الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتهاء أزمة التعليم الثانوي في تونس : ما الذي بقى من المحنة ؟

بسام الرياحي

2019 / 2 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


إنتهت اليوم وبصفة رسمية الأزمة التي عرفتها تونس موخرا في قطاع التربية والتعليم بعد مفاوضات عسيرة ومتقلبة بين الطرف الحكومي المتمثل في وزارة التربية والطرف النقابي المتمثل في جامعة التعليم الثانوي، اليوم قررت الهيئة الإدارية القبول بمقترحات الوزارة المعدلة بعد مداولات طويلة حول فحواها أمس بالمقر المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل في العاصمة.ولعل الجميع على وعي بوجود أزمة خانقة خاصة في هذا القطاع منذ سنوات لذلك كانت الساعات والأيام تمضي بصعوبة وبتوتر وإختناق أحيانا جراء تمطط الحل وحرب التصريحات بين الجانبين ولغة من التهديد ومنطق من الوعيد والتشفي من المدرسين، هذه الفئة التي غدت في تونس موضع كل الحلقات في الإعلام وتبعا لذلك في المقاهي وفي الشارع وتحت أسقف المنازل... على خط الأزمة تدخل العديدون والكل أدلى بدلوه في النقاش الذي لم يرتقي حقيقتا لمستوى القطاع أو لمن يمثله، أصبحنا في تونس نعيش روتين يومي من الإساءة الشذب والإهانة من قبيل "خذيتو أولادنا رهينة" بمعنى إتخاذ التلاميذ رهائن "لبروف يضرب في العطل وراقد وإيحب الزيادة" بمعنى يريدون زيادات ليست من حقهم " الدولة باركة وهوما إيحبو ايبركوها" بمعنى المدرسين لهم سلوك الإرتزاق ونهب الدولة "لبروفات ايقرو في الإيتيد وياخذو في الفلوس منا والقراية حابسة" يعنى يقدم الأساتذة دروس دعم وينهبون الأسر التونسية...عديدة هي الشعارات التي كان جلها يمس كرامة المربي ويجرح صورته ويبخس مجهوداته التربوية والبيداغوجية والسلوكية، ورغم ذلك لم نسجل تقريبا أي تجاوزات من المربين داخل الفضاءات التربوية ولا خارجها على مثل هذه السلوكات التي كان بعضها مقززا للأسف وفي كل مرحلة من مراحل تطور الأزمة كانت الوزارة تستغل هذا الهيجان للضغط على المربين بمواصلة تقزيم صورتهم ودورهم وتهديدهم ماديا حتى أن رئيس ديوان وزارة التربية هدد بتعليق أجور الأساتذة يعني تجويع جلهم بل كلهم بما أن مرتبات المربين خاضعة للضرائب وإقتطاعات بنكية عالية القيمة .داخل الصف التربوي كان هناك نقاش حول أفق الأزمة حول جدوى الخيارات النقابية إختلفنا وتجادلنا بل وحاولنا حماية المؤسسات التربوية وتأطير التلاميذ في تحركاتهم في وقت كان هناك من يريد الزج بهم في مربع التخريب والتعنيف ومقاطعة الحصص، لكن الأكيد ورغم أن الإتفاق كان أكثر من عادي فإن هؤلاء الأساتذة دائما ما أعطوا المثال في النقاش الحضاري البناء والإختلاف الطبيعي الذي لم ولن يؤدي للتجريح والصدام وهم بذلك يعطون صورة معاكسة عن ما تقوم به بعض مكونات المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب التي يغيب فيها النقاش وتضمر فيها القضايا الجامعة ويحضر منطق الكسب والإحتطاب من الدولة.واليوم وقد زالت المحنة تحية إجلال لكل المدرسات والمدرسين خاصة منهم كبار المهنة وأصحاب الدار وعاشت نضالات قطاعهم والإتحاد العام التونسي للشغل الذي يثبت من جديد أنه محرار الأمن الإجتماعي في تونس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر