الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول تاريخ بناء جسر مدينة عفرين

جوتيار بوتاني

2019 / 2 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



جاء في كتاب {{ نهر الذهب في تاريخ حلب}} من تأليف
الشيخ والعلامة الحلبي كامل الغزي ( 1853-1933) الجزء الاول صفحة 28-29 مايلي :

أن نهر عفرين قد يتسع في أيام الشتاء أتساعا عظيما حتى يعسر المرور منه مع أنه قد يجف في أيام الصيف أو يقارب الجفاف وفي سنة 1300ه‍ (1882م) أنعقد عليه قرب قرية الزيادية ( حي من أحياء مدينة عفرين حاليا ) في ناحية الجومة ( كانت ناحية تابعة لكلس في حقبة العثمانية ) من أعمال كلس جسر حجري عظيم ،غاية في الاتقان والزخرفة،وحين أنتهاء عمله أو لم مجلس البلدي عنده وليمة حافلة إليها جميع وجهاء الولاية ( يقصد ولاية حلب العثمانية ) من أمراء الحكومة والعسكريين والعلماء والأعيان وصار يوما مشهودا بغلت نفقته أربعمائة وثمانيين ذهبا عثمانيا أخذت من صندوق بلدية حلب وكليس وأنطاكية وأسكندرونة ثم أن هذا الجسر لم يلبث الا ريثما أتى عليه الشتاء وهطلت السماء بالسيول الجارفة وتدفقت على عفرين ظهور الجبال وبطون الاودية وساقت إليه ألوفا من الأخشاب والأشجار الجبلية
فما كان إلا أن تعاظم هذا النهر وطغى وحمل على الجسر حملة شديدة دكت منه قنطرتين وساقت أحجارها الى مكان بعيد فأصبح كأن لم يغن بالأمر ، ولما كان وجوده مما لا بدّ منه لأنه معبر طريق المركبات الذي تم أيضا في السنة المذكورة فقد قضت الحال بأعادته ولضيق الصندوق البلدي عما يعيده حجرا أعيد من الخشب فأستحضرت الاخشاب العظيمة و ربطت ببعضها بالحديد ونصبت كالباب العظيم على أطراف القنطرتين الباقيتين و رجع الانتقاع به كما كان غير أنه لم يلبث ايضا أن أتى عليه الصيف وعلقت به النار ولم يجتمع الناس لأطفائه الا وقد أستحال رمادا كأن لم يكن ، ثم بعد مدة أعيد خشبا على الصفة المذكورة وقد مسحت هذا الجسر بقدمي فبلغ طوله 259قدما وعرضه 32 وقرأت ما نقش على حجرة في شمالي رأسه الغربي ما صورته «أنشىء هذا الجسر المتين في عهد خلافة سلطان السلاطين الخليفة الاعظم صاحب الشوكة السلطان الغازي عبدالحميد خان الثاني وكان أنشاؤه ثمرة الهمة التي بذلها حضرة جميل باشا والي ولاية حلب وأثر مهارة رئيس مهندسي الولاية قسطنطين مادر يديس أفندي ، وضع أساسه بحضور حضرة الوالي المشار إليه في اليوم الثاني من عيد الاضحى سنة 1298هجرية وتم أنشاؤه في ظرف سنة واحدة وصادف فتحه كذالك في اليوم الثاني من عيد الاضحى سنة 1299 بحضور الوالي المشار إليه ودعى أسمه جسر سلطان عبدالحميد وبلغت نفقة تعميره أربعة ألاف و أربعماية وثمانية عشرة ذهبا عثمانيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن