الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصاعد الديون العالمية ،والدول الفقيرة تجابه المزيد من المشاكل

حازم كويي

2019 / 2 / 9
الادارة و الاقتصاد


تصاعد الديون العالمية ،والدول الفقيرة تجابه المزيد من المشاكل

بلغت الديون العالمية أعلى مستوىً لها تأريخياً والتي تثير قلقاً كما جاء في تقرير صندوق النقد الدولي ،ففي عام 2016 وصلت الديون الى حدود 164بليون دولار وهو ما يعادل 225% من قدرات الاقتصاد العالمي ،وأقل من ذلك بنسبة 213% في عام 2009 .
وقد رصد صندوق النقد الدولي في احدث تقاريره رابطاً ديون القطاعين العام والخاص معا.وهناك ارقام لديون أخرى لم يجري التطرق لها منها مثلاً ديون الافراد وديون الشركات .
على المستوى العالمي بلغت تلك الديون 237 بليون دولار لتكون اعلى من نسبة الناتج الاجمالي العالمي والبالغة 318% ،كما اشار اليها البنك الدولي.
وتجدر الاشارة الى ان قياس قدرة تحمل الديون في اوربا قد تم تحديده افتراضياً بنسبة 60% من أداءه الاقتصادي .
وفي كلتا الحالتين فقد ارتفع الدين العالمي في السنوات العشرالاخيرة الى 50 بليون دولار حسب البنك الدولي.
وبدأهذا التصاعد بعد الازمة المالية العالمية عام 2008،متضمنة ديون35 دولة نامية كما تشير لها منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي للفترة ما بين عام 2008 الى 2018( من 25 بليون الى 45 بليون دولار) .
ويَعتبرالاقتصادي مارك شيريتس الى انه( لم يحدث في تاريخ العالم من قبل ان تصل هذه الاحجام العالية لهذا المستوى من حيث القيمة المطلقة )
و لاينطبق ذلك على الديون فقط ،بل على فوائدها ايضا ،كالاداء الاقتصادي ،جدول الرواتب ،الممتلكات التي تجلب معها النمو في حال إن أُستثمرت في التنمية الاجتماعية وفي بناء القاعدة الاقتصادية ،خلق وظائف جديدة ،مجالات الطلب ، التجديد الايكولوجي ، التأهيل الفوري ،ويمكن وصف هذا الدين كحالة من أستدان اليوم كي يقوم بأعادتها في اليوم التالي.
من ناحية اخرى فان أعتماد الدول على الديون يسبب العديد من المشاكل في تقييد صناعة السياسة ووضع برنامج بخطة سياسية تُضفى عليها الشرعية ، حيث تزداد صعوبات التسديد اضافة الى زيادة نسبة التراكم المؤدية الى عدم امكانية تسديد الديون كما يراها صندوق النقد الدولي، الذي يشكل مصدر قلق كبير له.
وتعاني الكثير من الدول من عجز في ميزانيتها نتيجة الاجراءات الشديدة المفاجئة أزاء الشروط التي تواجهها.
ولعدم وجود رافع لحل المشكلة بالتعويض وصعوبة الحصول على الدعم المالي ،يكون بديهياً من خلال القاعدةالعامة المعروفة،أن الموقف المالي الضعيف يؤدي الى تعميق مستمر للكساد .
وتُعبرمستويات الديون عن نفسها في لامساواة العولمة واختلافات فرص تطور الاقتصادات القومية ،وحسب صندوق النقد الدولي بالارقام ،(فأن القطاع العام يلعب دوراًهاماً في زيادةالديون العالمية). في(الاقتصادات المتقدمة) يبلغ المستوى 105%من الناتج المحلي الاجمالي، وحالة كهذه لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية .فمتوسط ديون الاقتصادات الناشئة وإقتصادات الدخل المتوسط تقع في حدود 50% من الناتج المحلي الاجمالي ،والتي جرت ملاحظتها في ازمة الديون عام 1980.
وتعاني الدول ذات الدخل الواطئ من مشاكل كبيرة ،فالديون فيها تتصاعد بسرعة حيث بلغت عام 2017 40% ،واصبح عبأ الفوائد عليها مضاعفاً بالمقارنة الى الضرائب التي تجبيها،و يعني ذلك، أيرادات قليلة قياساً لذلك والتي كان من الممكن استثمارها لصالح المجتمع.
فالديون المرتفعة تكون كابحاً امام التطور فتصبح مجالات مكافحة الفقر ضيقة مؤديةالى صعوبة تسديد فوائد الديون ويكون النقد غير متوفربالقدر الكافي لتزويد وتمويل حالات الاستثمار المهمة والملحة.
والسؤال المطروح ،ما الذي يمكن عمله ضد أزمة الديون ؟ وكيف يمكن اعفاء هؤلاء من ديونهم ؟
في اواسط الخمسينات من القرن الماضي كانت توجد محاولات معروف منها نادي باريس ،تجتمع فيها دول دائنة مهمة بشكل رسمي ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تم اعفاء 400عقد بمبلغ قدره نصف بليون دولار لحوالي 80 بلداً.
والمعروف ان صندوق النقد الدولي له شروط صارمة في مجال الديون والمتحكم في وجوب الايفاء بها مما يعوق تنميتها وتطورها في اصلاحات موجهة نحو السوق ،فشعارها في المقام الاول هو بدء الاقتصاد في العمل كي تزداد العائدات بحيث يتم دفع الخصوم ،اما الاهتمامات الاجتماعية والبيئية فلها عادة مساحة صغيرة !!
فينيست كيورنر
ترجمة : حازم كويي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا


.. كل يوم - د. مدحت العدل: مصر مصنع لاينتهي إنتاجه من المواهب و




.. موجز أخبار السابعة مساءً- اقتصادية قناة السويس تشهد مراسم اف


.. موازنة 2024/25.. تمهد لانطلاقة قوية للاقتصاد المصرى




.. أسعار الذهب اليوم تعاود الانخفاض وعيار 21 يسجل 3110