الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض من تاريخنا الحديث الشيخ يوسف جرار !

سليم نزال

2019 / 2 / 8
القضية الفلسطينية




فكرت امس بالتاريخ و انا اقرا عن الشهيد ابن الشهيد احمد جرار.ذهب بفكرى الى العام 1799 عندما دخلت قوات نابليون بونابرت من سيناء نحو فلسطين.
كان نابليون ضابطا لا ينقصة الدهاء .نجح بالافلات من مراقبة الاميرال الانكليزى ويلسن و وصل مصر .هزم المماليك و كان حلمه ان يحتل بلاد الشام .و لعل الحملة الفرنسيية كما صارت تعرف فى التاريخ قدمت نموذجا لنمطين لتداخل التاريخ مع الجغرافيا بين مصر و فلسطين .فمرة كانت تاتى قوات اجنبية الى فلسطين اولا ثم مصر و فى الحالة النابليونية كان العكس .
كان نابليون قد قرا عن الاسكندر المقدونى و غزوة الشرق و حلم ان يكرر ما قام به الاسكندر>
فى غزة فام نابليون باعدام 3 الالاف من الحامية العثمانية التى تم اسرها .كيف يمكن لابن الثورة افرنسية ان يقوم بها العمل الرهيب ؟برر نابليون الامر بانه لم يكن معه طعام كاف لللاسرى !

.و لكنه بين وقت و اخر كان يجد وقتا لكى يكتب رسال غرامية فى منتهى الرقة لحبيبته جوزفين.و كنت لا اصدق كيف يمكن لجنرال ان يكتب هذه الرسائل الرقيقة.تحضرنى الان عبارة للروائى الامريكى مارك توين كل انسان مثل القمر له جوانب سوداء !
لم يكن التقدم سهلا فى فلسطين كما كان يظن .كان نابليون يواجه بمقاومة متفاوتة القوة من قبل اهالى يافا و الساحل التى قتل منها الاف لدى وصوله.وصلت اخبار المذابح الى سائر بلاد فلسطين و منها الى الشيخ يوسف الجرار الذى لم يكن غائبا عن صورة الوضع ..
.كان رجاله يقدمون له تفارير كافيه عن تقدم القوات الفرنسية و كان يجلس فى القلعه و هو يفكر كيف يواجه الغازى الفرنسى . بدا يعد القوة لاجل المقاومة فى مثلث جنين و نابلس وطولكرم و هو نفس المثلث الذى اطلق عليه الانكليز اسم المثلث الخطر فى ثورة العام 1936.

كان الشيح يوسف مقيما فى قلعة صانور التى تم تحصينها لكى تصمد فى وجه الغزاة.فقد كان فيها اماكن لللاختباء و ابار ماء فى حالة الحصار.و لم تسقط القلعة سوى مرة واحدة فى مراحل لاحقة امام زحف الجيش المصرى بقيادة ابراهيم باشا و حليفه اللبنانى الامير بشير الشهابى .
فى هذه الاثناء وصلت قوات نابليون الى حدود مدينة عكا التى كان الوالى العثمانى احمد باشا الجزار
قد حصن اسوارها.

كانت عكا قبل وقت قصير مركزا هاما فى غربى المتوسط .فقد نجح ظاهر العمر فى جعلها عاصمة لحكمه فى ما يمكن تسميته باكبر ثانى حالة تمرد عن العثمانيين منذ ايام الامير فخر الدين الثانى فى القرن السادس عشر الذى اتخذ من دير القمر مركزا لحكمه .
ظن نابليون ان الامر نزهة .لكن الحصار طال .و صمد اهالى مدينة عكا و الطريف انه فى احد المرويات الصهيونية قيل ان مستشار الجزار و كان يهوديا كان احد اسباب الصمود و هو الطبع كلام لا يستحق حتى الرد .
اما الان فقد وضع الصهاينة تمثالا لنابليون فى مدينة عكا شكرا له لانه كان اول ما دعا لاقامة دولة لليهود .
ارسل الجزار قصيدة شعر عبارة عن طلب نجدة من الشيخ يوسف .و هب اهالى مدينة صور و صيدا بارسال قوارب صغيرة تسمى (شختورة ) كانت تتسلل الى ميناء عكا و تحضر اغذية لللاهالى الصامدين مثل التمر المجفف (القطين ) و سواه. .
فى هذا الوقت فيما كان بعض من قوات نابليون تحاصر عكا شن الشيخ يوسف جرار حرب عصابات قد تكون الاولى ف ىالتاريخ الحديث و قد اعترضت مرة على مؤرخ ذكر ان المقاومة الاهلية فى اسبانيا ضد نابليون كانت اول حرب عصابات و قلت ان ما حصل فى جبال نابلس و جنين كانت قبل ان يغزو نابليون اسبانيا.

. فكر الشيح يوسف بطريقة ذكية لاجل توجيه ضربة لقوات نابليون خاصةو انه يعرف ان لا امكانات عسكرية لديه مقابل امكانات نابليون .
فقد كان الشيح يوسف رجل حنكته الايام و لدية خبرات واسعة فى الحرب.كما كان معروفا بالشجاعة و حسن التدبير .فكان ان ربط ديناميت بقطط و اطلقهم بعد اشعال النار فى احراش نابلس الامر الذى ادى لاحراق الغابة و الجيش الفرنسى و هروب القوات الفرنسية حيث صار تعرف جبل نابلس بجبل النار من تلك الواقعه.
و قد بيت فى دراسة قبل اعوام عديدة ان التاريخ العثمانى تجاهل مقاومة الشيخ يوسف مركزا على احمد باشا الجزار لاسباب سياسية لا تخفى على احد .

بعد ستة اسابيع ادرك نابليون فشل مشروع احتلال عكا و ان احلام تكرار فتوحات الاسكندر لن تنجح .القى بقبعته من وراء الاسوار و رحل . و من هناك امتطى زورقا و عاد به الى فرنسا تاركا نائبه الجنرال كليبر ليواجة مصيره !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر