الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبومازن يطمئن الشبان الإسرائيليين

ناجح شاهين

2019 / 2 / 8
القضية الفلسطينية


أبومازن يطمئن الشبان الإسرائيليين
لا نية لدينا لإغراق إسرائيل بحق العودة وملايين اللاجئين. حاولوا أن تطهروا قلوبكم من الشكوك والهواجس، نحن لا نريد منكم أي شيء فيما يتصل بأرضكم التي انتزعتموها من بين أيدينا في العام 1948. عيشوا فيها بسلام ورغد وهناء وراحة بال.
لكننا نتوقع منكم "ثمناً" لهذا الموقف!
نريد منكم أن تعطونا جزءاً من الضفة نقيم عليها كياناً نسميه فلسطين ويكون مقراً، أو ملاذاً للرأسمالية الفلسطينية؛ نقطة ارتكاز أو ملاذ أخير تلجأ إليه في حال انغلقت في وجهها السبل والمطارات. يمكن أن يكون حلف شمال الأطلسي هو القوة التي تشرف على كياننا المأمول. يعني باختصار القوات الأمريكية. "بعد هيك ما بظل الكو حجة."
هذه هي رسالة رئيس السلطة إلى "الشبان" الإسرائيليين. وهي رسالة قديمة فيما نحسب، ونظن أنها قد استدخلت في جسم منظمة التحرير كلها وليس فتح فقط منذ زمن بعيد.
لقد بدأت منظمة التحرير كلها منذ الخروج من الأردن في التفكير في "السلام" من موقع الضعف.
ولكن هذا السلام يعتمد على "الإقناع."
يعني إقناع "العدو" أننا لم نعد نعده عدواً. وأننا مستعدون لفعل ما يريد، أننا نوافق على شكل التسوية ومحتواها كما يقررها بشكل منفرد، وليس لنا إلا السمع والطاعة.
ولد ذلك الوهم "السلمي" في منظمة التحرير مع تعاظم اليأس الشامل من قدرتنا النضالية على إلحاق هزائم صغيرة تراكمية بالصهيونية أو إلحاق هزيمة نهائية بها على طريقة الثورات الفيتنامية والجزائرية.
ومنذ السبعينيات انطلقت منظمة التحرير تقودها فتح باتجاه إرسال إشارات الحب والتفهم والإقرار بالحقوق المختلفة للدولة العبرية. لكن ذلك كان يتطلب دائماً وعلى نحو متدحرج المزيد من الأيمان المغلظة والأدلة والتنازلات التي تثبت أننا نرغب "حقاً" في المحافظة على الغالية إسرائيل قوية وسعيدة وآمنة.
وقد رافق ذلك المسعى الفلسطيني مواصلة الدولة العبرية لسياسة ابتلاع الأرض الفلسطينية من أجل خلق الشروط الواقعية التي تحمي الدولة العبرية من الأخطار.
"أبومازن" فيما نحسب هو أكثر سياسي فلسطيني أظهر تفهماً لاحتياجات إسرائيل النفسية والأمنية والدينية...الخ
لكننا نتوهم أن مردود ذلك الصافي سيكون المزيد من الهجوم الإسرائيلي الناجم عن استشعار شلل الضحية وعدم قدرتها على استخدام أي سلاح لمقاومة الوقائع التي يفرضها المحتل.
في لحظات معينة عبر شارون ونتانياهو وآخرون عن "خشيتهم" من أن الوعود التي يقدمها أمثال ياسر عرفات ومحمود عباس وأحمد مجدلاني وحتى نايف حواتمة وعبد الرحيم ملوح وصولاً إلى خالد مشعل ...الخ ليست كافية أبداً: لا بد من أن يقوم الشعب الفلسطيني كله أو غالبيته الساحقة بتقديم شارات الحب والمودة قبل علامات الرضوخ والطاعة لدولة إسرائيل و"الشعب" اليهودي في كل مكان، ولكننا لا نستطيع أن نتأكد من نوايا الفلسطينيين مهما فعلنا على الرغم من أن إخضاعهم فرداً فرداً لجهاز كشف الكذب مفيد وضروري، ولكنه لن يكون سبباً لإلزام إسرائيل بالتصديق بأن الكراهية ومشاعر اللاسامية قد اختفت من قلوبهم.
لذلك كله نزعم أن الصهيوينة مهما أبدى رئيس السلطة من نوايا طيبة ستميل إلى تبني القرار بعدم النوم بين القبور والتعرض للأحلام المزعجة: في الزمن الحالي هناك آفاق لا بأس بها لتطهير من تبقى من سكان فلسطين والاستيلاء على ما تبقى من أرض التوراة في جبال يهودا والسامرة.
هكذا يبدو جلياً أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد الذي قد يكون في نهايته بصيص من النور والأمل، أما "التذاكي" الذي مارسه سياسيو منظمة التحرير منذ أربعة عقود على الأقل فقد ثبت أنه طريق مضمون لضياع معقل غرناطة الأخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة