الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سعيد العفاسي وتناوله للشاعر إبراهيم مالك
رائد الحواري
2019 / 1 / 29الادب والفن
سعيد العفاسي وتناوله للشاعر إبراهيم مالك
عدما تقرأ عن شاعر/كاتبة تعرفه، بالتأكيد ستكون (قراءتك) متكئة على بسياط معرفي، تستطيع من خلالها أن تتأمل وبموضوعية محايدة ما جاء في القراءة، أزعم أن هذه القراءة فيها معرفة وافيه عن "إبراهيم مالك" إن كانت هذه المعرفة نابعة من كونه إنسانا، أم من كونه شاعرا، أم من كونيه فلسطينيا/عربيا، فالناقد "سعيد العفاسي" في كتابه "ممكنات التأويل، حوار وقراءة في تجربة الشاعر إبراهيم مالك" أضاء لنا العديد من المواضع عند "إبراهيم مالك" فهو يقدمه لنا كشاعر، من خال تناول شعره بالتحليل وما فيه جمالية شعرية/فكرية/اسلوب، وأيضا قدمه لنا كمثقف وكمفكر من خلال الحوار الذي أجراه مع الشاعر، ولكي نتعرف أكثر على شعر "إبراهيم مالك" اختار لنا الناقد "سعيد العفاسي" نماذج من شعره جعلتنا نتعرف ونتقرب من هذا الشاعر، محفزنا على التقدم منه أكثر، وإذا ما كان الاسلوب والطريقة التي اتبعها الناقد في بحثه سلسة وشيقة فأننا سنجد متعة بهذه القراءة النقدية كما نستمتع بالشعر/بالأدب تماما.
من هنا نقول أن هذا الكتاب فيه من الأدب والفكر والمتعة والمعرفة ما يتوق إليه أي قارئ، وهذا ما جعل الكتاب يبتعد عن المساقات الأكاديمية الجامدة، ويقدم مادته بشكل أدبي متحرر من قيود الأسر الأكاديمي، وفي هذه الورقة سنحاول اضاءة بعض ما جاء في الدراسة.
الصراع/الاضطراب/القلق
أية شاكر/كاتب هذه الأمور تؤرقه تجعله في حراك/بحث/تعب دائم ومستمر، الناقد يقدم لنا هذا الأمر من خلال هذا الاستنتاج فيقول: " لكي يثبت بأنه " لا أزال أعيش حُلُمي " ولن تفل عزائمه غير " رؤيا " تقوده إلى يقين الحب والشك، حب فاطمة، والشك في كل محطات الوصول إلى مبتغاه، وفي كل مرة يرفع صوته عاليا : " يا فاطمة سأقصُّ عليْكِ" فحالة البحث والشكل وعدم الاستقرار هي التي جعل أي شاعر/أديب يهيم باحثا عن أشياءه الضائعة، ولتأكيد حالة الحراك/الاضطراب عند الشاعر يقول الناقد: "يسكن كل الأزمنة عابرا، ولا يسكن مكانا مقيما فيه" فالشاعر ينطلق في مسيرته عابرا للزمان ومتجاوزا للمكان، فالكون بكليته هو عالمه وليس مكان بعينه، ولكن هنادما يكون "المكان/الجغرافيا" جزء من حالة الاضطراب/الصراع، فبالتأكيد سيتم العاطي معه كشيء مقدس/حيوي وفاعل ومؤثر في الشعر الشاعر، وهذا ما وجدنا عندما قدم لنا الناقد هذه القصيدة:
" كَيْفَ أغالِبُهُ وثَمَّة مَنْ لا يَكِفُّ عن نَكْأِ جُرْحي
كان لي وطنٌ كَكُلِّ خلق الأرضِ العاديّين
هُوَ مَراحُ نُجومٍ وساحَةُ قِمامَة
أحببتُهُ بِعَجْرِهِ وبَجْرِهِ
لكن في " ليلِة عِتِمْ "
سرقوهُ منّي، فَسَرَقوا إنسانيتي وحلمي "
" كمْ وَدَدْتُ في لَيْلِي وقد باتَ يطول
لو أنَّني أمتطي جَناحَ الرّيحِ وصَهْوَةَ الزَّمَن
لأعودَ ما كُنْتُهُ يا " سَمَخي " الْحَبيبة"
" أللهُ يا وطني!
كَمْ يوجِعُني ما دُفِعْتَ إليه
فصرتَ سِجْنًا أصغرَ من قبضةِ يَد"
فالشاعر لا يتعامل مع أيه مسألة/مكان/زمان/شخص/حدث على مقدس أو مطلق، بل ضمن الحالة التي يراها الشاعر، فرغم أن شاعرنا إنساني النزعة، إلا أنه في ذات الوقت فلسطيني الهوية وقومي الأبعاد، وهذا الروية المتعددة هي أحدى أهم السمات التي تميز الشاعر:
" شأنه في ذلك باقي الشعراء الذين سبقوه، حيث يعتبر الوطن أوّل وسيلة يلجأ إليها العربيُّ للتّعبير عن مشاعره الجيّاشة، سواء كانت هذه المشاعر فرحاً أو حزناً أو حنيناً،" هذا الاستنتاج متعلق بالشعراء العرب عامة، لكن في الحالة الفلسطينية لها خصوصيتها، حيث أن الشاعر الفلسطيني يتعرض لإلغاء هويته الوطنية والقومية، وفي ذات الوقت تسلب أرضه وتهود، ليمسي شخص) ضائع بلا مكان أو زمان ينتمي إليه.
ويؤكد لنا الناقد هذا الأمر من خلال أخذ نموذج من قصائد الشاعر:
"حُلُم
أشعُرُ وأنا اتفحَّصُ ذاكِرَتي المَسْكونة بالألم
كم بَقيتُ طويلا وَلا أزال أحْلم بوطن
لا تكتسي حُدودُهُ بلطخات الإسمِنت المُسَلَّح
ولا بأسلاكٍ شَوْكِيَّة تطلع كفِطر الجَمْرِ
هُناكَ حيثُ تندَفِعُ بُطونُ أقدام الجنود.
أللهُ! كم حَلِمْتُ! وَلا أزال
بوَطن حُدودُهُ أقواِس فرَح"
الشاعر "إبراهيم مالك"
اللقاء مع الشاعر فيه العديد من الأفكار التي تهم القارئ، إن كان هذا الاهتمام نابعا من الاهتمام بالشعر والشعراء، أم من خلال الاهتمام بالفكر والمعرفة، أم من خلال الاهتمام بالشعراء الفلسطينيين والتعرف على قضيتهم.
الناقد" يقدم لنا رؤية الشاعر عن الشعر:
"فالشعر، كما تعلمت من آخرين كثيرين، هو وليد عقل يعيش حالة قلق" وهذا القول منسجما تماما مع الاستنتاج الذي وصل إليه الناقد عندما قال عن حالة الاضطراب/الصراع/القلق عند الشاعر.
"أن ثقافة الإنسان هي وليدة بيئاتٍ اجتماعية إنسانية مختلفة" وهذا القول أيضا يتوافق مع شاعر الشاعر والواقع الذي يعيشه.
علاقة الشاعر بالشعر علاقة روحية صوفية إنسانية: "وما يُفرِحُني أنني إذا كنتُ موزع الانتماء والمشاعر، فإنَّ الشعر، أظُنُّهُ، يُلَمْلِمُ إنسانيتي الموزعة"
لهذا نجد الشعراء هم روح الأمة وصفوتها، دونهم تمسي الحياة "خربة خالية" : "فالشعراء هم كالأنبياء" فالشاعر هنا لا يتحدث عن هموم أو طموح شخصي، بل عن هموم وطموح وطني/قومي/إنساني، بهذه الروح النبيلة يتعامل الشاعر مع الشعر وهكذا يرى رسالته في الحياة.
والشاعر لا يمكن لأية تنظيم حزبي أن يحتويه، وهذه الحقيقة أكدها الشاعر من خلال قوله:
"أزداد قناعة أن التنظيمات والارتباطات الحزبية الضيقة لا يمكن أن تمنح الشاعر خاصة والكاتب عامة فرص تحليق وتعبير صادق عن أحاسيسه الذاتية المشتعلة فرحا ووجعا" من هنا نجد أن غالبية الشعراء والأدباء لا يعمرون كثيرا في الأحزاب والتنظيمات السياسية.
هفوات البحث
لكن هناك بعض الفقرات لم تكن في مكانها، فعندما قال الناقد في مقدمة بحثه: "استوقفتني الانتاجات الأدبية للشاعر الأديب إبراهيم مالك كثيرا، وفي كل مرة أمعن القراءة والتأويل، محاولا فهم سياق ما يكتبه، وفي أحايين عدة كنت أخرج بخفي حنين، وأقول في نفسي الأمارة بالبحث والتقصي، كيف السبيل الى سبر أغوار هذا الرجل الذي اشتعل رأسه شيبا؟" اجزم أن شعر "إبراهيم مالك" ما فيه من المتعة والسلاسة كاف لجعل المتلقي يأخذ/يحصل على شيء ـ لو قليل ـ من الغاية من الشعر، إن كانت متعلقة بالمضمون أم بالجمال/اللغة/الاسلوب.
كما أن مدخل الناقد لإبراز وتوضيح علاقة الشاعر "بفاطمة" لم تكن في محلها ولم تقنع القارئ: حيث قال: "وبقدسية رقمه "5" ، هو عدد حروف فاطمة، و بعملية تحويل الحروف إلى أرقام نجد أن "مالك" مرادفه هو رقم " 4" و"ابراهيم" مرادفه هو رقم " 7" و"فاطمة" مرادفه هو رقم " 5" ، وإذا حاولنا قراءة الأرقام من الصغير إلى الكبير يكون الترتيب كالتالي نكون قد هممنا باستشراف اختيار الشاعر لاسم فاطمة.: 4 ، 5 ، 7 ، بمعنى أن قراءة الاسماء حسب ترتيب الأرقام سيكون على الشكل التالي : مالك فاطمة ابراهيم" أعتقد أن الشاعر لم يتعمد أو يقصد ـ لا في العقل الواعي ولا في العقل الباطن ـ عدد حروف الكلمة، من هنا أجدها مدخل غير مقنع وغير جميل.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية