الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


6الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 6 -

جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)

2019 / 1 / 30
الطب , والعلوم


6الكوزمولوجيا الفضائية غير البشرية – 6 -
د. جواد بشارة
الأوميين * نموذجاً
كان العالم الأمريكي الشهير الراحل كارل ساغان من أشد المتحمسين لاكتشاف الحياة في الفضاء الخارجي والبحث عن الحضارات الفضائية العاقلة والذكية والمتطورة في الكون وهو الذي كتب سيناريو الفيلم الشهير " أتصال contact" الذي أدت دول البطولة فيه الرائعة جودي فوستر، وهو نفسه صاحب فكرة إرسال رسالة مشفرة بلغة الرياضيات والرسوم ، على شكل اسطوانة، مع مركبات فضاء أو مسابير بايونير وفواياجير تجوب في الفضاء الخارجي داخل وخارج نظامنا الشمسي بغية تعريف الحضارات الفضائية بالأرض وسكانها، وذلك في سبعينات القرن الماضي. وبعد ذلك تم إنشاء مؤسسة سيتي للإنصات للإشارات القادمة من الفضاء الخارجي وتكون صادرة عن حضارات عاقلة ومتطورة. ذكرت في حلقات سابقة كيف أكتشف الأوميون ، وهم حضارة فضائية متطورة أقدم منا بخمسة مليون سنة، الأرض التي تبعد 15 سنة ضوئية عن كوكبهم " أومو" بفضل لاقط عملاق antenne gigantesque للاتصالات والإشارت يحيط بكوكبهم ويدور في مدار الكوكب، والذي التقط إشارة قادمة من الأرض لمدة ست دقائق صادرة بلغة التشفير التلكس langage morse وهي عبارة عن نبضات متعاقبة مختصرة أو طويلة ومشفرة حيث قام علماء كوكب أومو بمحاولة لفك شيفرة الرسالة بواسطة كومبيوتر متطور جداً ، وقد افترض أحد علماء الفريق أن سكان الكوكب الصادرة عنه الإشارة أو الرسالة المشفرة يريدون نقل نظرية عن المربع ، لذلك أطلقوا على كوكبنا تسمية الكوكب المربع Oyagaa وآخر ثلاثة حروف من الإسم تعني الجرم الفضائي البارد لذلك قرروا إرسال رحلة استكشافية علمية لهذا الكوكب الذي تيقنوا أنه يحتوي على حضارة عاقلة ، وقاموا برحلة بسرعة تفوق سرعة الضوء على الصفحة الثانية غير المرئية لكوننا ، أي من خلال الكون التوأم والموازي لنا، بسلوكهم ممراً أو نفقاً دودياً لاختصار المسافة في الزمكان الكوني حيث وصلوا إلى تخوم نظامنا الشمسي بعد رحلة دامت ستة أشهر بالتوقيت الأرضي، بدلاً من 15 سنة ضوئية، واقتربوا من كوكب الأرض وقاموا بعملية مسح وتحليل ودراسة عن بعد من الفضاء المجاور للأرض وبمساعد مسابير آلية أطلقوها من مركبتهم الأم لاختراق الغلاف الجوي للأرض، ومن ثم قرروا إنزال فريق بحث علمي من ستة أشخاص وتركهم على الأرض لحين عودة البعثة العلمية لإسترجاعهم واستبدالهم برفيق علمي آخر فيما بعد، وتزويدهم بكل مايلزمهم للبقاء بعيداً عن مخاطر الاحتكاك والاتصال المباشر بسكان الأرض، ولقد أتخذ قرار هبوط البعثة على الأرض في آخر دقيقة قبل تغير الظروف في الزمكان وإنغلاق الممر الكوني أو النفق الدودي . لقد سجلوا تلك التفاصيل في رسائل أرسلت إلى مواطن اسباني هو سيسما ونشرها بدوره في كتاب، وأخبروه أنهم سبق أن اتصلوا بشخص في الولايات المتحدة الأمريكية إسمه ثيودور ت بولك Theodore T Polk ولقد تحقق العالم الفرنسي جون بيير بتي من وجود هذا الشخص وتأكد أنه موجود وحصل على عنوانه و رقم هاتفه وهو يعيش في مدينة بيتسبورغ Pittsburgh في ضاحية إكسبورت Export، اتصل به وأخذ منه موعداً للقاء الذي أكد للعالم الفرنسي حقيقة الاتصال بالأوميين وكان على اتصال بأشخاص آخرين في جهات العالم الأربعة بما فيها اليابان ، هو حذر جداً و لايريد الشهرة أو تسليط الأضواء عليه، بل لا يحبذ الحديث في هذا الموضوع بتاتاً، ولقد حذر ضيفه الفرنسي من عواقب استمراره في هذا الطريق الوعر ورفض المضي في سرد التفاصيل ولقد توفي بولك Theodore T Polk بعد خمسة عشر عاماً من الاتصال به في ظروف غامضة.
لقد نسج الأوميون شبكات متعددة من الأتباع في كل أرجاء المعمورة فهم متواجدون في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والاتحاد السوفياتي السابق وروسيا اليوم وأستراليا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا .
بين العام 1962 و 1967 كانت الشبكة الإسبانية من أتباع وأنصار الأوميين يعملون بهارمونية وسرية تامة وتتسع دائرتهم يوماً بعد يوم ، يجتمعون ويقرأون صفحات طويلة من رسائل الأوميين التي تسلموها دون أن يفهموا بالضرورة الشيء الكثير منها لأنها كتبت بلغة علمية معقدة بخصوص كشف أسرار الفضاء الفائق السعة والمنطق ومنهج التكافؤ الرباعي واللغة التزامنية المزدوجة و والشفرة الإزدواجية وبالأخص مسلمة تغير وتفاوت سرعة الضوء خلال الانفجار العظيم والأكوان التوائم الخ.. بعض أفراد المجموعة الإسبانية كان ثرثاراً وابلغ الصحافة عن حقيقة وجود الأوميين واتصالهم بهم وتحدثوا في القنوات التلفزيونية مما دفع الأوميين لمغادرة لإسبانياً لفترة من الزمن خوفاً من بحث المخابرات الإسبانية عنهم وتعقبهم. بل ولقد ظن البعض أن القصة بأكملها ما هي إلا لعبة حرب مخابرات دولية تتلاعب ببعض السذج .
في سنة 1968 كان هناك شخص يدعى دونيس يسوق سيارته على إحدى الطرق الخارجية في مدريد وفجأة شاهد مركبة تهبط وسط الطريق إضطراراً فتوقف فجأة وخرج ليرى ماذا يحدث ويعرض مساعدته وبالقرب من المركبة شاهد رجلاً يخرج منها وهو على هيئة إنسان يرتدي زياً غريباً ملتصقاً بجسده كلباس الغواصين سلم عليه بالإسبانية فرد الرجل الغريب التحية بإسبانية سليمة . وجه دونيس سؤالاً تقليدياً من أنتم ومن اين أتيتم ، رد الرجل الغريب: أتينا من كوكب آخر، بادره دونيس : لكنكم تشبهوننا فهيئتكم بشرية، أجابه الرجل الغريب : لأننا بشر فسكان الكوكب الذي أتيت منه وأقيم فيه كان قد خطف بشراً قبل فترة طويلة من الزمن ونحن ننحدر من البشر الأوائل المخطوفين لكننا مواطنون في ذلك الكوكب . سأله دونيس : هل أنتم أسرى لديهم إلا أن الزائر الغريب نفى ذلك وقال إنهم أفضل منكم يا سكان الأرض ولو خيرت بين العودة للأرض أو البقاء هناك فسأختار البقاء معهم. ثم دخل مركبته بعد تصليحها وغادر بسرعة مذهلة مختفياً بين الغيوم. وبعد أيام تلقى دونيس مكالمة هاتفية وبصوت مهتز وتردد صوتي غريب كأنه يخرج من روبوت أو من كومبيوتر وقال له : نحن مهتمون بما حدث لك ونود أن نلتقي بك لتحدثنا بتفصيل عما حصل وتصف لنا هيئة الزائر الغريب على هيئة بشر كما قلت لأصدقائك وعائلتك فنحن أيضاً من كوكب آخر يدعى أومو . لكن المخابرات الإسبانية علمت بالأمر وصارت تراقب دونيس وجماعته المجتمعون في بيته ففضل الأوميون الاكتفاء بالاتصال عبر الهاتف إلا أن دونيس وضع مكبر الصوت في الهاتف وسجل المكالمة دون أن يطلب إذن الأوميين أو يعلمهم بتصرفه. ولقد حصل العالم الفرنسي جون بيير بتي على نسخة من التسجيل وقام بفحصه في مركز الأبحاث العلمية القومي الفرنسي مع زميله خبير الأصوات فأكد له الأخير أن الصوت غير بشري لأنه لا يتناسب مع ذبذبات الحبال الصوتية عند الإنسان كما لو أن الصوت ناتج عن جهاز تخلق ومزج للأصوات إلكترونياً عبر الكومبيوتر ، وذلك قبل توصل العلماء على الأرض لهذه التقنية بعقود طويلة . وكان الأوميون قد تحدثوا في رسائلهم عن مشكلة الصوت والكلام والحديث لديهم وقصور الحبال الصوتية ولجوئهم إلى لغة الإشارة والتخاطر للتواصل فيما بينهم ، لكنهم اضطروا لابتكار طريقة اصطناعية للتواصل مع البشر عبر الكلام والأصوات. فكل شيء يحدث في رؤوسهم، ويتحكموا بكل شيء عن طريق التفكير . و لا توجد عندهم أنشطة فنية أو فنون تشكيلية أو موسيقى أو غناء أو أوبرا في حين بلغ فن التصوير ، الفوتوغرافي والسينمائي ـ الصور المتحركة والتصوير الرقمي الخ مستوى عالي جداً وبدلاً من ذلك يحضرون كونسرت للروائح والعطور بدل الأصوات ، حتى إن أحد المتصل بهم الإسبان وهو رافائيل فاريول، صنع جهاز أورغ من الروائح أو العطور المختلفة حسب توجيهات الوثائق والرسائل الأومية المرسلة له.
ولقد إحتوت رسائلهم على معطيات ومعلومات علمية متقدمة جداً لم يعرفها البشر آنذاك في ستينات وسبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وهم يعيشون وفق منطق عقلاني وتدفق مبرمج للمعلومات والمنظومات الأخلاقية والمعنوية المثالية والتوجيهية لا مكان فيها للمزاح و لا للمرادفات أو المجازات اللغوية إلا نادراً وعلى صورة أمثال. فالحياة اليومية مبرمجة بدقة متناهية وكل شيء محسوب ومبرمج سلفاً على كوكب أومو، فهو عالم شمولي بامتياز حيث الفرد منصهر في المجتمع والغلبة والأولية للمجتمع على الفرد . ولقد بني هذا النمط من المجتمع قصداً بعد مرورهم بتجربة مؤلمة ولعدة قرون من الاضطرابات والمجازر والقتل . وبعد أن انتهت الفترة المأساوية من تاريخهم التي طغت على كوكب أومو وهيمنة العلم على باقي فروع المعرفة الأخرى، كان لابد من إحداث تطور وبديل لما عاشوه وعانوا منه خلال تلك الفترة العنيفة في حياة الكوكب. كانت هناك فتاة شابة طاغية وقاسية نجحت في إقناع السكان في الكوكب بأنها روح الكوكب ورمز حياته وديمومته بما يشبه السحر الديني والغواية الروحية حيث تبعها وآمن بها ملايين الأتباع على غرار ما حصل في فترة النازية وعبادة الشخصية لهتلر وستالين وغيرهم . منحت تلك المرأة الشابة لنفسها الحق في الحياة والموت على كل نفس وكل شخص وعلى جميع السكان وسيطرت عليهم بالقوة والترهيب والقمع والبطش والقسوة واستخدام ما يشبه البوليس السياسي الذي أطر كل أركان المجتمع في كوكب أومو ــ هناك جنس واحد ولغة واحدة ومجتمع واحد وقارة واحدة في أمو ــ تنامت المعرفة العلمية وبلغت أوجها حتى غدت غاية بحد ذاتها وليس منهجاً لتحقيق غاية وكان العلماء رهائن للعلم وعبيد للمؤسسات العلمية ومن لاينتج أو يطور شيئاً يعدم على الفور وكانت تجرى التجارب على السكان بلا أي رادع أخلاقي أو قانوني وعلى نطاق واسع حيث يساقون كأنهم جرذان التجارب المختبرية مثلما هو الحال عند البشر على الأرض. وفي أحد الأيام أغتيلت المرأة الحاكمة المستبدة على يد خادمتها الوفية والمقربة التي فجرتها بعبوة ناسفة أخفتها تحت ثيابها وماتت منتحرة معها. وعند إعلان موتها خرج الناس في حالة من الهرج والمرج والفوضى التدميرية والانتقامية من مؤسسة الحكم وتم تدمير المختبرات العلمية وحرق محتوياتها وإتلاف التجارب العلمية ونتائجها وقتل الكثير من العلماء الموالين للطاغية وحرق المكتبات ما أحدث تراجعاً وتقهقراً في المستوى العلمي الذي تحقق في مجال العلوم العميقة والجوهرية أو العلوم البحتة والنقية . وتوجه الشعب الأومي فيما بعد انتهاء المحنة، نحو العلوم الإنسانية والفلسفة وعلم الأخلاق والمنطق وعلم النفس وعلم الإجتماع وأوجدوا مجتمعاً لا يسمح على الإطلاق بالارتداد والعودة إلى عهد الاستبداد واحتاج الأمر إلى عدة أجيال للخروج من تلك المرحلة التراجيدية، قام الآباء المؤسسون للمرحلة الحالية بفرز فئة الأطفال وجزء من المجتمع خاصة الشباب وإبعادهم عن ذويهم وتأثير الأهل السيء عليهم لتنشئة جيل جديد على أسس أخلاقية ومجتمعية جديدة وذلك من سن الثالثة عشر قبل المراهقة، فالأولاد ملك المجتمع والدولة وليس ملك العائلة وما على الأخيرة سوى متابعتهم عبر الفيديو والهواتف الذكية والانترنت والانستغرام والكمبيوتر العملاق الذي يتحكم بحركة المجتمع برمتها. هذا لا يعني أن نموذجهم صالح لكل الأجناس والشعوب والأقوام من صنف البشر . وهناك سيطرة وإدارة شاملة للمعلوماتية والإعلام فكل شيء محسوب على مستوى الكوكب بما في ذلك التكاثر السكاني ومعدلات الولادات وشروط تحقيق الزيادة السكانية، فلا وجود لعلاقات اختيارية وحب وعشق واختيار حر لشريكة أو شريك الحياة فالسلطة هي التي تبرمج ذلك وفق معايير مرسومة سلفاً وبعد تحليلات مسبقة ومعمقة سيكولوجية وبدنية وفيزيائية للزوجين المستقبليين فلابد من توفر التطابق والتوافق بين شخصين ليتزوجا ولقد حدد عدد السكان على الكوكب بمليارين فالولادات مبرمجة و لا يسمح بتجاوزها حسب قدرة الكوكب الاستيعابية. المجتمع يوفر كامل احتياجات الناس لكل صغيرة وكبيرة كالسكن والأكل والشرب واللبس والصحة العلاج والطبابة والنقل والتعليم. فالكوكب يعمل كأنه مملكة نمل أو خلية نحل لكل فئة واجباتها ومسؤولياتها الملقاة على عاتقها ولا معنى للإستقلالية أو حرية الاختيار فلا يمكن لأحد أن يتنزه في هذا الكوكب دون أن يحصي خطواته وتنقلاته واتصالاته كمبيوتر مركزي عملاق يسجل كل شيء عنه ، الآلة لا تقرر ولكن لاشيء يفلت من مراقبتها . وفي حالة حصول خلل في البنية المجتمعية وظهور حالات شاذة لمتمردين ومجرمين وخارجين على القانون يعدمون فوراً أو يقدمون للمختبرات لإجراء التجارب عليهم. الكل متساوون في الفرص ويحصلون على نفس الشيء الفراش ومدير الجامعة والأستاذ والطالب والعامل والكادر والمهندس والطبيب ، كل حسب ميوله وقدراته وكفاءته، يتم اختيار المرء لتأدية مهمة أو وظيفة اجتماعية أو مهنية، فالمجتمع يوفر للفرد كل شيء وعلى الفرد أن يرد للمجتمع ما يطلبن منه، فالشخص الضعيف البنية لايمكن أن يزج في عمل يتطلب جهداً عضلياً على سبيل المثال فهناك هارمونية في توزيع المهمات والواجبات وهناك جوائز ومكافئات إضافية لكل من ينتج أو يبدع أو يضيف أكثر مما يطلب منه فهناك عدالة اجتماعية ومساواة في توزيع الثروة والخدمات على غرار يوتوبيا المجتمع الشيوعي المنشود نظرياً ولكن يستحيل الوصل إليه عملياً على الأرض. فالكل متساوون في الحقوق والواجبات ولا وجود لفئة متميزة أو مفضلة لا في قمة السلطة ولا في قاع المتجمع حيث لا توجد هوة بين الناس أو صراع طبقي و لايسمح للكسالى أو الفوضويين بخلخلة التوازن والانسجام المجتمعي وأي جانح عن الخط المجتمعي تتولى أمره السلطة فوراً ويفقد حق المواطنة فالشواذ لن يعودوا مواطنين عاديين لهم حقوق وكاملي المواطنة ويتحولون إلى أدوات لحقول تجارب مختبرية يستفاد منهم لتحقيق تقدم علمي .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من إحدى مركبات مكافحة الشغب.. رش مسؤولين إيرانيين بالمياه في


.. تويتر تبدأ فرض رسوم على المستخدمين الجدد في دولتين تعرف عل




.. برج الحساسين وإزاي تتعامل معاهم تحذير لجميع الأبراج في الت


.. بين المباني المدمرة بسبب قصف الاحتلال.. فلسطيني ينقل المياه




.. ناسا تحذر من أنشطة عسكرية سرية للصين في الفضاء