الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استخدام المياه غيرالتقليديه (العادمه) بالزراعه في العراق لمواجهة الشحه

عبد الكريم حسن سلومي

2019 / 2 / 3
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


امام الحاجه المتزايده للمياه العذبه بالزراعه من اجل توفير الغذاء و بسبب شحة الموارد المائيه فاصبح لابد من البحث على موارد مائيه جديده للاستخدامات العديده للمياه والتي ازداد الطلب عليها وهذا مما دعى الكثير من دول العالم الى
استخدام موارد مائيه غير تقليديه لتجاوز جزء من الشحه.
ولاسباب عديده ومتنوعه اصبحت الموارد المائيه العذبه ببلدنا العراق قليله ولايمكن لها تحقيق الاكتفاء وسد متطلبات الاحتياجات المتنوعه سواء زراعه وصناعه وبلديات لذا بات من الضروري ايجاد مصادر مائيه اخرى اضافيه مع استغلال المتوفر منها بكفاءه لذلك نقول انه قد حان الوقت اليوم ببلدنا العراق لاستخدام المياه غير التقليديه في العديد من مجالات استخدامات المياه ومنها استخدام المياه العادمه بالزراعه.
من الحقائق الواضحه اليوم عالميا هي ان المياه اصبحت سلعه ثمينه والذي يؤكد هذه الحقيقه هو مقارنه بسيطه اليوم بين قيمة المياه قديما ومانشتريه اليوم من المياه للشرب على سبيل المثال لذلك اليوم يجب الحفاظ على موارد المياه وصيانتها من التلوث والهدر في مجالات غير مجديه ولابد من تحسين ادارة الموارد المائيه والحفاظ عليها وترشيد استخدامها .
ان الموارد المائيه التقليديه -هي الامطار والثلوج و المياه السطحيه في الانهار والبحيرات والمياه الجوفيه العذبه
اما الموارد المائيه غير التقليديه فهنالك العديد منها -مياه الصرف الصحي(المياه المبتذله)والمياه المالحه ومياه البزل ومياه الابار المالحه والامطار الناتجه من تقنيات استمطار السحب ومصادر اخرى غير مستخدمه

المياه العادمه
أدى التطور العمراني والحضري والزياده السكانيه الى تغير كبير في نمط الحياة والعادات والتقاليد والاساليب في استخدامات الموارد المائيه واستهلاكها مما ادى ذلك لزيادة الطلب على المياه في المجالات الزراعيه والصناعيه والبلديات وادى ذلك ايظا الى زيادة كميات مخرجات استخدامات المياه من المياه العادمه (الصرف الصحي بانواعه)وفي الكثير من المدن لايمكن معالجة كل الكميات هذه والتي تحتاج لبنى تحتيه كثيره لذلك اليوم تتم المعالجات على درجات مختلفه وقد تكون هذه المعالجات لاتتوافق مع المحددات البيئيه فلا يمكن اعادة استخدام هذه المياه المعالجه لاسباب صحيه فما يقارب خمس المياه المبتذله تعالج بدرجه بسيطه والبعض منها يعالج فقط بترسيب المكونات الصلبه والقليل يعالج بصوره متكامله

بما ان العراق واغلب دول المنطقه وخاصة العربيه تقع في المناطق الجافه وان شحة المياه اصبحت شديده بالمنطقه لذا اصبح من الضروري استعمال المياه العادمه المعالجه لاستعمالات عديده وبصوره مقبوله من الناحيه البيئيه والصحيه
لقد بدا استخدام مياه الصرف الصحي المعالجه من بداية عقد الثمانينيات من القرن ال20الماضي واليوم اصبح اغلب دول العالم ملزمه بمعالجة مياه الصرف الصحي وفق تعليمات منظمة الصحه العالميه وهذا الامر يجب ان يصبح من الواجبات العليا لاي بلد .
ان الاهتمام بهذا المصدر المائي اليوم يعود الى الحاجه الى مصادر مائيه جديده لتجاوز مشكلة الشحه و لتوفير مصادر مائيه جديده لسد الفجوه المائيه الحاصله بين الوارد وبين الطلب على المياه ولتقليل الهجره من الريف للمدينه بعد ان اصبحت الشحه حقيقة كذلك فان الهجره من الريف للمدينه بسبب الشحه ادت لزيادة سكان المدن وبالتالي زيادة الطلب على المياه وهذا ادى بدوره للحاجه لتنفيذ شبكات الصرف الصحي وبالتالي زياده في كميات المياه المبتذله الناتجه من الاستخدامات المختلفه للمياه لذا بات من الضروري السعي وبجد للاستفاده من المياه المبتذله بعد معالجتها وكذلك للمحافظه على البيئه وحماية المياه العذبه السطحيه والجوفيه من التلوث بمياه الصرف الصحي .
لقد ثبت علميا ان المياه المبتذله المعالجه ممكن استعمالها بالزراعه لبعض المحاصيل وخاصة غير الورقيه وهي لاتسبب اي مضار صحيه على الكائنات الحيه لو استعملت بصوره صحيحه ووفق المحددات والتعليمات .
ان الهدف من استعمال المياه المبتذله المعالجه هو لتخفيف الضغط على المياه العذبه وتقليل الفجوه المائيه بين الواردات والطلب واستخدامها للزراعه ولحماية البيئه من التلوث .
ففي مصر اليوم يتم معالجة اكثر من 4 مليار م3 من مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي سنويا واعادة استخدامها بالزراعه ولكن للاسف العراق لازال متخلف بهذا المجال بسبب قلة البنى التحتيه الخاصه بمعالجة المياه العادمه
وكانت دمشق تعالج يوميا 500 الف م3 من مياه الصرف الصحي وتعاد هذه المياه للقنوات والجداول الطبيعيه لاستخدامها بالري .
اما بالعراق ففي حالات كثيره تذهب مياه الصرف الصحي و الزراعي والصناعي غير المعالجه الى المصادر المائيه السطحيه للمياه العذبه المتنوعه والبحيرات الطبيعيه والصناعيه مما تؤدي لتلويث المصادر النقيه وللاسف لازالت البلاد تستخدم اساليب خاطئه في طرق واساليب انشاء البنى التحتيه في المنشأت السكنيه او المرافق والمباني العامه علما ان الكثير من المياه المستهلكه داخل هذه المنشأت على درجه كبيره من الصلاحيه ومن الممكن اعادة استخدامها بمعالجات بسيطه الا انه للاسف يتم دمج البنى التحتيه لكافة انواع مخرجات مياه الصرف الصحي مع مياه مجاري الامطار وبذلك تضيع موارد مائيه بكميات كبيره جدا ولذلك فاننا بحاجه كبيره لتغير نمط واساليب انشاء البنى التحتيه ولكافة المجالات للاستفاده القصوى من مخرجات المياه المبتذله(الصرف الصحي)المعالجه لسد جزء من العجز المائي لدى البلاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة