الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين واسرائيل (1949-1978)

ارام كيوان

2019 / 1 / 30
السياسة والعلاقات الدولية


(المادة المطروحة في هذا المقال هي تلخيص واقتباسات من الفصول الأربعة الاولى من كتاب البروفيسور الاسرائيلي اهرون شاي (אהרן שי) المتخصص في تاريخ الصين الحديثة، في كتابه الممتع الصين واسرائيل "סיו וישראל".)

البداية كانت بتاريخ 9 يناير 1950 عندما اتخذت اسرائيل قرارها بالاعتراف بالسلطة الجديدة في الصين، أي الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماوتسي تونغ وسجلت اسرائيل اسمها كاول دولة (بعد الاتحاد السوفيتي ودول اوروبا الشرقية) تعترف بالسلطة الجديدة في الصين.
يسمى الكاتب فترة (1949-1955) ب"الفرصة الضائعة" لاقامة علاقات رسمية بين الصين واسرائيل، وهذا لعدة أسباب سنأتي على ذكرها (من مادة الكاتب).

بعد شهرين من اعتراف اسرائيل بالصين الشعبية التقى لأول مرة ديبلوماسيون اسرائيليون وصينيون في موسكو، وبرزت لأول مرة امكانية تبادل دبلوماسيين بين الصين واسرائيل، وطلبت وزارة الخارجية الصينية من السفارة الصينية في موسكو جس نبض السفير الاسرائيلي والتعرف على مقاصد حكومته من التبادل الدبلوماسي. وعندما سئل دافيد بن جوريون عن اعتراف اسرائيل بالسلطة الجديدة في الصين أجاب "الشيوعيون في الصين وصلوا الى السلطة وتشبثوا بها ويجب على العالم الاعتراف بهذه الحقيقة".

بحسب الكاتب فان دافيد كوهين وهو سياسي اسرائيلي طلب أن يكون مبعوثا لاسرائيل في بورما، فان موشي شريت قد أخبره في بقاء جمعها في بورما عام 1953 أن البورميين "أرادوا سفيرا حقيقيا، وليس شخصا يشرب الويسكي فقط" وادعى أن العلاقة مع بورما تبشر لعلاقة مثلها مع الصين. يشير الكاتب أن الدبلوماسيين الصينيين اجابوا اجابة رجل واحد أن "حكومتهم مستعدة لاقامة علاقات رسمية مع اسرائيل" ولكنهم رموا الكرة في ملعب اسرائيل.

شخصية لعبت دورا مركزيًا في المفاوضات يجب التعرف عليها هو سفير الصين في بورما "ياو جونغمينغ" (اتمنى أنني لم اخطئ في تعريب اسمه)، هذا الشخص كما يتبين من صفحات الكتاب كان أكثر الصينيين حماسة لاقامة علاقات رسمية مع اسرائيل، ففي تاريخ 31 ديسمبر 1953 بعث برقية لحكومته عنوانها "اسرائيل معنية باقامة علاقات تجارية معنا" وبتاريخ 7 أبريل 1954 بعث نفس الشخص برقية الى ماوتسي تونغ شخصيًا جاء فيها : "هذه (أي علاقات تجارية) ستكون ضربة قاسمة للولايات المتحدة الأمريكية".
يعلق يعقوب شمعوني (יעקוב שמעוני) مدير قسم اسيا في وزارة الخارجية الاسرائيلية في سنوات 1949-1952، على التجاوب الذي كان بين الجانبين كالاتي : "الشيوعيون كانوا معنيين باقامة علاقات مع دول كثيرة قدر الامكان"

في شهر يناير 1955 كان هناك بعثة تجارية اسرائيلية للصين وعلق عليها السفير ياو "لا يوجد مشكلة مبدئية في قبول واستقبال بعثة تجارية صينية" (ملاحظة : يخصص الكاتب فصلا كاملا عن البعثة التجارية، ولكن لا حاجة لذكر التفاصيل المملة، المهم تأكيده فقط أن البعثة التجارية كانت صغيرة، وكان من المفترض ان تكون مقدمة لعلاقات رسمية بين البلدين قبل أن تتدهور المفاوضات)
هذا علي صعيد السلطات، أما على صعيد الاحزاب السياسية ففي اوكتوبر من عام 1949 دعت قيادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي، الحزب الشيوعي الصيني لارسال ممثلين عنهم في المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي الاسرائيلي، واشترك اعضاء من الحزب في زيارة رسمية للصين، منهم سيدة اسمها روت لوفيتش (والتي الفت كتابا لا يبدو واضحا هل هو حول زيارتها للصين فقط أم يحوي عدة مواضيع اخرى) التي اشتركت في لجنة المرأة الاسيوية، والتقت مع اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وتبادلت معهم وجهات النظر، في عدة مواضيع اجتماعية واقتصادية والصراع العربي-الاسرائيلي، وقالت أن الامبريالية وراء هذا الصراع، وفي اوكتوبر عام 1950 التقى شموئيل مكونيس بسفير الصين في بولندا، وعام 1954 عضو اخر للحزب اسمه يائير تسفان (יאיר צבן) زار الصين اضافة لزيارة اخرى للشبيبة في نفس العام، وقطعت العلاقات تقريبا بين الجهتين بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي واتخاذ الحزب الشيوعي الاسرائيلي صف التحريفية السوفياتية.

بداية تدهور العلاقات المفاوضات ("الفرصة الضائعة") كانت لجنة باندونغ (ועידת בנדונג) بتاريخ 24 أبريل 1955، التي اعترفت بحقوق الشعب الفلسطيني بدون أي ذكر لدولة اسرائيل، ومن ثم اعتراف جمال عبد الناصر بالسلطة الجديدة في الصين ووصف الصين للعدوان الثلاثي بكونه صراعا مصريا ضد الامبريالية، ومن ثم الاعتراف الصيني بمنظمة التحرير الفلسطينية 1964 كممثل للشعب الفلسطيني لتكون أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير، ومن ثم استقبال احمد الشقيري في بكين بتاريخ 22 مارس 1965 (من ثم يذكر الكاتب بعض التصريحات الصينية المؤيدة للفلسطينيين)، هذه التراكمات مجتمعة منعت استمرار المفاوضات لاقامة علاقات طبيعية بين الدولتين حتى عام 1978








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال من نوع جديد
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 1 / 30 - 11:40 )
تحية للصديق ارام

مقال من نوع جديد .
لكن ما الذي حصل بعد 1978 ؟
وهل الان توجد علاقة تجارية او تبادل دبلوماسي بين الصين واسرائيل؟


2 - الصديق العزيز الزيرجاوي
ارام كيوان ( 2019 / 1 / 30 - 12:40 )
الصديق العزيز الزيرجاوي أفرحني اعجابك بالمقال.
أنا فقط لخصت تلك الفترة لأنها في عهد ماوتسي تونغ وهي التي فقط نعلم عنها بضعة اقتباسات من الفيسبوك، اما ما حدث بعد 1978 فهو يسرد كيف قامت العلاقات بين الصين واسرائيل، وهي علاقات ميتنة للغاية في كل المجالات، مثلاً في العفولة هناك حارات بأكملها علم الصين الى جانب علم اسرائيل

اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية