الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمكو والسُعال

امين يونس

2019 / 2 / 5
كتابات ساخرة


راجعَ حمكو المستشفى لأنهُ كان يُعاني من ألَمٍ في الصدر وسُعال .. ففحصهُ الطبيب وكتبَ لهُ بعض الأدوية ونصحهُ أن يرقد في المستشفى ويرتاح الليلة ، على أن يُعيد فحصهُ في اليوم التالي .
وفي الصباح :
قال لهُ الطبيب : حسنا .. جيِد .. يبدو أنك تسعل بسهولةٍ أكثر هذا الصباح .
حمكو ساخِراً : طبعاً دكتور .. لأنني تدربتُ طوال الليل على ذلك !
...........
المسؤول مُخاطِباً المُواطِن : ماشاء الله ماشاء الله ... يبدو أنك مُرتاح وأوضاعك جيدة .
المواطِن متهكِماً : صحيحٌ ما تقول ياسيدي ، فأنا في غاية السعادة وأوضاعي عال العال .. أتدري لماذا ؟ لأنني مللتُ من الكآبةِ وتعبتُ من الشكوى والأنين .. وقررتُ أن أكون مُرتاحاً وسعيداً كما ترى ! .
المسؤول : باركَ الله فيك .. نعم .. هكذا يكون المواطن الشريف .. فالتظلُم المُستمر لا معنى له .. والشكوى لغير الله مذّلة .. والرضى بالواقِع عَين العقل .. عفارم عليك ياعزيزي . وكيف وضع الكهرباء لديكُم ؟
المواطن ضاحِكاً : الكهرباء .. أوه الكهرباء .. أنها ( تنتل ) ياسيدي . ثم نحنُ ، بفضل الله أولاً وبفضلكُم ثانياً ، لا نحتاج إلى التدفئة والتبريد في مثل هذه الأوقات من السنة ، فدرجات الحرارة مُعتدِلة ليلاً ونهاراً .. أمّا الإنارة .. فالكهرباء الوطنية والأخرى غير الوطنية أي المولدات ، فأنها تفي بالغرض بل وتزيد عن الحاجة .. وأقترح عليكم ياسيدي أن تُصّدروا الكهرباء الزائدة خلال شهرَي شباط وآذار ! .
المسؤول : إقتراح جيد ، سوف ندرسه بصورةٍ جدية . طيب وكيف هي الخدمات الصحية ؟
المواطن : الخدمات الصحية ... أييييه ياسيدي .. صّدقني هذه الخدمات لا تشكو من شئ . فهنالك تنسيقٌ جيد جداً بين المستشفيات الحكومية أي القطاع العام وبين المستشفيات الأهلية أي القطاع الخاص .. وقليلةٌ هي الدُول التي يتوفر فيها هذا التناغُم الممتاز بين القطاعَين . فنحنُ المواطنين ، محظوظين .. فلو لم نجد الدواء المطلوب في المستشفى الحكومي ، نحصل عليه بسهولة في الصيدليات الأهلية .. وأي تحليلات أو أشعات ، مُفتَقَدة في القطاع العام .. فهي مُتوفِرة لنا بِيُسُر في مُختبرات وسونرات القطاع الخاص . هل تُصّدِق ياسيدي .. أحياناً ندخل المستشفيات ، ليس لأننا نشكو من مرض لا سامح الله .. بل للإستجمام والراحة ، فأنها مثل الفنادق ذات النجوم العديدة ! .
المسؤول : عوافي عليكم .. فأنتُم تستأهلون كُل خَير . طيب وما هي أحوال التربية والتعليم ؟
المُواطِن : ماذا أقول لكَ ياسيدي ... الحُرِية الواسعة التي نتمتع بها نحن المواطنون ، فريدة من نوعها . إضافةً إلى النجاح الباهر لنهجكُم في تشجيع القطاع الخاص .. مما أتاحَ لنا العديد من الخيارات : فإذا أردتَ أن ترسل أبناءك إلى مدرسة حكومية ، فأهلاً وسهلاً بك .. ولو أحببتَ أن يتعلموا في مدرسة أهلية وبلُغةٍ أجنبية ، فالمجال مفتوحٌ أمامك .. وحتى لو رغبت أن يتركوا الدراسة في مرحلةٍ مُبكِرة ويتعلموا صَنعة ، فأنتَ حُرٌ في ذلك ! .
.................
حمكو المسكين ، لَم يَنَم طوال الليل خلال رقوده في المستشفى ، لأنهُ كان يكُحُ ويسعل ... أي كان ( يتدرب ) لتحسين أداءه في الكح ورفع لياقته في السُعال .. وجهوده لم تَضع هدراً ، فالطبيب بَشّرَهُ في الصباح وقال له أنه الآن يسعل بسهولة أكثر ! .
كما المسؤول قال للمواطن : بارك الله فيك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع