الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واشنطن اختارت الاحتياط ؟

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2019 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تصاعد خطاب البيت الابيض ودعواتها لإيجاد تحالف ضد إيران واللجوء الى المواجهة معها ، وعلى الرغم من وجود حلفاء وعملاء مخلصين له في المنطقة العربية الا انها لم تتمكن من شن حرباً فيها،وهو أمر مفروغ منه لايحتاج كثيراً من الوقوف أو التحليل ، ولكن ما يقوم به " ترامب" وطاقمه الحكومي الا حركات استعراضية ، وأن ما يجري في سوريا واليمن ما هي الا حرب بالنيابة وأياديها العميلة في المنطقة ، ومع انفتاح الدور الامريكي في المنطقة أصبح عليها لزاماً الرجوع الى الوراء قليلاً وإيجاد البديل في هذه الحرب عبر حلفاء لها في المنطقة ، وإيجاد مصدر تمويل لهذه الحرب وهي السعودية ، والتي امست مصدر تمويل الحروب الامريكية ، والوقود هم العرب انفسهم دون خسارة أي جندي أمريكي مفترض لان حرب إسقاط النظام الصدامي كشفت حجم الخسائر الامريكية في العراق ، لذلك باتت الولايات المتحدة مدركة تماماً أن أفضل خيار لها هو الحرب بالوكالة ، وإيجاد أيادي تقاتل بالنيابة عنها هناك ، والاكتفاء بشعارات التهديد والوعيد والتي هي الاخرى امست الوسيلة التي تحاول فيها واشنطن إبراز عضلاتها وممارسة دور رجل العصابات " الكابوي " .
الجانب الايراني هو الآخر ليس جاداً في تهديداته ومواجهة الغرب وواشنطن ، ولكنه في الوقت ذاته يستعد لأي مواجهة محتملة سواءً في سوريا او العراق ، والتي ستكونان ساحة المواجهة المقبلة ، لذلك سعى الجانب الايراني الى تقوية وجدوه وتجذير قوته في هاتين الجبهتين ، عبر الوجود العسكري أو المستشارين العسكريين أو من خلال عقد الاتفاقيات الاقتصادية مع الجانب السوري أو العراقي ، والإعداد لمرحلة جديدة في العلاقات السياسية ، مع وجود البيئة الجاذبة ، كما يبدو الموقف الايراني أقوى من مواقف واشنطن ، وبان نفوذ طهران أكثر تمدداً ، ما يعطي قوة في الحوار الذي يجري بين اطراف الصراع بوساطة روسية ، الى جانب دخول لاعب جديد في ملف الحوارات الدائرة اليوم هو اسرائيل التي تسعى الى إبراز دورها في المنطقة ، وان تكون نداً قوياً لطهران ، فيما يسعى الجانب الامريكي أن تكون هناك مواجهة في المنطقة ولكن بشرط ان تكون بالوكالة عنها ، وان تمارس دور لاعب الاحتياط يدخل عند الضرورة ويقوم بدوره في لعب المنقذ والمسيطر على ساحة الحرب ، كما وفي نفس الوقت تبقى الساحة مفتوحة لكل الاحتمالات مع إدامة هذا الصراع لتبقى المنطقة ملتهبة تحتاج فيها الى المال والسلاح ، فالمال موجود في دول الخليج ولزاماً عليها الدفع أن أرادت الامن والآمان ، والسلاح لدى الغرب ، وهذا ما يجعل خيوط اللعبة كلها بيد البيت الابيض لاغير.
هناك تراجع واضح لدور الولايات المتحدة في المنطقة ، ويعود ذلك لأسباب متعددة منها الاخفاق الكبير الذي منيت به إدارة ترامب في ملف إدارة المنطقة ، وفشلها الذريع في سوريا وعزل الاسد ، عدا عدم قدرتها على الوقوف بوجه الوجود الروسي القوي الذي أستطاع من فرض سيطرته على سوريا بالقوة الى جانب التحالفات الجديدة التي فرضها التحالف ، بالإضافة الى تخلي واشنطن عن العديد من الاتفاقيات مع دول العالم ، وأهمها الاتفاق النووي الايراني ، فضلاً عن خرقها للعديد من قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي وأهمها قرار القدس الذي يتعارض ويتناقض مع قرارات الامم المتحدة ، الى جانب المشاكل الداخلية التي تواجه الادارة الامريكية وعدم قدرتها على التعاطي الايجابي مع مشاكلها الداخلية ، ويمكن القول ان التراجع الامريكي يحمل وجهين في آن واحد ، اما يوفر نافذة مفتوحة للحوار في المنطقة ويعطي مجالاً للتحاور بين القوى المتصارعة فيها ، او انه يحمل تصعيداً خطيراً في الايام القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو