الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسالتي الي الرئيس سعد الحريري ...
مروان صباح
2019 / 2 / 2مواضيع وابحاث سياسية
رسالتي الي الرئيس سعد الحريري ...
مروان صباح / ليس من صفات العقلاء الإحتفاء كما يحتفل الآخرين ، فكيف إذا كان المحتفل يحتفل بحكومة تُعدّ بالحكومة المصيرية بل في مقامها الأعلى تحًُوّل بينها وبين الحرب الأهلية ، وبالتالي ليس مطلوب من العاقل تهنئة رئيسها بقدر المطلوب تقديم النصح له لأن الأغلبية اللبنانية أصبحت بطريقة أو بأخرى تعتمد عليه في تحسين ظروف معيشتها اولاً ونقل البلد من حالة الفوضى إلى الاستقرار الخدماتي والاقتصادي ، وبالفعل بادي ذي بدء ، ما سأقوله بالطبع ليس أبداً تحليل أو تقدير موقف بقدر أنها معلومات دقيقة لا تقبل الشك أو الطعن فيها ، لقد كانت طهران اتخذت مع مربعها في كل من العراق وسوريا ولبنان قرار بعدم تولي الحريري منصب رئاسة الوزراء بعد انتفاضة الشعب السوري ، بل كانت تقديرات حزب الله والقوى المتحالفة معه ، بأن تيار المستقبل سيخفق في الانتخابات النيابية الأخيرة شر الاخفاق ، لكن النتائج جاءت عكس ما كان يتوقع المربع الايراني تماماً وكل ما يقال حول تراجع حصص التيار المستقبل في المناطق التى كانت شبه محسومة له ، تصب في دائرة الدهشة والصدمة لأن توقعاتهم كانت مختلفة كلياً .
الآن بعد محاولات طويلة من الخذ والهات والتعطيل ووضع العصى بالعجلات ، تشكلت الوزارة بنفس الأخ الأكبر للجميع ، متجاوز تركيبات الأحزاب وتشعباتهم الداخلية والإقليمية والدولية وعلى أساس هذا التجاوز من المفترض رسم خريطة طريق لمهام الحكومة ، لأن من الممكن لواشنطن أن تتدخل بطريقة معينة من أجل إنقاذ كسر التعطيل وإعادة تجبيره عبر قنوات التمويلية لحزب الله أو عبر الوزارات التي يديرها ، وهذا يَتطلب دراسة إمكانية حدوثه لكي تتجنب الحكومة من الوقوع في مطب التعطيل مرة ثانية أو تعطيل الإنجازات وأفضل ما يمكن فعله هو الدخول في باب التنافُس ، لأن التحدي الحقيقي أمام التيار المستقل وحلفائه جعجع وجنبلاط وغيرهم من أحزاب بثقل الكتائب أو شخصيات مستقلة وبالطبع على رأسها شخصيات سنية التى وقفت مع الحريري في تشكيل الحكومة ، هو إخراج المؤسسات من بيروقراطيتها القاتلة اولاً ومن ثم مكافحة الفساد المستشري ثانياً وبناء خدمات تعيد لبنان إلى مستواه المعروف ، ولأن الطرف الثاني المتمثل بحزب الله قد أسس باسم المقاومة قاعدة متينة الَّذِي استطاع من خلالها امتلاك قوة عسكرية وأمنية متفردة في لبنان ، أي أن المنافسة في مربعه غير ممكنة لكن نجاح الحكومة من انتشال البلد اقتصادياً وخدماتياً يضع تيار المستقبل وحلفائه في موقع التنافس الحقيقي طالما حزب الله لا يملك مشروع أخر سوى السيطرة الطائفية في المقام الأول والتوازن الإستراتيجي في مقامه الثاني .
ليس لأنه مارس أسوأ أنماط الطائفية في العصر الحديث بل لأنه لم يكن طائفي بالقدر الذكي ، يبقى الفارق بين حزب الله وداعش ضيق حتى التلاشي وهذا لا بد أن يعيه أمين الحزب حسن نصرالله قبل أن يعيه الآخرين ، فداعش يفتقد الدولة والشعب الراعية والحاضن له ، لكن الحزب حتى اليوم هناك دولة ترعاه وتيارات مختلفة تتحالف معه وايضاً معارضيه حتى الآن لم يرفعوا عنه الغطاء الدولي ، لهذا تجده يتنازل احياناً أو يبدي مرونة أطواراً كما حصل في الآونة الأخيرة مع تشكيل الحكومة ، ولأنه ايضاً كان يفكر على المنوال التالي ، لقد أرادها حكومة تدعم حربه الطائفية ، وهنا مهمة الحريري وحلفائه إعادة الدولة المخطوفة من أجل تجنيب اللبنانيين الحرب الأهلية وهذا لا يحصل إلا إذا تكاتفت الجهود بدعم الإِصلاحات القادمة التى ستحدث توازن تخرج البلد من هيمنة السلاح الطائفي ، لأن كل ما جرى ويجري من تهديدات متبادلة بين الإسرائيلي والحزب يصب في تهيئة الناس إلى القبول بالتدخل الخارجي من أجل الخلاص بعد ما أوصلهم الحزب إلى طريق مسدود ، وهذه القراءة ليست ببعيدة عن خطط واشنطن وأوروبا ، فالطرفان يسعيان إلى تطويق إيران اقتصادياً بهدف تجفيف منابعها وقطع إمداداتها الخارجية الذي يترتب على الحكومة مضاعفة جهودها وأن تتحلى بالصبر .
أخيراً ، ابارك لكم وللتيار بصفة عامة قرار الذي أنهى طباعة جريدة المستقبل الورقية والاحتفاظ بها على الشبكة العنكوبتية ، وجدير بالمرء بل مشروع له في الواقع أن يحلم بأطوار أكثر حيوية وثراء ، لكن هذا يضيف على ادراة المؤسسة الإعلامية والتيار عموماً مسؤولية أكبر من السابق لأن الخروج من الصحافة الورقية إلى عالم النت ضرورة حتمية عاجل أم آجل لكنه يحتاج إلى قدرة تنافسية عالية على الأخص إذا كان يقف المنافس في غابة من الإعلام المتنوع ولكي يتحقق هدف الإنتشار والتأثير لا بد من التميّز . والسلام
كاتب عربي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ألمانيا تسمح بالحشيش -للترفيه- ودول عربية -طمعانة- في أرباحه
.. بسبب حرب غزة..متظاهرون يقاطعون كلمة بايدن | الأخبار
.. قصف وحصار إسرائيلي على غزة.. الجوع يقتل الغزيين أيضا
.. لماذا قرر نتنياهو إعادة إرسال الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: أهالي الجنود المحتجزين في غزة يجتمعون