الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقرأ أم أكتب

اياد حسن دايش

2019 / 2 / 8
الادب والفن


أقرأ أم أكتب
في ستينيات القرن الماضي القى الروائي والكاتب الارجنتيني خورخي بورخيس محاضرة في جامعه هارفرد حول علاقة الكاتب بالكتابة والقراءة معاً .متحدث فيها عن تجربة الشخصية بوصفة قارئ تجرأ على الكتابة ، كما يحب ان يطلق على نفسة، ثم كاتب بالدرجة الثانية حيث انه يعد ما قراه أهم بكثير مما كتب ثم علل ذلك (بأن المرء يقرا ما يريد ،لكنه لا يكتب ما يريد وإنما ما يستطيعه ) .
ما معنى أن تكون كاتباً؟ وماهي الصفات التي يجب ان يتحلى بها الكاتب ؟ثمة مجموعه من الصفات النفسية والفنية والجمالية التي يحتاج أن يتمتع بها الكاتب اذا اراد لكتاباته أن تكون جادة ومبدئية ،على العكس من الكتاب الذين لا يهتمون الا بالكتابات السطحية او تسويق كتاباتهم كأي سلعه للسوق. حين سئل الاديب الروسي ليو تولستوي كيف يستطيع الانسان أن يكتب بشكل جيد ؟اجاب بنصيحتين الاولى أن لا يكتب عن موضوع غير شيق بالنسبة اليه،والثانية اذا اراد الكاتب ان يكتب عملا ابداعيا ما ولكن بوسعه الا يكتبه فمن الممكن أن يتخلى عن فكرتة، اي تتملكه الفكرة وفي اي لحظة يستطيع التخلي عنها . يعتبر تولستوي ايضا من دعاة الادب او الفن الهادف الذي يجب ان يعبر عن حاجات المجتمع، اي الكتابة لا تكون من اجل المال او المجد والشهرة، وانما لغرض الكتابة اولا باعتبار الكاتب مصاب بمرض اسمة الكتابة ،ثم التعبير عما يحمله من هموم مجتمعه وشعبه. أما الصحفي والاديب البريطاني جورج اوريل صاحب اشهر روايتين الاولى (1984)ورواية (مزرعة الحيوان ) ذات الرمزية السياسة والروايات الاكثر شهرة عالميا ,كتب في مقالة له عن دوافع الكتابة مجيباً على السؤال لماذا اكتب؟ قائلا :هنالك اربع دوافع للكتابة على الاقل عند كل كاتب في مقدمتها حب الذات الصرف اي الرغبة بان تكون ذكيا ويتم الحديث عنك بعد الموت حيث يعتبر هذا الامر دافع قوي للكتابة، كذلك الحماس الجمالي اي ادراك جمال العالم الخارجي وتقديم هذا البعد الجمالي من خلال الكلمات حيث نادرا ما يفتقد الكاتب الحس الجمالي وتقديمة من خلال الكلمات ،الامر الاخر المهم في نظر أوريل هو الحافز التاريخي اي الرغبة برؤية الاشياء كما هي لاكتشاف الحقائق وحفظها للأجيال القادمة من خلا ممارسة عملية الكتابة رابعا واخيرا يطرح اوريل الهدف الاهم الذي قدمه من خلال كتاباته ،هو عملية دفع العالم في اتجاه معين من اجل تغير افكار الاخرين نحو طبيعة المجتمع الذي ينبغي السعي نحو العدالة والسلام والامن ،حيث ان الرأي الذي يقول ان الفن ينبغي ان ألا يربطه شيء سياسي هو بحد ذاته موقف سياسي . تختلف اراء الادباء والكتاب حول طبيعة الكتابة والمواضيع التي يقدمها الكاتب من خلال اعماله الفنية والادبية ،اذ كان الادب العامل الاقوى في تحريك الشعوب وتنويريها تجاه قضاياها المصيرية. تتملك الكاتب احيانا حالة من الياس والاحباط تمر بها روحه فلا يقدر على الصراخ الا على الورق ليسجل اعتراضاته واحتجاجاته ،تجاه كل الوان الظلم التي يتعرض لها الانسان في اي مكان .الكتابة لون من الوان بناء الذات ،أو تعبير عن الاحتجاج تجاه قسوة الحياة، الا أن الحاجة الى الكتابة تبقى حاجة عميقة انسانية ،والاهم ان الكتابة تحتاج الى قارئ جيد ونهم وهذا ما نفتقده لقارئ نهم وكاتب جمالي .

ومضة :
أكتب حتى أعرف كيف أفكر
جون ديديون

اياد حسن دايش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة