الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العميقة الفاسدة ولدت من رحم المحاصصة الطائفية -الجزء السادس

حاكم كريم عطية

2019 / 2 / 5
المجتمع المدني



الدولة العميقة الفاسدة ولدت من رحم المحاصصة الطائفية -الجزء السادس



عادل عبد المهدي يشكل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد ومجلس النواب بعد خراب 15 عام لا يتمكن من تشكيل لجنة تحقيقية للتحقيق بعمليات تهريب النفط قلناها ونقولها اليوم مافيات الفساد أكبر من عبد المهدي وحكومته والرجل هو جزء لا يتجزا من هذه المنظومة التي تبحث عن مخرج لشرعنة فسادها وأيجاد مخرجا لتفادي الحساب لأكبر عملية نهب في التأريخ نهب الدولة العراقية.

وبعيدا عن النفط ومهربيه وعجز الدولة العراقية بكل أجهزتها الأمنية والرقابية والتشريعية عن وقف هذا النزيف الأقتصادي أحاول أن نتطرق لأساس مشكلة البناء ومكافحة الفساد في العراق ألا وهو قطاع التربية والتعليم في العراق ومعروف في كل الدول التي تتطلع لبناء دعائم دولة عصرية أن يكون المقياس هو التعليم ورقيه وهو مصدر الثروة البشرية التي يستند عليها البناء الأساسي لكل الدول المتحضرة وبدون جيل متعلم يرتقي ألى سلم المسؤولية الذاتية للشعور بالمساهمة في البناء وأن يكون البناء للجيل الحالي والأجيال القادمة وبناء هذه الروحية والشعور بالمسؤولية تتولاه منظومة التعليم ببرنامجها وكوادرها التعليمية وهذا البناء يبدأ من الجيل الناشيء أي من مرحلة الروضة ومراحل الأبتدائية سواء كان التعليم حكومي أو خاص وخلق هذا الجيل يعتمد كليا على عنصري المعادلة التعليمية الكادر التعليمي والمناهج ثم تأتي أهمية خلق المناخ المناسب للمتلقي من مدارس وتغذية ورعاية صحية وما نراه اليوم بعيد كل البعد عن ما نبتغي الوصول أليه من خلال قطاع التربية والتعليم وللأسف لسنا من الدول التي يمكن أن يقال عنها أنها ضمن التعداد العالمي لرقي التعليم فيها بل العكس نحن في أسفل درك أسوا قائمة صدرت عن هيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والتي تخص التعليم ووضعه البائس

وزارة التربية هي من الوزارت التي تشوب دوائرها شبهات الفساد بل وقسم من مشاريعها فاحت روائح الفساد التي شابت عقودها المبرمة ومنها مطابع الوزارة ومصادر شرائها وعقود طباعة الكتب المدرسية وهناك الكثير حول المطابع القابعة في مخازن الوزارة بعد شرائها بعقود غالية الثمن وذلك بالتحري عن أسعارها الحقيقية في السوق حيث يصل السعر الحقيقي ألى نصف السعر المبرمة فيه العقود وكذلك ما آالت أليه أوضاع هذه المشتريات لتتجه العناصر الفاسدة لتوجيه طباعةالكتب والمناهج الدراسية في مطابع خاصة ولها أرتباطات بالأحزاب المتنفذة وبعقود كبيرة تكلف ملايين الدولارات من مخصصات الوزارة.

الكادر التدريسي والأداري في الوزارة والمدارس

للأسف تعج الوزارة قبل المدارس والتي المفروض فيها أن تضع الخطط المستقبلية للتعليم وتنهض فيه وتتجاوز أخطار أنحرافه وانتهاج سبل طائفية والتأسيس لتدريس مناهج تعج بالنفس الطائفي وكذلك تردي سبل التعليم وعدم تطوير الكادر التدريسي لسبب بسيط وهو أن سياسة التحاصص لم تترك مجالا للعقول التربوية والتي تمتلك الخبرة والكفائة لأدارة ملف التربية والتعليم وبذلك أصبح لدينا وزارة تعج بالمتحاصصين دون وجود الكفاءة بل عمدت هذه العناصر على أفراغ الوزارة من العقول والكفاءات التربوية لكي تتخلص من الكفاءات التي تثبت عجزها وعدم آهليتها لتولي هذه المناصب في الوزارة وبذلك نكون قد أفرغنا أهم وزارة في رأي من الكفاءات ليحل محلها كوادر لا تمتلك الكفائة والخبرة لأدارة ملف التربية والتعليم في العراق فمن ملفات التعيين الفاسدة من خلال الرشوة والمحسوبية وملفات طباعة المناهج التعليمية ألى عقود شراء وتجهيز المدارس كلها تشوبها شبهات الفساد أصبح لدينا وزارة لا تملك مقومات أدارة ملف التربية والتعليم وهي بحاجة الى وقفة جدية قبل فوات الأوان فبدون وزارة تضع مناهج تربوية لبناء جيل ممكن أن يساعد على بناء الدولة المستقبلية للعراق لن تقوم قائمة للعراق لا لهذا الجيل ولا الذي بعده.

أقول هذا لأنني ومن تجربة شخصية عشتها مع بعض الشباب المعلمين من الجنسين حيث جرى تعينهم من خلال دفع الرشوة وبقبول هؤلاء ولو مجبرين على سلوك هذا الطريق هو أول الخطوات لخلق كادر تعليمي ممكن أن يقبل بعمليات الفساد ولن يكون مؤهلا للمهمة التربوية.

البيئة التي يجري فيها وضع الطالب والمناهج التربوية والكادر التدريسي هي الأخرى تعاني من تخلف شديد بحيث وصلنا ألى صفوف تؤدي الأمتحانات في فصل الشتاء والمياه تغطي أرجل الطلاب والطالبات في الصفوف وكذلك غياب أدنى معايير الصحة والسلامة من خلال توفير المرافق الصحية والمطابخ وساحات اللعب والأستراحة للطلبة وهذه الأوضاع رأيناها تبدأ من خارج المدرسة والطرق المؤدية لها وتستمر ألى داخل المدارس حيث يعيشها الدارس على مدى أشهر من دراسته وسعيه ناهيك عن مدارس الطين وعدم وجود رحلات لجلوس الطلبة وأن وجدت فالصفوف مكتضة بأعداد تفوق ما مسموح به صحيا وتربويا

أن وزارة التربية وكغيرها من الوزاراة لم تسلم من داء المحاصصة بل وتم تولي مسؤوليتها من شخصيات جاءت عن طريق التحاصص الطائفي بأمتياز ولم يكونوا من الشخصيات التي كان من الممكن أن تنهض بأعباء وزارة مهمة وخطيرة كوزارة التربية والتعليم من خضير الخزاعي ألى محمد أقبال وغيرهم مع الأسف وهذا يشكل ضياع كامل لمقدرات الدولة والمجتمع خلال الخمسة عشرة سنة الماضية وربما يطول لفترات أبعد من ذلك نظرا لأستمرار هذا الداء بالتغلل في مجتمعنا وما لم نعمل على الخلاص من منهج التحاصص الطائفي سيقى العراق رهن تخلفه وعدم تمكنه من خلق وبناء دولة تعمل بحق لخلق جيل سوي جدير بمسؤولية البناء.

بعيدا عن المنهج الطائفي وويلاته



حاكم كريم عطية

5/2/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا


.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر




.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي