الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة التعليم ليست قطاعية بل وطنية

زهير الخويلدي

2019 / 1 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي



" لاتحدد المسألة التربوية هو تعبير عن انفتاح المساءلة الديمقراطية حول أهداف التعليم" - بول ريكور

تواجه نقابات التعليم بمختلف هياكلها تحديات كبيرة أمام تعنت سلطة الإشراف وتجاهل مطالبها الشرعية ونفاذ صبر المنتفعين بالخدمات التي تفورها المؤسسات المدرسية والجامعات من تلاميذ وطلبة وأولياء.ربما يدفعها هذه الوضعية القصوى إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية تساندها المركزية النقابية وتتمثل في أشكال نضالية مبتكرة تفاديا السنة البيضاء وتتميز بالعقلانية والمرونة مع التمسك بالمبدئية والنضالية. لقد أصيب المشهد التربوي بشلل ودخل الجميع في حالة من التجاذب والاحتقان وزاد منسوب التوتر بتعطل لغة الحوار والاستخفاف بمنطق التفاوض وتعطيل التفاهمات والتنصل من الاتفاقات السابقة وتم تغليب خيار الإفشال الذاتي والهروب إلى الأمام وتأجيل عميلة الإصلاح الجذري ومبدأ التثوير المستمر. لقد التحق المشاركون بالمعركة المصيرية بشكل اضطراري ومن روافد مختلفة ولهم مطالب متنوعة ولكن اشترك الفاعلون من نواب ومتعاقدين ومدرسين وموظفين في الملحمة من أجل تحقيق منافع قطاعية وتناسى الكل حساسية الوضع وهشاشة الموقف والحاجة الماسة إلى إحداث النقلة النوعية للحقل التربوي. والحق أن المعركة حول التعليم هي معركة وطنية تضم قاعدة عريضة وليست مجرد مطالب فئوية ضيقة لمجموعة من العاملين بالفكر والساعد وأن تدار في قلب المعترك السياسي وتجري فوق تضاريس الحراك الاجتماعي وهي غير مفصولة عن استحقاقات استكمال المسار الثوري ومستلزمات الانتقال الديمقراطي. من الضروري دعم مسارات المقاومة والاستثبات في الساحة النقابية وتجذير الممارسة النضالية في الواقع الاجتماعي دون المساهمة في تعطيل المرفق العمومي وتدميره منهجيا قصد التفويت فيه للقطاع الخاص. يجدر أن يتم إحداث "خلية تفكير وعمل" خارج الأطر المتصارعة وتكون مهمتها رصد المشهد التربوي وتشخيص المشاكل وتجميع المطالب وتوفير المعطيات والأرقام ودراسة الواقع المؤسساتي بشكل علمي وفهم العناصر المنتجة للأزمة والمكونات التركيبية للمشكل وبرمجة جملة من المنافذ والمسارب الممكنة. في نهاية المطاف يجوز التفكير في وضع من السلم الدائم في المجال التعليمي بعد تحمل جميع الجهات مسؤولياتها وتلبية الاستحقاقات الراجعة بالنظر للقوى الفاعلة وتشريك المجتمع المدني في الاستشارة. المطلوب بشكل عاجل في الحقل التدريسي هو رصد الاعتمادات المالية الكافية ورفع ميزانية المؤسسات وإجراء حوكمة ناجعة ومراقبة قنوات الصرف والإنفاق وإعادة بناء شاملة وإعادة تجهيز كل للمنشئات. غاية المراد أنه لا يقدر أي كان على بلوغ تعليم عصري يحقق مستقبل واعد للمتعلم دون مكانة اجتماعية محترمة للمربي.
كاتب فلسفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي