الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء النموذج المثالي للذات

فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)

2019 / 1 / 31
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يعرف النموذج لغة بأنه مثال الشئ ، مثال يقتدي به مما يدل انه يجب ان يكون متكاملا .
أما النموذج الذي انا بصدد تعريفه هو النموذج الذي يشكله الإنسان في عقله مرتكزا على منظومة الأفكار والقيم والتجارب والمعتقدات والتي ترسخت في العقل اللاواعي تراكميا مشكلة ملفات متعددة على ضوئها يحدد الإنسان الصورة الإجمالية للعالم وللبيئة التي يعيش فيها يعرف الكاتب الأمريكي (ستيفن كوفي) النموذج بأنه ( الصور التي نحملها في عقولنا عن الاشياء وعن الواقع ، كلنا يعتقد أنه يرى العالم كما هو وفي الحقيقة نحن نرى العالم كما نحن أو بعبارة أخرى كما نريده نحن ) .
إن النموذج الذي نحمله في عقولنا يتسبب في سلسلة من التجارب الفاشلة والأخطاء التي نمارسها بشكل يومي وبطريقة لا واعية والتي تعود للفهم والقراءة الخاطئة للواقع الذي نعيشه معتقدين صحة ووضوح رؤيتنا لهذا الواقع والحقيقة أننا بهذا العمى عن الصورة الحقيقية للواقع فإننا ننزل للقاع شيئا فشيئا وتزداد وتراكم مشاكلنا مشكلة بعد أخرى.
إن صياغة النموذج الجديد تتطلب إعادة النظر في مستوى التفكير ومحاولة تغيير الأفكار النمطية التي اكتسبناها من المنظومة الفكرية والتجارب السابقة يقول عالم الفيزياء (اينشتاين) ( المشاكل الخطيرة التي نواجهها لا يمكن حلها بنفس مستوى التفكيرالذي كنا عليه حين صنعناها).
من الأمثلة على النموذج السلبي هي النظرة أو الحكم المسبق على الاخرين والتمسك بالصورة النمطية عنهم واعتبارها هي الصورة الحقيقية وتبعا لذلك نتعامل مع الناس على أساس هذه الصورة التي قد يكون جزء منها صحيح ولكن الصور الإجمالية غير صحيحة ومثال آخر عن النموذج السلبي هو اعتقادنا بأن الآخرين لا يفهمون شيئا وأننا فقط من نفهم العالم والحياة بالشكل الصحيح وان الناس دائما على خطأ ونحن على صواب وهذا النوع من النماذج من أخطر النماذج والذي يتسبب قبل كل شئ بخسارة الاشخاص المحيطين بنا .
إن النموذج المشكل سابقا حسب ما ذكرت من أسباب يؤثر على الإنسان على جميع الأصعدة علميا ووظيفيا واجتماعيا وسلوكياً .
كيف تتم صياغة النموذج المثالي أن مفردة ( المثالي ) لا تعني بالضرورة المثالية بالمعنى الحرفي للمفردة وإنما الوصول إلى النموذج الأفضل والذي هو تغيير الصورة التي نرى بها العالم من حولنا وقد نكون قد اضعنا الكثير من الوقت ونحن نحمل صورة غير واقعية عن العالم ، أن أفضل الطرق لإعادة صياغة النموذج هو القراءة في مجالات عديدة ومحاولة كسب تجارب جديدة علمية وعملية وكذلك التأني في الأحكام التي نطلقها عن الأشخاص والسلوكيات ولابد كذلك من مراجعة منظومة الاعتقادات والمبادئ التي تم ترسيخها بشكل لا واعي وتمت تعبئتنا بها منذ سنوات الطفولة الأولى لان الكثير منها قد لا يكون مبني على أسس صحيحة .
ان النموذج الذي تحدثت عنه ليس مستحيلاً اعادة صياغته بالشكل الملائم وانما يتطلب شيئا من العزم والارادة لتغيير الافكار وبالتالي سنلمس نتائج صحيحة بعد تغيير النموذج واولها تحسين العلاقات الاجتماعية ونتائج الاعمال التي نقوم بها مما يغير حياتنا نحو الافضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة


.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة




.. النجاح في الأعمال ليس للجميع!


.. نشرة إيجاز – القسام تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بما وصفه




.. انفجارات بمصفاة للنفط في روسيا إثر هجوم بمسيرات أوكرانية