الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة انقلاب اليمين في فنزويلا من شأنها تعميق الأزمة الاقتصادية

اليستير فارو

2019 / 1 / 31
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الناشر وحدة الترجمة – مركز الدراسات الاشتراكية

دفعت محاولة المعارضة اليمينية الفنزويلية الاستيلاء على سلطة الدولة البلاد إلى أزمةٍ اقتصادية أعمق.

كان زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو قد أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، يوم الأربعاء 23 يناير، أمام مسيرةٍ مُعارِضة للحكومة. نُظِّمَت المسيرة في الذكرى السنوية لإسقاط ديكتاتورية الجنرال ماركوس بيريز جيمينيز عام 1958. ولم يستغرق الأمر وقتًا حتى انهمر فيضانٌ من رسائل الدعم من الجناح اليميني عبر الأمريكتين، من بولسونارو في البرازيل حتى دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

جاء في بيان ترامب: “سأواصل استخدام الضغط الدبلوماسي والاقتصادي للولايات المتحدة للتشديد على استعادة الديمقراطية في فنزويلا. نحن نشجِّع الحكومات الغربية على الاعتراف برئيس الجمعية الوطنية جوايدو رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا”.

في أعقاب هذا البيان، احتذى القادة الغربيون بالرئيس الأمريكي العنصري واحتشدوا وراء جوايدو، إذ قال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، إن جوايدو هو الشخص المناسب من أجل تقدُّم البلاد وتحسين أوضاعها. وكذلك أكَّد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، دعمه لكل ما جاء في بيان ترامب، وقال الاتحاد الأوروبي إن صوت الشعب “لا يمكن تجاهله”.

لكن هذه التطوُّرات قد تقدِّم أيضًا درسًا مهمًا في ما يتعلَّق بحدود نفوذ الولايات المتحدة، إذ أعلنت كلٌّ من روسيا والصين دعمهما للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. لكن بالنسبة للولايات المتحدة وغيرها من القوى الإمبريالية التي تسعى لتقسيم أمريكا اللاتينية، يقع المواطنون الفنزويليون العاديون في آخر قائمة اهتماماتهم. أما في صدارة هذه القائمة، فهناك جائزة الحصول على احتياطيات النفط الهائلة في فنزويلا -وهي الأكبر في العالم.

تدرس الولايات المتحدة قرارًا بحظر استيراد النفط من فنزويلا من أجل تسريع الأزمة الاقتصادية في البلاد. وكذلك فإن حظر بيع المنتجات التي تُعالِج النفط الخام التي تنتجه فنزويلا سيكون له التأثير نفسه.

أدَّت هذه الأزمة الاقتصادية إلى تضخُّمٍ فائق وفقرٍ ينتشر بمعدلاتٍ قياسية، إذ يعاني حوالي 90% من السكان من الفقر (وفقًا للمعايير الداخلية في فنزويلا)، بينما فرَّ حوالي 3 مليون مواطن خارج البلاد.

استغلَّ أثرياء فنزويلا وداعموهم الإمبرياليون الشعب الفنزويلي بقسوةٍ وبلا رحمة. عند فوز هوجو تشافيز بالرئاسة عام 1998، نفَّذَ بعض الإصلاحات لصالح الفقراء، لكنه تراجع عن التحدي المباشر لرجال الأعمال وسيطرتهم الكاملة على الاقتصاد وجميع وسائل الإعلام.

كان الصدام مع اليمين حتميًا مع انهيار أسعار النفط. عارض الرئيس الحالي مادورو اليمين، ولكنه أيضًا هاجم الشعب الفنزويلي، ما جعل التدخُّل ومحاولات الانقلاب أسهل.

قال جوايدو يوم الأربعاء: “العنف سلاح المغتصب، لدينا هدف واضح هو أن نتحد ونقف ثابتين من أجل فنزويلا ديمقراطية وحرة”.

جاء ردَّ مادورو على بيان ترامب بأن أَمَرَ من جميع الدبلوماسيين الأمريكيين بمغادرة البلاد خلال 24 ساعة. فردَّت الولايات المتحدة بأنها لن تستدعي موظفيها، متحدية مادورو للتحرُّك ضدهم لتكون حادثة دبلوماسية ويتخذونها ذريعةً للتدخُّل العسكري في فنزويلا.

يتوقَّف نجاح الانقلاب في فنزويلا على موقف الجيش. كان مادورو حريصًا على إثراء الطبقات العليا من الجيش في محاولةٍ لقطع طريق التحرُّكات داخله للإطاحة به. لكن هناك بعض العلامات التي تدل على إبطال مفعول هذه الإستراتيجية، إذ أُلقِيَ القبض على 27 فرد من الحرس الوطني يوم الاثنين 21 يناير، بتهمة التخطيط لانقلاب. صرَّح ماركو روبيو، عضو مجلس النواب الأمريكي، بدعمه للانقلاب العسكري المُحتَمَل، عبر حسابه على موقع تويتر قائلًا: “يجب أن ندعم هؤلاء الأفراد العسكريين في فنزويلا الذين أعلنوا أنهم سيدافعون عن الدستور ويعترفون بجوايدو رئيسًا مؤقتًا للبلاد”.

تُصدَّر فنزويلا كمثالٍ عن أن الاشتراكية لن تنجح مُطلَقًا، لكننا هنا في الحقيقة أمام مثالٍ للكارثة طويلة الأمد التي تؤدي إليها المساومات مع الطبقة الحاكمة.

عندما واجه تشافيز انقلابًا من اليمين عام 2002، أنقذته التعبئة الشعبية الجماهيرية. هذه هي الطريقة الوحيدة للتغلُّب على اليمين، لكن الوضع مع مادورو أصعب لأنه لم يتَّبع أيَّ سياسةٍ من شأنها تحفيز مقاومة الطبقة العاملة.

– هذا المقال مترجم عن صحيفة العامل الاشتراكي البريطانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة