الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إزدواجية الخطاب الإسلاموي المقيتة؟ !!

حميد طولست

2019 / 2 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إزدواجية الخطاب الإسلاموي المقيتة؟ !!
لم أتخيل يوماً أن تتغير أحوال من كانوا إلى الأمس القريب يحاربون الحريات الفردية على إعتبار أنها ترف وتبرير للانحراف والفسق، ولم أتصور أن يطالب اليوم باحترامها كقيمة تأسيسية للإنسان ، من كان ويهاجمها على أنها مفسدة للمعتقد والدين ويدمجها في إطار الجنس والسكر العلني وأكل رمضان والتبرج ، ونزع الحجاب ،الذي كانوا يجرمونه - كما حدث مع الصحفية أمينة خباب ، وفتاتي إنزكان التي توبعتا بتهمة الإخلال بالحياء العام لارتداء ، الأولى سروال "دجيس" ، والثانية لإرتدائهما تنورتين قصيرتين في الشارع بإنزكان- قبل أن يرغمهم مكر التاريخ ، على البحث ، في نفاق اجتماعي مقيت ، عن نصوص ميتة ، تبرر إنغماس بعض من رهطهم في أثون الحريات الفردية ، التي يحرمون ممارستها على من يشاؤون ممن ليسوا من عشيرتهم ، باسم الله ورسوله ، وبتعلّة الأخلاق والعادات ، ولأغراض سياسية وأيديولوجية تخلط بين الدين والدنيا ولا تراعي ضوابط الدين والأخلاق والعدالة والإنصاف ، التي لا يستحضرون فيها اختيارات المشرع ويتعاملون معها تبعا لرؤاهم ومواقفهم الخاصة ، ومن الزوايا التي ينظرون منها إليها، في محاولة لضرب الحريات الفردية وإفراغها من جوهرها أو لوضع حد لممارستها ، الممارسة التي يضمنها الدستور المغربي للمواطنين.
ويبقى أخطر ما يمكن أن يتعرّض له الإنسان هو تزوير حقائق دينه على يد آلهة الظلام ، وعبر خطاب ديني أخرق ينهل من موروثات بدوية متخلفة ورجعية، تعرقل مسار تطور المجتمع ، وتجْعله يفقدُ الثقةَ بِكلِّ السياسين الدعاة ، الذين لا هم لهم إلا تشويه نفسية شباب الأمة وإقناع بسطائها ومراهقيها بمفاهيم إجرامية تحولهم لمجرد وحوش ضارية في حرب متواصلة مع نفوسهم ورغباتهم ومشاعرهم التي روضها أؤلئك الأفاقين الذين نصبوا أنفسهم لحماية الدّين ونصرة الله ، وجعلوها تعيش في عالم جديد ، تستعمل أدواته الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي العنكبوتية وتليفونياته الذكية ، لكن بعقلية عالم الماضي الذي يقدسه ويستمد منه الحلول الجاهزة لمشاكل حاضره ومستقبله ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنصار الدين والله
أكرم فاضل ( 2019 / 2 / 2 - 03:11 )
إقتباس : أؤلئك الأفاقين الذين نصبوا أنفسهم لحماية الدّين ونصرة الله . إنتهى الاقتباس

أن يحمي المؤمن دينه بطريقة سلمية إقناعية عند وجود تجاوز عليه فهذا أمر مقبول أما أن يكون النصر عبر الفرض والارهاب والقتل والخدعة فالأمر هنا يحتاج الى تفسير مقنع.

أما أن ينصر المخلوق خالقَه فهنا الطامة الكبرى إذ كيف يقبل هذا الخالق المساعدة من مخلوقاته إن كان حقاً كلي القدرة وعليماً بكل شيء؟

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك