً : ماهو الحق المدني الذي ترين أنّه حق طبيعي للمرأة في مجتمعاتنا الشرقية ؟
كثيرا ما تنتقد الدول العربية كون أنّ معظمها لا يعطي المرأة كافة حقوقها المدنية ، مع أن الإسلام قد سوّى بين الرجل والمرأة في الكثير من الحقوق المدنية . فالإسلام أعطى للمرأة الحقوق المدنية نفسها التي أعطاها للرجل ، لا فرق في ذلك بين وضعها قبل الزواج وبعده . فاللمرأة العزباء في الإسلام شخصيتها المدنية المستقلة عن شخصية أبيها ، أو وليها ، أو من هي تحت رعايته . فإن كانت بالغة وعاقلة ، يحق لها أن تتعاقد وتتحمل الالتزامات ، وتملك العقارات ، والأموال المنقولة ، وتتصرف فيما تملك ، ولا يحق لوليها أن يتصرف أي تصرف قانوني في شيء من أموالها وأملاكها ، إلا إذا أذنت هي له بذلك ، أو وكلّته في إجراء عقد بالإنابة عنها . ويجيز الإسلام للمرأة ، كذلك ، أن تختار الزوج الذي تريده اختياراً حراً ، سواء كانت ثيباً أو بكراً . فالزواج في الإسلام ، لا يفقد المرأة اسمها ، ولا أهليتها في التعاقد ، ولا حقها في التملك ، بل تبقى المرأة بعد زواجها محتفظة باسمها ، واسم أسرتها ، وبكامل حقوقها المدنية ، وبأهليتها في تحمل الالتزامات ، وإجراء مختلف العقود ، من بيع ، وشراء ، ورهن ، وهبة ، ووصية ، وما إلى ذلك.
ولكن قوانين الكثير من الدول العربية لا تُقرّ للمرأة كافة الحقوق المدنية التي تستحقها ، وبذلك فهي تميزها عن الرجل في الكثير من الأمور . فاللمرأة الحق بجميع الحقوق المدنية ، التي تضمن لها الحق في اكتساب الأهلية القانونية ، أي قدرتها على اكتساب الحقوق ، وتحمل الواجبات ، وممارسة كل النشاطات المترتبة على ذلك . فلابد ان يكون من حق المرأة البالغة العاقلة اختيار الزوج المناسب لها ، وان يحق لها الزواج بشريك من غير دينها ، أو ملتها ، دون ان يعتبر ذلك كفراً ، أو عاراً وخزيا ، و دون أن يشكل ذلك تهديداً لحياتها ، أو يوقعها تحت طائلة القانون . ولابد أن يكون للمرأة العاقلة البالغة ، كذلك ، حرية التنقل ، والسفر بمفردها ، دون الحاجة لمرافقة رجل ، فهي ليست قاصرة ، أو ناقصة لتحتاج لمن يرافقها في حلها وترحالها . ولابد ، أيضا ، أن يكون من حق المرأة البالغة العاقلة السكن بمفردها ، دون أن يعتبر ذلك خزياً وعيباً ، وكأنها قد أتت بمعصية ، أو جرم . ولابد ان يكون للمرأة البالغة العاقلة ، أيضا ، حق إبرام العقود ، بما فيها عقد الزواج الخاص بها ، بمفردها ، دون الحاجة إلى وصاية ، أو مرافقة من وليها ، أو والدها . ومن حق المرأة ، كذلك ، التملك ، وإدارة ممتلكاتها بنفسها ، وليس من حق الزوج إمتلاك خيرات زوجته بمجرد الزواج منها . ومن حق المرأة أن يكون لها عملها الخاص ، وتجارتها ، وشركاتها ، وأموالها ، وليس من حق أحد كالأب ، أو الزوج ، أو الأخ التدخل في شؤونها ، أو مشاركتها أموالها ، إلاّ بموافقتها ، ورضاها . ولابد للمرأة ان تكون ندا للرجل ومساوية له فيما يتعلق بالحصول على الميراث . ففي زمننا هذا ، أصبحت المرأة تخرج من البيت ، وتعمل ، وتعيل عائلتها ، وتقوم في أحيان كثيرة بدور الأم والأب في آن واحد ، وبالتالي فهي تستحق ميراثاً معادلاً لما يحصل عليه الرجل تماماً . وكذلك ، يجب أن لا نغفل ضرورة منح المرأة الحق في المشاركة السياسية في تسيير الشؤون العامة للدولة ، وحقها في الترشح للانتخابات ، والتصويت فيها .

خامساً : هل تعتبرين نفسك ظاهرة أخذت موقعها الصحيح في مواقع التواصل الاجتماعي ؟
مواقع التواصل الاجتماعي تمثل انعكاسا للمجتمع الأرضي الذي تعتقله الطائفية ، والحزبية ، والمناطقية . وهو يتأثر بكل سلبيات المجتمع الأرضي . وهو كالمجتمع الأرضي تماما ، مجتمع خالي من البراءة والنظافة الأخلاقية . فالتعاملات فيه ، كما هي في مجتمع الأرض ، محسوبة ، وغير عفوية ، أو غير تلقائية . كل شيء محسوب ، الاعجاب بمنشور ما ، أو عدم الاعجاب به ، التعليق لمدون ما ، أو كاتب ، أو عدم التعليق لآخر ، كلها تتم وفق حسابات مدروسة ، ووفق مصالح مرسومة . أنا عندما أكتب في مواقع التواصل الاجتماعي ، لا يهمني كثيراً أن أبرز كظاهرة فيه ، أو أن أرتقي لموقعي الذي يليق بي ، أو لا . هذه الأمور لا تهمني إطلاقاً . وما يهمني فعلاً ، هو كيف أتمكن في أن أؤثر ، حتى ولو في فرد واحد ، لا غير ، وأجعله يفكر بما طرحته ، ويبدأ باستجواب نفسه ، ومحاكمتها ، ومراجعة معتقداته ، وأفكاره ، وإرثه . فاذا نجحت في تغيير فرد واحد على الأقل ، فأنا أعتبر ذلك إنجازاً عظيماً قد حققته . فالكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي ، بالنسبة لي ، هدفها الرئيسي هو تغيير الفرد نحو ما يخدمه كانسان ، ويخدم مجتمع الأفراد ، كبشر يستحقون حياة آدمية تليق ببشر أحرار ، مرفوعين الرأس ، وذوي كرامة .

سادسا : ما هي أبرز المشاكل التي تعاني منها المرأة في المجتمع العربي ككل ؟
العنف الاسري هو من أبرز المشاكل التي تعاني منها المرأة في المجتمعات العربية بشكل عام . وهنا عندما أتحدث عن العنف الاسري ، فأنا لا أشير إلى العنف الجسدي ، فحسب كالضرب مثلاً ، ولكن أشير إلى كل أنواع العنف الجسدي والمعنوي . فالإهانات اللفظية التي تتعرض لها المرأة من زوجها ، أو والدها ، أو أخيها هي عنف كذلك . الرجل الذي يهجر زوجته في الفراش لأشهر ، أو سنوات ، ويتركها كالمعلّقة هو يمارس بحقها أقصى أنواع العنف . الزوج الذي يجبر زوجته على المعاشرة الزوجية ، ولا يقدّر تعبها ، أو مرضها ، يمارس عنفاً ، وقسراً ، وقهراً ضدها . الزوج الذي لا يعتبر زوجته نداً له في العلاقة الحميمة ، ندٌ يستحق الاحترام والاهتمام بحاجاته ورغباته ، يمارس عنفاً عظيماً . الزوج ، الذي لا يرى في زوجته ، إلاّ وعاءً لإفراغ شهوته وتفريخ الأطفال ، وإلاّ اجيراً دون أجرٍ لخدمته هو وأطفاله ، وربما أهله كذلك ، يمارس عنفاً مروعاً بحق زوجته . فهذا النوع من الأزواج ، لا يعتبر زوجته مساوية له في الادمية ، بل يعتبرها من منزلة أقل آدمية منه ، فهو يعاملها كعبد جنسي ، ليس له الحق بالمتعة ، والحب والحنان ، والاحترام ، أو كخادم لا يستحق أجراً ، سوى لقمته التي يطبخها هو بنفسه . الزوج ، الذي يعتبر أن زوجته لا تستحق منه بعضاً من الاهتمام ، الذي لن يكلّفه سوى ساعة من الزمن يقضيها معها ، كصديق مقرب ، عزيز يفضي لها بهموم يومه ، وتفضي له بما يشغلها ويهمّها ، هو في حقيقة الامر يمارس عنفاً فاضحاً ومؤلماً . كل هذه الأمثلة ، هي أشكال من العنف الذي يمارس ضد المرأة من زوجها ، أو من الذكور في عائلتها ، دون أن يفطنوا إلى أنّهم يمارسون شكلاً من أشكال العنف ضدها .

التمييز على أساس الجنس الذي تواجهه المرأة ، هو أيضا نوع من أنواع العنف . فالعائلة التي تعامل أبنائها الذكور معاملة فيها أفضلية ، أو تفوقاً ، أو أمتيازاً ، ولا تمنح الاناث نفس المعاملة ، هي بقصد ، أو دون قصد ، تمارس عنفاً مؤلماً ، وإهانة كبيرة بحق المرأة . كذلك ، التمييز الذي تتعرض له المرأة في القوانين التي يسنها المجتمع ، والتي تميز بينها وبين الذكر في الحقوق والواجبات ، هو أيضاً شكل من أشكال العنف المعنوي ضد المراة . التمييز ضد المراة في مجالات العمل ، والأجور ، والسفر ، والتجنس ، وغيرها ، لابد أن ينظر له على أنّه شكل من أشكال العنف الصارخ ضد المرأة ، باعتبارها أقل منزلة من الرجل ، وأدنى مكانة منه .

وكذلك فإنّ التشييئ الجنسي للمرأة ، والتعامل معها كمجرد جسد جنسي ، وليس كبشر يستحق الآدمية ، والكرامة ، والتفهم لهي من أكبر الآثام التي يرتكبها المجتمع الذكوري بحق المرأة . فهذا التشييئ يَصِمُ الأنثى ويحوِّلها من بشرٍ إلى بضاعةٍ جنسيةٍ ، دون اعتبار لآدميتها وكرامتها . والطامة الكبرى تحصل عندما يجري تشريع هذا التشييئ للمرأة ، من خلال اتفاق مجتمعي غير معلن ومبطن ، فيصبح معظم أفراد المجتمع يمارسونه ، دون وعي للأذى النفسي ، والمهانة ، وقلة القيمة ، والإذلال الذي يزرعه في مشاعر الانثى ، ووجدانها ، وعقلها الباطن . فهذا الأذى النفسي سيتحول بمرور الزمن إلى نقمةٍ ، وأسقامٍ تغزو جسد الأنثى ، فتظهر كأمراض نفسية ، كالاكتئاب ، وعدم تقدير الذات ، وضعف الثقة بالنفس ، وعقدة الاضطهاد ، والبرود الجنسي ، وكذلك أمراض جسدية ، كاضطرابات الجهاز الهضمي ، وجهاز المناعة ، والجهاز التناسلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى


.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب




.. شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً