الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذّكرى المئويّة لتأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني لا مجال للمجاملة والطبطبة

محمود الشيخ

2019 / 2 / 6
القضية الفلسطينية



ضاع الحزب وتاه في دهاليز الفذلكات السياسيّة والأوهام التى بنوا تغيراتهم عليها فبات حزباً مواقفه السياسيّة تميل نحو اليمين،وليس له منهج يسترشد به،بفعل الدور الذى لعبته مجموعة انتهى بها الأمر إلى الارتباط باليمين، فَحُوِّل إلى حزب تابع لسياسة الطبقة الحاكمة،يردّد سياستها في مجملها ويدافع عنها،وفي أغلب الظروف كان بوقاً لها ومدافعاً عن سياستها،والبعض وصفه بأنه فرع من حزب الطبقة الحاكمة في البلاد،ممّا يعني أن تلك القيادة خُدِعَت في أحلامها،وأصبح الحزب ليس حزباً لا هويّة له وبلا منهج سياسي،يلعب فيه عدد من الأفراد،وأصبح حزباً لا يجوز أن نقول عنه حزباً واقفاً على قدميه،أن يجري فيه تحولاً كبيراً أو على الأصح أن ينتفض من أوّله حتى آخره.
إنها الجريمة الكبرى التى ارتُكِبتْ بحقّ الطبقة العاملة أن يصبح حزبها ممثّلاً كما هو معروف لكل الطبقات كما حلم الحالمون،كان في سابق الأزمان مميّزاً عن الكل واثق من قوله وفعله ينتظره الكل الوطني، مواقفه ثابتة،لا يزحزحها لا مال ولا نفاق ولا مجاملة كما هو اليوم،بتنا نسمع عن التحوّلات في جسمه وسياسته وكل مواقفه،وذهب التميّز أدراج الرياح،أعرف أنه كان في ثناياه عناصر انتهازيّة،شكّلت الشلل فيه،وكان لها دورها في انحراف الحزب عن منهجه ومواقفه سواء السياسيّة أو الحزبيّة وفي العلاقات الرفاقيّة الداخليّة،واحتوى مجموعة من السّحيجة الوصوليين،الذين كان شاخصهم العلاقات الشخصيّة،في كافة الأمور الحزبيّة،وليس هذه فحسب بل عندما كان يقال (إنتوا ابترفعوا الشماسي عند ما تمطرفي موسكو) وبات هذا رأياً صحيحاً،فعندما بدأ التحوّل في الحزب الشيوعي السوفييتي، بدأ التحول هنا لعدّة أسباب أوّلها الغرام والعشق الذى أصاب قيادة الحزب عندما بدأت إجراءات هدم الحزب الشيوعي السوفييتي حجّة غورباتشوف التجديد (البروسترويكا والغلاسينوست)وكان البعض من القيادة يلعق ريقه فرحاً ويُردّد ما يقوله (غورباتشوف) واستجابت القيادة فوراً لطرحه وكأنهم كانوا يتمنّون ذلك هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى إنّ قيادة الحزب يبدو انها لم تتخلى عن انتمائها الطبقي البرجوازي المترسّخ في أعماق فكرها،وكأنّ الفكر التقدمي سطحي في وجوده في عقلها وقد جاء الوقت المناسب لإجراء التحوّل،وكأنّ فكرالطبقة العاملة شكّل ثقلا على رؤوسهم،فتخلّصوا منه،عن طريق مُخلّصَهم غورباتشوف،فكانت الحجّة في إحداث تغيّر كلي في منهج الحزب الفكري وتبعه تغيّراً جذريّاً في برنامجه السياسي بفعل الخدعة في التغير، والأوهام التى بنوا تغيراتهم عليها.
من هنا جاء تراجع الحزب الشيوعي بنشوء ( جذور الإنتهازيّة اليمينيّة ) الذى أصبح اسمه فيما بعد حزب الشعب الفلسطيني،كما إدعوا كي يتحول إلى حزب ليس لطبقة بعينها بل لكل الفئات الشعبيّة على رأيهم،وإذا به غدى حزباً عائم في محيط تتقاذفه الأمواج إلى أن حطّ في حضن أوسلو وسياساته التى لعبت دوراً في تدمير قضيّتنا وأسّس طريقاً لزيادة حجم الأراضي المصادرة،وزاد عدد المستوطنين أربعة أضعاف عمّا كان قبل أوسلو والحبل على الجرّار.
فمن يبيع قيادته للحركة النقابيّة هو من عاد إلى الطبقة التى انحدر منها،وقَبِل ببساطة التخلّي عن مؤسسة العمال وعن النضالات التى تحققت في ظل قيادة الشيوعيين لها، وهو الذى عاد إلى طبقته التى انحدر منها أصلاً،إنّ التحوّلات الإنتهازيّة اليمينية التى جرت في الحزب الشيوعي الفلسطيني ،في الفترة الأخيرة قبيل سنوات التسعين من القرن الماضي،أدّت إلى وصول الحزب إلى الحالة الرثّة التى يعيشها اليوم،وقد أصبح حزب الأمين العام وليس حزب لا طبقة عاملة ولا فئات شعبيّة ولا حزب جماهيري،إنّه حزب المصالح والصراعات على المناصب والكراسي بين عدد من المتنفذين فيه.
إنّ القيادة الحاليّة وقيادة الحزب التى ساهمت في نقل الحزب من شيوعي إلى حزب شعب،ثمّ تجريده من هويّته الفكريّة وتخلّيه عنها،وإعلان البراءة من برنامجه السياسي،وإعلان موافقته على اتفاق أوسلو،لا يجوز له أن يعتبر حزب الشعب انه امتداد للحزب الشيوعي الفلسطيني، فحزب الشيوعيين وإنجازاته العظيمة فقط هي من حقّ صانعيها والمتمسكين بها وبالمبادىء التى عاشوها ودفعوا من عمرهم سنوات في أقبِية التعذيب وهم مطاردين هم أصحابها هذا الحق وليس من خانها وأدار ظهره لها.
لقد عقد عدةّ مؤتمرات للحزب دون أيّة مراجعة شاملة لما أقدَمَت عليه قيادة الحزب الحاليّة والسابقات هؤلاء يتحمّلون المسؤولية الكاملة عن سلسلة التراجعات التى وقعت في الحزب،ويعترفون أنّهم لم يستفيدوا من التحوّلات التى حدثت إلّا أنّهم مصرّون على التمسّك بها حتى النُخاع بعد أن تشكلت مجموعة مصالح في الحزب،ولم يعودوا مختلفين عن غيرهم،بل مختلفين في داخلهم.
إنّ التحوّلات اليمينية الانتهازيّة لا أريد العودة إلى ما قبل 1967 بل إلى ما بعد سنة 1974 تمثّلت أولَى خطواتها في تجميد الرفيقين المرحومين ( محمد سليمان قطامش) والرفيق ( عبد الحافظ زيدان ) الملقّب ( أبو عمر ) إثرَ قيامهما بإصدار بيان يعلنان فيه تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني في العام 1974 والذى يعد انفصال عن الحزب الشيوعي الأردني،بعد أن كان فرع الضفة الغربية الحزب في الأردن وبهذه الخطوة الجريئة والواعية ،والتى جاءت إثر نضوج الظروف،بعد قرار القمّة العربية المُنعَقِد في الرّباط اعتبار (م.ت.ف) ممثّلاً شرعيّاً ووحيداً للشّعب الفلسطيني،فكان إعلان تأسيس حزب الشيوعيين الفلسطينيين في وقته،هنا جنّ جنون قيادة الحزب في الأردن،وكان معظم قيادة الحزب هنا في السجن،على ضوء تشكيل الجبهة الوطنية الفلسطينية وعملها العسكري،وما أن خرج الرفيق بشير البرغوثي حتى تم الإعلان عن تشكيل التنظيم الشيوعي الفلسطيني وليس الحزب الشيوعي الفلسطيني ارضاءا للحزب الشيوعي الأردني،من هنا بدأ الإنحراف والتسلّط والإستقواء وليس التصحيح،اذن لماذا جمد الرفيقين طالما انتقلنا من حزب شيوعي أردني فرع الضفة الغربيه،الى التنظيم الشيوعي الفلسطيني،فقط هو انه تنظيم وما اعلن عنه سابقا حزب هذه جريمة الرفيقين،
لقد كانت وجهة نظر قيادة التنظيم الشيوعي الفلسطيني بعد أن تغيّر اسمه من أردني إلى فلسطيني في حينها الإبقاء على الإلتصاق بالحزب الشيوعي الأردني على اعتبار أن الظروف لم تكن ناضجة للإنفصال عن الحزب الشيوعي الأردني كون المناخ السياسي ليس واضحاً، مع أنّ التنظيم الشيوعي في الضفة الغربية أعلن عن نهجه السياسي في حل المسألة الفلسطينية على اساس دولتين فلسطينية واسرائيليه، وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقيّة على حدود الرابع من حزيران 1967،إذن لماذا استمرار ارتباط بالحزب الشيوعي الأردني،فما هو مبرّر القيادة في ذلك،وحتى نتأكد من كون تصرّف القيادة مع الرفيقان الذين جُمّدوا.
وبعد سنوات قليلة وفي العام 1982 أعلن عن إعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني،لم تتغيّر الظروف لا السياسيّة ولا الإقتصاديّة ولا العالميّة،فهل يدّعون أنه جرى اعتراف في (م.ت.ف) وأصبحت قضيّتنا عالميّة وبات الوضع عالميّاً متغيّراُ في اعترافه بنا كشعب يحقّ أن يقيم له دولة،اليس هذا هو السبب، غير الدافع الشخصي في التغيّر،الذى كان مسيطراً سيطرة شبه تامّة على القرار الحزبي.
ثم انتهى التغيّر بالموقف السياسي عندما استُبدِل البرنامج السياسي ببرنامج السلطة ببرنامج أوسلو،فلماذا جرت الموافقة على اتفاق أوسلو طالما أكّدتُم أنّ هذا الإتفاق إما ( يقودنا إلى دولة أو إلى جهنّم) وها هو يقود شعبنا إلى جهنّم،ثمّ والأدهى والأمرّ كيف تم التنازُل عن قيادة اتّحاد نقابات العمال مقابل المال بحجّة تحسين العلاقات وتقوية للعلاقات الوطنيّة،بل إنها انخراط بالنهج السياسي لليمين الفلسطيني،كونهم عادوا إلى انتمائهم الطبقي،فتخلّوا عن المبادىء التى تأسّس الحزب على أساسها،ولا زالوا يقولون نحن امتداد للحزب الشيوعي الفلسطيني الذى تأسّس في العام 1919 لا يا سادة أنتم شيء جديد لا تربطكم بالحزب الشيوعي أي رابط أبداً ونقولها صراحة أنتم تقودون الحزب إلى الهاوية،كيف تفكّرون بالعمل التجاري وقد غرقتم بديون لا طائل لها وأصبحتم مُضطّرين لبيع الحزب بأي ثمن.
أمامكم طريق واحد لا غير هو أن تمارسوا النّقد الذاتي العلني وتحمّلوا المسؤولية كاملة للقيادة،التى جرّت الحزب لهذا المستنقع،أن تحاسبوا قيادة الحزب في مؤتمر تجبرون المعيقين لعقده وتحاسبونهم حساباً شديداً وتنتقدوهم وتحمّلوهم المسؤولية كاملة عن الوضع ،إن القيادة التى أحدَثَتْ التغيُّر الكلي في الحزب سنة 1990 _ 1993 عندما حوّلوا الحزب إلى حزب شعب وبات لا حزب ولا حركة وليس له أي تأثير في البلاد وليس هو وحده بل كل من يدّعي أنه يساري،إنّ استمرار مطمطة الوقت في عقد مؤتمر الحزب لا يعني غير استمرار تدميره وسرعة عقده وممارسة النقد بشجاعة قد يعود الحزب بعد ذر الرماد في العيون فهيهات يعود كما كان.
ثم إنّ وقوف البعض المتنفذ في قيادة الحزب في وجه الكوادر الحزبيّة التى غادرت صفوف الحزب بسبب التغيرات التى طرَأَتْ فوجدت نفسها في حزب لم تدخله أصلاً ولم تكن فيه،لا يعني غير خوف هؤلاء المتنفّذون من أن يقفوا على رصيف الحزب وكل من يقف في وجه هؤلاء هو نتيجة طبيعيّة للخوف الذى جعل أرْجُلهم ترف تحت أجسادهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا على هذا المقال
رائد عودة ( 2019 / 2 / 6 - 09:46 )
الصديق والرفيق محمود الشيخ ، انت فعلا وضعت يدك على الجرح نعم القياددية اليمنية بالحزب والتي اشتراها عرفات بثمن بخس هي من دمرة الحزب وهنا لا بد من الاشرار الى محور النجاب والبرغوثي وهم الذين كان لهم الاثر الاكبر في تدمير الحزب وجعله اداة طيعية في سلطة اسلو وينفذون ما يؤمرون حيث حولوا الحزب الى مرتزقة، ولكن رفيق انت تعلم ان الشيوعيون المخلصون رفضوا قرار المؤتمر المزعوم الذي جرى عام 1991 واعنلوا عن استمرار العمل باسم الحزب الشيوعي الفلسطيني وهو حزب يتبنى الماركسية اللينينية كنت سأكون سعيدا اكثر لو تحدثت عن هؤلاء الرفاق العظام وعن ما فعلوا لتبقى رياية الشيوعية خفاقة في فلسطيني وانت تعرفهم جيدا فمن المرحوم فضل البنو والدكتور جهاد عون الله الى الرفيق لبيب فخل الدين وحمزة الزير وحسن القحاح وعزالدين عفانة وعصام النابلسي ومحمد محمود سعادة وغيرهم لا مجال لذكرهم جميعا رفعوا راية الشيوعية ورفضوا التغيير وأعادوا تأسيس الحزب الشيوعي

اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف