الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة رواية -الست زبيدة- للكاتبة نوال حلاوة

رائد الحواري

2019 / 2 / 6
الادب والفن



مناقشة رواية "الست زبيدة" للكاتبة نوال حلاوة
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق، تم مناقشة رواية"الست زبيدة" للروائية الفلسطينية نوال حلاوة، وقد افتتح الجلسة الروائي محمد عبد الله البيتاوي، قائلاً: كثيرون يكتبون الرواية، لكن القلّة منهم من يتقنها، فالرواية بحاجة إلى لغة وأحداث وشخصيات ومكان وطريقة تقديم، نوال حلاوة من الذين استطاعوا أن يقدموا لنا الرواية بشكل راق ومتميز، فقد استطاعت أن توظف طاقتها الإبداعية في هذه الرواية، ثم فتح باب النقاش فتحدث الأستاذ "محمد شحادة" قائلاً: نحن أمام رواية سيرة ذاتية،قدمت فيها الكاتبة المراحل المفصلية التي مرّت بها، فتحدثت عن الهجرة عام 1948، وقد استطاعت أن تصف لنا المكان بتفاصيله، وأيضًا علاقتها الحميمة به، كما أن الزمان يمكننا أن نحدده من خلال مجرى أحداث الرواية،ونجد شخصيات الرواية تنتمي لشرائح اجتماعية متباينة، وكأنها ترسم لنا صورة واقعية عن المجتمع الفلسطيني، ونجد حضور المرأة بشكل لافت، حتى أنها كانت أقوى من الرجل وأكثر فاعلية وحضورًا منه، وقد استوقفني حضور بحر يافا وزرقته، حتى أنه أخذني إلى عالم جبرا إبراهيم جبرا في رواية "السفينة"، وعالم حنا مينه" في رواياته، فقد أظهرت الكاتبة قدرات استثنائية في رسم الأحداث بتفاصيلها الدقيقة، وقبل الختام أنوه إلى وجود بعض الأخطاء المطبعية في الرواية.
ثم تحدث الشاعر "عمار خليل" قائلا: "ما تزال يافا ملهمة وعابثة بمشاعرنا، نحن المهزومون في تاريخنا، وشبه المهزومين في حاضرنا، ولكنا نكتب من مداد الأمل لمستقبلنا. تحاول حلاوة، الانتصار للمرأة قبل أن تنتصر ليافا، والمرأة ويافا، ازدواجية الأزرق الممتد والمتمرد على كثير من أشكال حياتنا، فكأنها تريد ولا تريد.لعل رواية السيدة زبيدة جمعت باحترافية ما بين عائد إلى حيفا لكنفاني والتغريبة الفلسطينية لوليد سيف، لكنها استقلت بذاتها في سيرة ذاتية، بنفس سردي، دخل في أدق التفاصيل وأصغرها، فكأنها مشهد تمثيلي تنفتح الستارة عليه، ثم تنسدل ويبدأ مشهد جديد بأبعاد وتفاصيل جديدة. لقد اختارت الكاتبة عنوان الست زبيدة، كي تصنع عمقًا تاريخيًا لروايتها، وهذا ذكاءٌ يُحسب للرواية، لكنها كسرت هذا الصفاء بتكرار حيثيات علاقة والدها بها، فبدا والدها المحب لها، كأنه تاجر في حبها، فهو يريدها بالدرجة الأولى لأنها فاتحة خير ووجه تفاؤل لتجارته، ثم تأتي العلاقة الأبوية بينهما، فهو لم يبال بصحتها وتعبها نتيجة لتكرار سفرها معه لعقد صفقاته التجارية. من الجميل أن لا يكشف الكاتب عن الزمن في روايته بطريقة مباشرة، كما فعلت الكاتبة في صفحة21حينما استخدمت لفظ الداية، للاستدلال عن بدء زمان الرواية. لغة الرواية متينة ورصينة سهلة وجميلة، رصعتها الكاتبة ببعض كلمات العامية، وأصوات الحركات الناتجة عن الجماد، وأخرجت من مشاعرها تلك النثريات الشعرية بين طيات النص والسرد، فكانت تبوح بمشاعرها وتنفصل شعوريًا عن عمرها لتقول ما هو يموج في مكامنها الإنسانية. المكان لم يكن في هذه الرواية عابرًا، بل كان هو البطل الحقيقي والمرجعية المقدسة للنص. لدى الكاتبة عقدة ظاهرة في نصها اتجاه المجتمع الذكوري كما أسمته في صفحة134، إن ما تعانيه المرأة في هذا المجتمع قد يتوازى على ما يعانيه الرجل بالتوازي، فأنا من أنصار العدل والذي هو أكبر في المعنى والمبنى من المساواة التي ينادى بها، فعندما تقول الكاتبة في صفحة 89: (ليس هذا فقط الجور الذي يقع على المرأة، شهادتها نصف الرجل كما أنها ترث نصفه حسب الشرع)، فهنا ندرك أن التمرد ليس على الظلم بل على الميراث الديني والحضاري والذي أنصف المرأة بشهادة القاصي والداني، فموضوع الميراث مثلاً، فهل تعلم الكاتبة أن الميراث في الإسلام عبارة عن فلسفة كاملة قائمة بذاتها، فالميراث يتعلق بدرجة القرابة وموقع الجيل الوارث. فالحالة الوحيدة التي يكون فيها للذكر مثل حظ الأنثيين، هي عندما تتساوي درجة القرابة وموقع الجيل الوارث، فالأنثى ترث أكثر أو مثل الرجل أو هي ترث وهو لا يرث في 30 حالة وراثية، وتتساوي معه في أربع حالات، هذا هو العدل يا سادتي الكرام. بعد سقوط يافا، خرجت عائلة الست زبيدة إلى نابلس مسقط رأس والداها، ومن بعد ذلك أصبحت الأحداث في الرواية سريعة متراكمة، فكأن بعضها لم ينضج ولم يأخذ حقه الروائي والتفصيلي، ولعل ذلك يرجع إلى الحالة النفسية التي اختلفت كليًا للكاتبة بعد النزوع واللجوء إلى زوايا الندم والحيرة، فكيف يخرج الناس من ديارهم وكيف يُقتلع البرتقال من جذوره، أسئلة أثارتها الكاتبة وأعادتها للأذهان والواقع، فهل ترك أصحاب الأرض أرضهم ليحافظوا على شرفهم كما قالت؟أم أن الواقع كان أكبر من كل شيء؟ في نابلس كانت الصورة سوداوية قاتمة على الصعيد المكاني والإنساني، فالمكان كان بالنسبة للكاتبة عابرًا يخلو من الجماليات التي عهدتها في يافا، والناس في غالبهم كانوا بعيدين عن إنسانيتهم(كمعلمة التربية الإسلامية، مديرة المدرسة، الشيخ الحنبلي، النساء السمينات، وتجار البشر وغيرهم).لا أحد ينكر أن الخير والشر متلازمان في كل زمان ومكان، ولكن أن يطغى الشر بهذا الكم من الشخوص في هذه الفترة الزمانية من الرواية لم يكن منطقيًا ولا واقعيًا في رأيي. وقعت الكاتبة في بعض التكرار لبعض الجمل، "ساهم جو يافا المعتدل صيفًا وشتاءً" ص36، ثم "وساهم جوها المعتدل صيفًا وشتاء" في ص 37".
وتحدث الأستاذ "سامي مروح" قائلاً: عنوان الرواية يشير إلى علم تاريخي له أثره وحضوره في التاريخ العباسي، "فالست زبيدة" هي زوجة هارون الرشيد، وقد وظّفتها الكاتبة بطريقة جميلة، وكأنها بهذا الإسم أرادت أن تشير إلى مكانتها وحضورها في مجتمعها كما كانت "زبيدة" في عصرها، أما بخصوص بنية الرواية فهي سيرة ذاتيه كتبت بشكل روائي، وأسلوبها يقترب من أسلوب نجيب محفوظ، والفكرة التي تطرحها "تحرر المرأة" فهي تطرح فكرة نزع الحجاب متماثلة مع طرح "هدى شعرواي" في هذا المجال، وتطالب بثقافة دينية عصرية تستوعب متطلبات العصر، وهي نصير المرأة، لهذا قدمت صورة البيت التي تعمل خادمة بينما الطفل يذهب إلى المدرسة، فجمالية الرواية تكمن في تناولها لطقوس النبي روبين والاحتفالية التي كانت تقام، وهناك سؤال جدلي طرحته الكاتبة "ماذا لو استمر الفلسطينيون في البقاء في وطنهم ولم يتركوه؟وهناك خطأ وقعت فيه الكاتبة عندما قالت أن "أخناتون" ملكة وليس ملكا، فالملكات المصرية هن نفر تيتي وكيلوبترا.
ثم تحدثت الأستاذة فاطمة قائله:إن كان من حق الأجيال القادمة أن نورثها أدبًا جميلاً خلاقًا، فمن حقها أيضًا أن تعرف أن لها قضية مقدسة وأرض سُلبت وشعب تهجر حتى لا تبقى قضيتنا مجرد إجراءات وجداول زمنية واتفاقات لا يحترمها إلا الطرف الضعيف.مهما كتب في التغريبة الفلسطينية سنظل بحاجة إلى سماعها وسنبقى ننقب عنها في دواخلنا، فهي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا الذي لن يكون فقط مثارًا للندب والتفجع .في الصفحة الأولى تقدم الكاتبة شكرها وتقديرها للفنان الفلسطيني د.جمال بدوان على إهدائه لوحته (اليافاوية) غلافًا لروايتها(الست زبيدة) وتذكر الكاتبة أن هذه اللوحة حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان الفن لأوروبا الشرقية عام 2014 ودخلت في الموسوعة الفنية العالمية، وأعطيت اسم تحفة،والإهداء لمدينة يافا وإلى روح صديقتها الشاعرة فدوى طوقان .في الصفحة الأخيرة وتحت عنوان المؤلفة في سطور تبرز قوة الكاتبة من السطر الأول "مؤلفة وكاتبة فلسطينية الأب أردنية الأم كندية الإختيار ."لفيكتور هيجو مقولة شهيرة تُثبت قوة وصلابة الكاتبة "الإنسان الذي يرى وطنه أثيرًا على نفسه هو إنسان غفل طري العود، أما الإنسان الذي ينظر إلى أي تربة وكأنها تربة وطنه فهو إنسان قوي..
بين الصفحة الأولى والأخيرة أربعة عشر فصلاً في ثلاثمئة وثمانية وسبعين صفحة من السرد الروائي. الفصل الأول تحملنا عبر صفحاته لمعرفة سبب تسميتها بالست زبيدة فتلج بنا العصر العباسي في عهد هارون الرشيد وزوجته الست زبيدة فنرى عرضًا لحياة الترف والثراء وازدهار الأدب والفن والثقافة في تلك الحقبة من خلال حلم راود والدها ليلة مولدها فكان بمثابة بشارة لقدومها والإسم هدية من رب العالمين.
تتضمن هذه الصفحات بحثًا في معنى الاسم في اللغة العربية وتاريخه .الفصول من الثاني حتى التاسع تمثل وضعية البداية للرواية ونقطة الانطلاق وتعتبر طويلة نسبيًا كبداية من السكون والهدوء .
مولد الست زبيدة وطفولهتا الحالمة الهانئة مراتع اللعب،قصص وحكايات وسرد متصل تجعل القارئ يعيش فيه اللحظة الواحدة أضعافًا من اللحظات.تصور في هذه الفصول مشاهد من حياة والدها وكفاحه ونجاحه،وتستعرض كل مظاهر الحياة الاجتماعية والأسرية بكل تفاصيلها ومظاهر الحياة الاقتصادية والثقافية .
ترسم بالكلمة صور من الطفولة والمناسبات الدينية والمواسم الشعبية فتتحدث عن الشعبونية وليالي رمضان والأعياد وخروف العيد، وزينتها وثوبها،والأغاني الشعبية في ذلك الزمن (ما قبل النكبة)،طقوس وعادات اجتماعية لكل فصول السنة .موسم النبي روبين والربيع الساحر على نهر اليركون،موشحات الفرح والمرح وأهازيج المتعة واللهو،والنكات والأمثال الشعبية...نهاية البداية.
الفصل العاشر..مرحلة الوسط وظهور العنصر المخل في الرواية حيث يبدأ القلق والتوتر والحديث عن وعد بلفور ومساعدة الإنجليز للعصابات الصهيونية للتمكن في فلسطين ومساعدة الانتداب تأمين وصول اليهود وتقويتهم .يزداد التوتر بالهجوم على يافا والمواجهات بين الأهالي وعصابات الهاجانا الصهيونية،ويصل التوتر ذروته بانضمام والد الست زبيدة إلى مقاتلي النجادة للدفاع عن يافا، تتعقد الأمور بقرار الرحيل وتبدأ الكاتبة بحشد جيوش الألم والمعاناة في سطور من البوح تفوح منها رائحة النكبة طازجة كأنها خرجت للتو من فرن المأساة: "كانت أمي تغمض عيوننا بأيدينا من منظر رأس مقطوع والدم ينزف على الأرض، كنا نرتجف من الرعب من منظر الدم ولم تتوقف دموع أمي طوال الرحلة التي لا أدري كم طالت ص180 .تتابع فصول ما بعد النكبة في رحلة الشتات والتهجير ويصل خبر استشهاد والد الست زبيدة إلى العائلة أثناء نقله لمتاعه وأمواله من يافا المنكوبة إلى مدينة نابلس مسقط رأس الأب وحيث أقاربه، يتبين لاحقًا أن والد الست زبيدة لا زال على قيد الحياه ويعود إلى عائلته يروي لهم ما رآه من جرائم الصهيونية وتخاذل عربي في الدفاع عن مدينة يافا ص188 .يتغير الزمان والمكان تقسم البلاد ص195، وتتبدل الهوية ويصبح الفلسطيني لاجئًا ص203، فقد أرضه ومصدر رزقه ينتظر كرت التموين ص207، خراب طال الحياة الاجتماعية والاقتصادية تعرضه الكاتبة باستفاضة كما استفاضت بالنعيم المفقود في الفصول الأولى.
يصل القارئ إلى النهاية حيث لا نهاية إلا فيض من الذكريات وترتيبها ولملمة الشمل حيث يذوب الفلسطيني ويندمج محتفظًا بذاكرته ومكانه وإن ابتعد عنه .تبقى يافا حلمًا بعيدًا تُرسل له الكاتبة الرسائل أينما كانت على شواطئ المتوسط ..تسعى لتعود إلى يافا في رحلة عمل تسترجع ذكرياتها وطفولتها تقطف ثمار شوق سنوات البعد والحرمان ص355.تثبت أن شعارها (إن لله عبادًا إذا أرادوا أراد) صحيحًا عندما نُفذت وصية الدكتور"أبو لغد" وحقق حلم عودته وانتصر على الغرباء بدفنه فوق أجداده في يافا.وتقف في الصفحة الأخيرة على أبواب يافا تنتظر حلم العودة من جديد .
الفكرة الروائية: في هذه الفصول تدخلنا بعمق في المجتمع الفلسطيني فتعتبر بحثًا اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا ومرجعًا تاريخيًا يقف في وجه طمس الحقائق وتغييرها، والكاتبة في هذه الرواية تُظهر أنها تملك فكرًا متحررًا يرفض الاستبداد الغاشم في كل أشكاله، نلمس هذا متجسدًا في حديثها عن المرأة في الرواية، فذكرت الظلم الذي يحيق بالمرأة وكيف أنها تبقى أسيرة عادات وتقاليد جائرة تمنعها من الاستمرار في حياتها تلغي لأجلها عمرها وشبابها مقابل الحب والإحترام "لقد حُكم على جداتنا بالعجز وبألوان ملابس داكنة وحرّم عليّهن أو حرّمن على أنفسهن وضع أحمر الشفاه والزواق" ص83 .وفي حكاية عمتها الحزينة ص85حيث فقدت ابنها الوحيد ليتزوج زوجها بعد ذلك لإنجاب صبي "من خلف بنتًا لا يعني أنه خلّف ذرية لأن الولد هو استمرار لاسم العائلة أما البنت فلا لأنها تتزوج من رجل أجنبي عن العائلة، ليس هذا فقط الجور الذي يقع على المرأة،شهادتها نصف الرجل كما أنها ترث نصفه حسب الشرع" ص89.تحدثت عن عيب المطالبة بالإرث، وعن التفرقة بين الرجل والمرأة فقد مُنعت من الدخول إلى أبيها وهو يحتضر ومُنعت من حضور مراسم دفنه كونها عادة وليس فرضًا فرضه الله علينا ص 345.تظهر ضمنيًا الظلم الذي طال أمها وهي التي أفنت عمرها في الإنجاب وتربية الأبناء ورعاية الزوج فتكافَأ بزواج زوجها من أخرى تنافسها بإنجاب عددًا من الأولاد تتساوى بها مع أمها ص344 .أمها كانت قد انتزعت طفلة من بين أقرانها وتحرم من اللعب معهم لأنه سيتم كتب كتابها على عريسها ص313.وكل هذا لأن منذ ولادتها قرأوا فاتحتها على ابن عمها، فقد كانت هذه العادة بمثابة ميثاق يتيح لابن العم إيقاف زواجها لأي شخص آخر ص314.
العيب فقط ثقافة تطبق على الفتيات، فقد مُنعت الست زبيدة من اللعب وتسلق الأشجار وركوب الدراجة مع إخوتها حفاظًا على غشاء بكارتها، ص247.غياب التربية الجنسية والعاطفية من مجتمعاتنا العربية وعدم مناقشة الفتاة في هذه الأمور وتزويدها بالمعلومات وذلك بدافع الخجل من قبل الأم وانشغالها بالإنجاب والتربية فتلجأ الفتاة إلى صديقاتها وكتبها وتعيش في أحلامها بمعزل عن واقعها الذي يحرم عليها الحب .
وبالرغم من ظلم المجتمع للمرأة فإنها تبقى قوية،فهي من تعرف الأشياء وتقرر الحقائق وتميز القيم وتحدد ما تحتاجه عائلتها وتجعل من وجهة نظرها أمرًا وجب تنفيذه ووجب أن يطاع في شأن حياة أسرتها وفي الأزمات.يتمثل هذا واضحًا في حديث والد الست زبيدة عن أمه بعد وفاة أبيه إبان الحكم العثماني(السّفر برلّك ( يكمل أبي:ولكن أمي أجابتني بقسوة: لا أريد أن أرى دموعك مرة أخرى.. لا وقت للدموع ولا وقت للحزن في رقبتي ورقبتك أمانة تركها لنا أبوك الذي استشهد ظلمًا وبهتانًا، ص151.
هنا المرأة المناضلة المكافحة لأجل عائلتها فتصنع بيدها كل ما يلزم من طعام وشراب،خياطة وتطريز تزرعوتحصد لكل المواسم تدير شأن يومهم وشأن العمر .كانت المرأة تصون العادات والتقاليد وتوثق صلتها وصلة عائلتها بالمجتمع والأقارب وتبسط حمايتها ورعايتها، تشارك المرأة في العمل النضالي ضد الاحتلال قصة جارتهم أخت صديقة الست زبيدة رمزية وتوزيعها لمنشورات ضد الاحتلال ص220.
توجهت المرأة للتعليم وأسست الجمعيات والمراكز النسوية.
لغة الرواية :هي اللغة الفصحى سهلة وواضحة وقد طعمت بالأبيات الشعرية حيث العاطفة الانفعالية وحيث يعبر الشعر عما يعجز عنه السرد. معجم المفردات تم إدراجه في المتن عبر الهامش.تضمنت الرواية أمثلة شعبية وأغاني شعبية وأناشيد تلائم المناسبات .تعرضت الكاتبة للأساطير والخرافات التي كانت سائدة في المجتمع الفلسطيني .
شخصيات الرواية :تراوحت الشخصيات في الرواية بين شخصيات هامة عميقة وفعالة معقدة كشخصية والد الست زبيدة، وشخصيات مستقرة فلا نشعر بتطور أو تناقض في صفاتها وأفعالها كشخصية والدة الست زبيدة وزوجها لاحقا، وكان هناك شخصيات سطحية أقل أهمية بسيطة لا يشكل سلوكها أي مفاجأة للقارئ كما في الفصل الخامس (أقاربي) ونلاحظ أن الكاتبة بقيت تضيف شخصيات على طول امتداد السرد مما أعطى حيوية للحكايتها وتجديدًا مستمرًا .تهيمن الراوية الست زبيدة على الرواية من العنوان وحتى الخاتمة وتذوب في نصها السردي (نوال حلاوة) فينسى القارئ المؤلف حيث يختفي في الأنا والضمير المتكلم الذي تسرد به الست زبيدة .
تلك الراوية تنقسم إلى شخصيتين التي تعرف الأحداث وتقف عليها والتي لا تعرف إلا ما يسمح لها عمرها وخبرتها الصغيرة .تتدخل الأنا الراوية بكثرة في الرواية وتقطع السرد وتنقلنا من زمن القصة في الماضي إلى زمن السرد لنسمع صوتها(انقرضت هذه العادة الحكائية الشيقة المتوارثة التي كانت تهيم بنا في عوالم ساحرة تضيئ خيالاتنا وتثري مفرداتنا اللغوية وحلت محلها قصص الأطفال المترجمة والتلفزيون والآي باد وأفلام ميكي ماوس وغيرها المدبلجة العربية، أصبحت كلها رفيقة أطفال الآي باد الذي ينام في حضن بعضهم. ص122، ص 158(بعد ذلك أكتب لكم الحكاية من جديد تصلكم مقروءة من نبض حياتي وتجربتي وآهاتي التي اقضيها مع حاسوبي..) يضيف تدخل الراوي في القصة واقعية تكاد تقطع انسجام القارئ،في مثل هذه المقاطع يأخذ السرد طابع حديث تتبادله الراوية مع القارئ.(أليست الأمومة ورحيقها الشافي هي الأقدس في العلاقات والمشاعر الإنسانية والوجدنية على الإطلاق..) ص305، تتقاسم الراوية هنا تساؤلاتها مع القارئ تاركة القارئ للتفكير.. تشارك الراوية القارئ لحظات من كتابتها وتدوينها لمذكراتها وذلك حين تتملكها مشاعر أقوى من قدرتها على التعبير،تخونها الذاكرة وتهرب الحكاية فتتوقف عن الكتابة، تتابع نشاط يومها حتى تسترد ما ضاع منها وتعود لشاشتها بطاقة متجددة متأججة تلهث وراء الكلمة تستجديها التمهل لترتيب ذاكرتها ص251وص252وص 253.
لم تكن رواية الست زبيدة مثارًا للندب والتفجع بقدر ما كانت رؤية حادة للماضي وأمل المغترب في العودة لدياره وتشبثه بذكرياته، وبما أنها سيرة ذاتية فقد أعادت الكاتبة صياغة نفسها بما هو موجود في ذاكرتها.
ثم تحدث رائد الحواري قائلا: "دائما للأنثى لغة تتميز فيها عن لغة الذكر، فالنعومة والبياض هي سمة عامة في الأعمال الأدبية النسائية، حتى لو تناولت أحداث قاسية أو مؤلمة، وهذا ما يجعلنا نحن القرّاء ننحاز إلى قضايا المرأة، فالطريقة التي تتناول فيها مشاكلها، إن كانت شخصية أم اجتماعية أم وطنية، من خلال اللغة الأدبية، تجعلنا نكون معها فيما تطرحه، في هذه السيرة الروائية نجد هموم المرأة الشرقية وما تعانيه، ونجد هموم المرأة الفلسطينية التي انتُزعت من وطنها وأُجبرت غصبًا وقهرًا على اللجوء والعيش في حالات وظروف غير إنسانية.
اسم الرواية: الرواية مميزة بهذه العناصر، اللغة والجمع بين القضايا الشخصية والوطنية والقومية، وتقديمها بعمل أدبي، تبدأ الساردة بالحديث عن اسم روايتها "الست زبيدة"، وذلك يعود إلى حلم جاء أبيها:لأن هارون الرشيد دعا أهل بغداد أن يشاركوه فرحه الليلة.إنها ليلة زفافه على ابنة عمه التي أحبها وأحبته وتمناها زوجًا..إن هارون الرشيد يقول لك: إنك سترزق الليلة بطفلة جميلة، ويريد منك أن تطلق عليها اسم حبيبته التي ستزف إليه الليلة (الست زبيدة) ص 17 و19، بهذا الشكل جعلتنا الساردة نهيم في عالم من الخيال وهذا ما أضفى على الحدث، اختيار الاسم، لمس جمالية.
وغير "الست زبيدة" لن نجد أي اسم آخر، وهذا يشير إلى أنها مركز الأحداث في الرواية، وما بقية الشخصيات إلا كواكب تدور حول المركز، كما أن عدم تسميه أية شخصية أخرى حرر الرواية من أن ننسبها/نلصقها بشخص معين، وهذا يعتبر ذكاء من الساردة التي قدمت "سيرة روائية" دون أن يتمكن القارئ من معرفة الشخصيات الحقيقية في حياة "الست زبيدة".
إلكترا وأوديب: إذن الأب هو من منح "الست زبيدة" هذا الاسم وهذه الأحداث، من هنا تعطيه الساردة مكانة من أحداث الرواية وتخصّه بصفات الأب المثالي، فهو كان يصر على أخذها معه في تجارته لأنها فال خير عليه: "(الست زبيدة) فالي الحسن، ولا غنى لي عنها في صفقاتي التجارية..ولكنه عاد غاضبًا من أمي لأنه لم يفز بصفقته التجارية، وعلل ذلك بأنني لم أكن معه، كان مؤمنًا إيمانًا راسخًا بأنني أجلب له الحظ" ص27، اللغة لغة أنثى حقيقية، وإذا ما توقفنا عند هذا المشهد يمكننا أن نأخذ شاهدًا حيًا على عقدة أوديب وعقدة إلكترا التي تحدث عنها فرويد في تحليلاته النفسية، فالأب يميل إلى ابنته، ونجد البنت، من خلال سردها لهذا الحدث، ميلها إلى أبيها.
لكن الأمر لم يتوقف هنا، فنجد الأب يرفض تُخطب ابنته إلى أمير "قالت لي أمي فيما بعد:أبوك جاء ذاك اليوم يرتجف مرعوبًا خوفًا من أن تجبره زوجة الأمير الحاكم على قبول طلبها" ص265، من هنا يمكننا القول أن الساردة كانت حاضرة في الرواية بصفتها كأنثى حقيقية، وليس كأنثى متخيله، لهذا نجدها من خلال عملية السارد، حاضرة بوعيها وبعقلها الباطن أيضًا.
الأب:الأب الفلسطيني له إيجابيات وفيه سلبيات، فهو أولاً وأخيرًا إنسان وليس نبي أو إله، تقدم لنا (الست زبيدة) أبيها بمواقف متعددة، منها ما يعكس مواقفه الوطنية الإيجابية، فعندما كان يعمل في البوليس الإنجليزي وطلبت منه زوجة الضابط أن يأت بلحم، فجاءها بلحم ضأن، فقالت: "هذا ليس لحمًا، هذه زبالة" ص33، مما جعله يترك الخدمة في البوليس الإنجليزي "ويفتح محلاً لبيع لحم الضأن البلدي فقط، نكاية وانتقامًا من غطرسة زوجة الضابط" ص34.
والأب كأي فلسطيني تعرض للطرد من وطنه مُكرهًا، فكان يُعبر عن هذا الغضب من خلال علاقته بأهل بيته: "كان يفور بسرعة ويهدأ بسرعة، يصالح مع من أغضبه من أولاده إذا قسا عليهم، لا أدري كيف تجتمع الطيبة والحنان والحب مع العصبية التي غدت بعد النكبة والنكسة والهجرة إلى قسوة مخيفة، لدرجة أنه كان أحيانًا يعاقب الصبيان بربطهم حول عمود الديوان حتى يعود من عمله" ص62، الأب الفلسطيني الذي فقد وطنه وبيته ورزقه وذكرياته وحياته، انعكست هذه المفقودات على علاقته مع أسرته، بحيث فقد حالة مراجعة الذات التي كان يقوم بها وهو في وطنه، إلى حالة من القسوة الشديدة.أعتقد أن "الست زبيدة" اختصرت لنا وقع الهزيمة في 48 و67 على الفلسطيني بهذا المشهد.
الأم:بما أن الساردة تتحدث عن سيرتها فلا بد أن تكون الأم حاضرة فيها، فهناك أكثر من موقف للأم، فبعد حادثة الغرق التي تعرضت لها "الست زبيدة" في بحر يافا، أصبحت الأم أكثر حرصًا على "زبيدة" بحيث قامت: "تحبسني في البيت" ص49، رغم عدم توافقنا مع فعل الحبس إلاّ أننا يمكننا أن نبرر لها هذا الفعل.
تصف لنا أمها بعد حادثة الخادمة ".. أخذت تعريني وتعري أخي الصغير، وتعبث بجسدينا، ..ورمتني على جسدها العاري" ص62، هذا المشهد تقارنه الساردة بأمها والطريقة التي كانت تستخدمها أثناء الاستحمام: "أمي لم تظهر أمامنا عارية أبدًا، وكانت تحممنا وتدعك أجسادنا بالليفة والصابون النابلسي، تلبس ثوبًا خاصًا للحمام دون أكمام" ص63، إذن الأم تظهر بمظهر العفة والاحترام، حتى وهي في بيتها.
"الست زبيدة":هناك فروق في المجتمع الشرقي بين الأنثى والذكر، فالذكر هو السيد بينما الأنثى أقل منه مكانة، وهذا الأمر انعكس على أفكار الساردة، وجعلها تتخذ موقف الرافض لهذه التفرقة، نجد مظاهر التفرقة في: "..بأن أخاها الصبي يستطيع أن يفعل ما يشاء فلا يُعاقَب، أما البنت فتعيش حياتها محدودة في تحركاتها، وهي مراقَبة باستمرار، ..لأنني لمست وعشت تمييزًا غير منصف، انتفضَت مشاعري وجعلتني أتمنى لو ولدت ذكرًا" ص49، إذن هناك عقدة عند الساردة من وكونها أنثى في مجتمع ذكوري، وهذا ما سنجده واضحًا أثناء سردها للأحداث.
تحدثنا عن علاقة أبيها مع أمها فتقول: "كانت لا تستطيع قص شعرها إذا رغبت لأن أبي كان يحب الشعر الطويل.. شعرت بظلم أبي لأمي منذ نعومة أظافري..وأنا أراه يتحكم بلبسها وشعرها، وبكل ما هو خاص بها، وكأنها أصبحت ملكًا له" ص70، هذا المشهد سنجد له تبعيات أخرى، فتناولها للعديد من مشاهد اضطهاد الأنثى في المجتمع الفلسطيني يشير إلى أنها غير راضية عن علاقة المجتمع بالأنثى، تقدم لنا واقع الأنثى في المجتمع الفلسطيني بعد هزيمة 48 بهذا الشكل: "أما الأولاد فكانوا يذهبون إلى مدارس الأونروا لتعليم اللاجئين في الصباح، الولد يتعلم والبنت تخدم في البيوت" ص201، من هنا تجدنا ننحاز إلى قضايا المرأة لأنها صادرة من امرأة، ولأنها صادقة في مشاعرها، ولأنها قضايا عادلة.
وتخبرنا عن مشاعرها بعد أن هاجرت من يافا إلى نابلس فتقول: "لقد فرضوا علي، أعني أهلي ومجتمعي الجديد، شعرت بأن البراءة والبساطة والحرية التي كنت أنعم بها في يافا سحبوا من حياتي شيئًا فشيئًا" ص248، ما يُحسب لهذا الطرح أنه جمع بين الهم الشخصي/الاجتماعي والهم الوطني، فسقوط فلسطين عام 48 بيد الاحتلال خلق معاناة شخصية للأفراد كما خلق معاناة وطنية، وأعتقد أن طرح الهموم الشخصية بهذا الشكل ينم عن ذكاء الساردة وتألقها في تناول قضايا وطنية من خلال هموم شخصية.
أما إذا (تجاوزت) البنت (حدودها)، وخرجت عن المألوف والعادات فستتعرض للقمع، تخبرنا عن طريقة تعامل أخوها عندما وصلتها رسالة من أحد المعجبين بكتابتها من المصريين: "سحب الرسالة الزرقاء وما بدأت أكتبه على ورقتي من تحت يدي بقسوة، وخرج بعد أن صفع باب غرفتي بضربة قوية تدل على انفعاله الشديد" ص260، بهذا الشكل تعامل الفتاة، فهي لم تقترف جريمة، لكن (الغيتو) المفروض عليها من الأهل والمجتمع، يجعلها تحاسَب على أي حركة تقوم بها، فالرسالة جاءت على بريد المدرسة، بمعنى أنها فُتحت من قبل المديرة وتأكدت أنها رسالة عادية جدًا، ومع هذا يُحظر على البنت أن تكتب.
وعندما تنضج "الست زبيدة" وتأتيها العادة لأول مرة، وهي لا تعلم شيئًا عنها أو عن طريقة مواجهتها، تأخذ في الحك، لكن أمها تعنفها بهذا القول: ".. يجب ألا تقتربي من غشاء البكارة حتى لا تتسببي في فض بكارتك، وتسببي لنا فضيحة.. لم أنسى حتى الآن مشهد رعب أمي من احتمال فقداني لعذريتي بسبب الهرش، مما سبب لي عقدة رافقتني لسنوات، وشعرت بالعار" ص270 و272، تكشف لنا الساردة حالة الحصار التي تتعرض لها الأنثى في المجتمع، فغشاء البكارة مقدس، ولا يجوز لمسه إلا من قبل صاحب الحق، وإذا ما انشق لسبب أو لآخر، فإنها ستدفع حياتها كاملة مقابل هذا الخطأ، فهل هذه الطريقة من التفكير سليمة، أم أنها بحاجة إلى إعادة النظر فيها؟.
وبعد أن تتزوج، تجد نفسها أميّة في الجنس، لا تفقه شيئًا فيه ومنه، تتحدث بجرأة ووضوح عن ليلة الدخلة فتقول: "يجب تعلم العملية الجنسية بكل جوانبها، كيف تتم وأهميتها للطرفين، وأنها ليست إشباع رغبة الرجل فقط، بل وبالأهمية نفسها هي إشباع للمرأة أيضًا، ..أكتب هذا لأن أموري لم تسير على ما يرام، ففي بداية اتحاد الأجساد ضل العضو طريقه وأصابني نزيف" ص290، بهذا الصوت القوي والصريح والمتمرد تحدثت "الست زبيدة" عن دخلتها، فهي لا تريد لأي فتاة أن تتعرض لما تعرضت له، من هنا يجب نشر وتعلم الثقافة الجنسية التي تُعد من المحظورات والممنوعات في المجتمع.
أما عن أمها وكيف تم تزويجها فتقول: "كانت طفلة تلعب في الحارة ولم تُكمل ربيعها الثالث عشر، وطلبت منها أمها أن تتوقف عن اللعب بالشارع مع صديقاتها بعد اليوم، لأنه سيتم كتب كتابها غدًا على عريسها الذي ستصبح في كنفه منذ الغد" ص312 و313، فهنا الحديث يدور عن جريمة، رغم أنها أخذت الصفة الشرعية والقانونية، فهل يتقبل جسم طفلة العملية الجنسية؟، وإذا ما رجعنا إلى ما قالته "الست زبيدة" عن نفسها، وهي التي تزوجت بعد الثامنة عشر من العمر، والتي لم تعرف شيئًا عن الزواج، يمكننا أن نعرف حجم المشكلة/الجريمة التي تعرضت لها أمها ذات الثلاثة عشر عامًا.
وتقدم لنا مشهد آخر من مشاهد القمع والحرمان التي تتعرض لها المرأة، فتخبرنا عن موت الأب وطريقة تعامل الأخوة معها: "لماذا أخوتي فقط مع أبي، وأنا وكل النسوة حُرمن من ذلك، لماذا حرموني من الإمساك بيده التي مدها إلي مستغيثًا؟.. طبعًا دُفن أبي دون أن أحضر مراسم دفنه لأنه محرم علينا كنساء أن نحضر مراسم الدفن، هذا ظلم العادات وليس فرضًا فرضه الله علينا" ص343 و345، قد تبدو هذه المطالب عادية، لكنها في الجوهر تمثل حالة الخروج على العادة والتقليد، بمعنى أنها تشكل بداية التقدم إلى الأمام بقضايا المرأة، فما المانع من أن تكون المرأة بجانب قريبها الذي يحتضر، وما هي موانع مشاركتها في الجنازة كما يشارك الذكور؟.
"الرواية منن منشورات مداد للنشر والتوزيع، دولة الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الثانية 2018"
وقد تقرر أن تكون الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 16/2/2019 لمناقشة مختارات شعرية للشاعر اللبناني شوقي بزيغ" وهي من منشورات وزارة الثقافية الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا