الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلد الذات، بين الهوية والدين، الى الاستاذ عزيز هناوي

شنوان الحسين

2019 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الى الاستاذ عزيز هناوي آيت أوهني ربما لن يسعفنا الحبر في تتمة النقاش على هذه الحيطان الزرقاء، لاننا لسنا ولن نكون من هواة لعبة التنس فكريا هذا جانب...
بخصوص الجانب الثاني فرسالتكم تحمل الصواب، والمطلق في صوابها ان القاعدة نحن من ارساها لتكون منطلق للايمان بالتعدد وبالاختلاف وما دون ذلك من اعادة الصياغة في نفس القالب لا يعدو سوى اتفاق ضمني يؤسس لتواصل بناء...
ثالثا وهو الموضوع الاهم، فالارض هي من تخوصص الرموز، وعبد الكريم ابن هذه الارض مات من اجلها وهو مدرس للامازيغية بل كان موظف في صفوف الاستعمار ولما نضج فكريا واخلاقيا عرف منطق الانتماء وناضل من اجله، اما الحاقه بالشرق كمنفى فكان عقاب لحرمانه عن الاتصال بأرضه ومحيطه ثقل قوته، فحديثه في المنفى عن منطلقات نضالية وانتماءات جديدة لا تعدو سوى تغريدات سجين محروم من ريفه الابي ولا يجب ان يعتد بها، و عبد الله أوجلان اليوم رغم اختلافنا او اتفاقنا معه تمت فبركة انتماء تركي جديد له من السجن، والبرزاني الاب الفقيه الثقي والمنتمي لمدرسة فقهية اسلامية رائدة لم تسعفه غيرته على الاسلام من بطش العروبة في العراق لانها من الناحية العقدية مقسمة ومتقسمة على ذاتها وتشتد خطورة العروبة عند تمتطي حصان المذهبية فإيران رغم اسلامها وإن طائفي لم يشفع لها من الوصف بالصفوية وبعبادة النار.
الرسالة المحمدية كانت مجالية في علاقتها بالارض -يثرب- بداية حتى تحررت في محيطها الضيق -مكة والمدينة- لتنتقل الى الطائف ومنه الى كامل الحجاز، وما فائدتها إن لم تستوعب محيطها الثقافي والمجالي اولا ليكون سند وحصن لها في منظومة مهدومة اخلاقيا قبل الاسلام، بل ان الركيزة كانت انتماء قبلي عشائري يصبو ليس الى الغاء الاخر المماثل ثقافيا بل الى التقويم الاخلاقي في منظومة قيم تعامل لم يكن عنوانها الاول بداية التعبد بل الصدق والاخلاص والمحبة وحسن التعامل ورضى الوالدين، هذه الاخيرة تحيل الى الاسرة وهي اصغر تقسيم بشري فهل ترى فائدة في تخصيصها من الحق بهذه الاهمية ام انها فقط مجرد إضافت وانا اقول حشا ان يقول الله باطلا، إن عشيرة ال المطلب واسرة ال هاشم انتصرت بشرف الانتماء بلا افتخار والشرف فيها يعود الى الانتماء الى تلك الاراضي الطاهرة المحيطة ببيت الله كشرعية اخلاقية دون ان نلبسها لبوس فلسفي لأنه لم يرى النور بعد في تلك الحقبة كما قواه الانتماء الى فضاء القبيلة القرشية، وهنا تحولت قريش القبيلة الى دولة، وهل شرف الانتماء شكل عائق للرسالة المحمدية!!!
يا اخ عزيز الافتخار بالانتماء لمنضومة ابوية او اسرية ليس عيبا بل هو صحي عندما يكون مصدر للإعتزاز وجعله منطق معمم على الاخر فله ايضا كرامة واصل وانتماء وله عائله وابوين يفتخرون كمنظومة قيم بوجودهم الفردي والجماعي، ولا يجب ان يقتصر هذا الانتماء على ال نحن دون الاخر وعلى جزء دون اخر، فسلمان كان فارسيا وقد عاتب الرسول من اهانوه بل اشاد به وبأصوله وليست قريش من رفعت اذان الحق في المسجد النبوي بل عبد حبشي، وقبل كل هذا فقصة قابيل وهابيل درس في هذا المجال وإن يكون الموضع لا يسمح بالاسترسال فيها، سردت كل هذا فقط لأحيط ببعض جوانب السيرة فأتمنى ان لا نعيد صناعة ثورة الزنوج كردة فعل عن غطرسة العباسيين وغيرهم...
اما في العصر الحديث وإبان حكم العثمانيين هل تعلم ان العرب استعملوا ما سموه مناهضة الاقصاء ونصرة العروبة ولغتهم لتفتيتها بإسم الانتماء العربي، وبعدها تفتتوا اوطان وشعوب وقسمو العرب الى مستعربة و عربان وعرب اقحاح واسست من دواخلهم انتماءات قبلية وحتى عائلية اليست ال سعود عائلة طائشة بإسم الاسلام والعروبةط أليس الاسد واجداده من ال بيت الرسول الكريم وامتطو حصان القومية العربية بإدعائها التقدمية مجازا، أليس العراق اقدم حضارة هوجمت ثقافته وهويته بإسم الاسلام، حشا ان يكون الله عاجزا عن جعلنا بلسان واحد او امة واحدة بل سنته وعلمه وقدرته قضت بالتعدد، فبمنطقكم هذا التصنيفي الذي يربط الاسلام بالعروبة تخوصصونه فيها وكأن ابراهيم المسلم بصحيح القول من القرآن الكريم كان عربي وهو الحنيف المسلم، فمن يتناقض مع من؟ هل انتم ام الكتاب المبين؟ نعم الايمان يُربط باللغة العربية لان عماده الصلاة يُتعبد بها كوعاء جاء به كلام الله ولكن الله لم يجعلها شرط في الدعاء وهو من سمع شكاية النمل من جيش سليمان وسمع دعاء يونس من بطن الحوت، لهذا فربط اللغة او نصرتها بالدين فيه مجازفة بكليهما...
وفي العصر الحديث، هل يجيز الحاضر بقوانينه وانظمته الغزو والاستبعاد والاستعباد، فمن كانوا بالامس عبيدا وجواري لا يحكم فيهم منطق الدين في اللباس والحجاب والسترة اصبحو امم منهم موحدون ومنهم ما دون ذلك...
اننا يا اخ عزيز دخلنا منطق الشعوب وتجاوزنا منطق القبيلة والعشيرة والعروبة للمأسسة، الى مستويات القومية الانتماءية /الوطن والوطنية/ التي يحددها القانون فما علينا الا ان نحتكم لمنطق التعدد في وطننا والى الحق وهو بيين. لا يمكن ان يستعبد الامازيغ او غيرهم لان حركة اعتقدت بالقول بأننا عرب، فنحن امازيغ ويكفي ان يعلنها واحد منا لكي تملك شرعية فما بالك بالارض وحقيقتها، هل نحن لا نستحق الحياة ام اننا لسنا بشر ام اننا خُلقنا خارج ارادة الله...
إن منطق الاقصاء ومنطق تعدد الرؤى ليس له شرط مسبق بل شرطه الوحيد احترام الانسان، فإن كنت ستواجه الامازيغ وفقط وانت من سليل حركات تناقض الشر و ممن يقولون بالانتماء الاسلامي فعليك ان تواجه الشياطين اولا لأنهم اصل جفاء وغرور وكفر البشر، فهم المدخل قبل نقاش النوايا، فلتحسموا صراغ الغير ضد الشر غير المرئي قبل ان تناقشوا الواقع المدرك بالعين وبحقيقة وجوده العلمي الثابت...
عمت مساء استاذ عزيز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح