الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي هامش مؤتمر- الاخوة الانسانية -

لطيف شاكر

2019 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بتاريخ الرابع من فبراير 2019 انعقد فى دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمرا التقريب والتفاهم بين أصحاب الديانات والمذاهب الدينية فى العالم . وولدت فيه وثيقة تسمى وثيقة (الإخوة الإنسانية ) وقعها (بابا الفاتيكان ) نيابة عن المسيحيين الكاثوليك ، و(شيخ الأزهر ) نيابة عن المسلمين السُنة .ولم يُدعى إليه رؤساء طوائف المسيحية الأخرى ولا اليهودية ولا أئمة المسلمين الآخرين ، ولا أى من أئمة وطوائف ديانات أخرى . والمؤتمر فى ظاهره يدعو لتبنى السلام بين الناس ،ونبذ العنف والقتال وتجريمه لكن مابين السطور معاني يجب ان نتأمل معناها .
و قام شيخ الأزهر بتوجيه الشكر ل (قادة الأديان ) فهل هناك شيء اسمه (قادة أديان ) أو (قائد دين ) ؟؟؟ فهل هناك منصب من الله لشخص ما تحت مُسمى (قائد المسيحية ، أو قائد اليهودية )
هناك انبياء ورسل لتبليغ رسالات الله وليسوا ممثلين لدين الله .فدين الله لليهودية هو (التوراة ) وللمسيحية ( التوراة والإنجيل ) وللإسلام ( القرءان ) . اما قادة الأديان فهى اسماء شيطانية ما أنزل الله بها من سلطان . )
لكن يبدو ان الثقافة الاسلامية قد غطت علي كلمات الشيخ احمد الطيب حيث كانت كل الغزوات الاسلامية لها قيادة وقائد واميروخليفة , اما في المسيحية لايوجد قادة للاديان بل خدام لله وفي ظل خدمتهم لله يكونوا خداما للشعب والحبر الاعظم او قداسة البابا لاتعني بتاتا قائدا بل مدبرا ومتكلما باسمهم .
ووثيقة الإخوة الإنسانية تدعو للسلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية للبشرية جمعاء بديلا من ثقافة الكراهية والظلم والعنف والدماء .. فهل تختلف عن بعض مواثيق حقوق الإنسان العالمية التى تُطالب بها المنظمات الحقوقية حول العالم لا تختلف عنها ، فلماذا يرفضون مواثيق حقوق الإنسان وينعتون دعاتها بالخونة والمُتآمرين على بلادهم ،ويزجون بهم فى غياهب السجون ؟
ينادى شيخ الأزهر بضرورة تدخل العالم لإيقاف الحروب الموجودة خوفا من تحولها إلى حرب عالمية ثالثة وماذا عما يحدث في دول مثل اليمن وسوريا والعراق ..الخ اليس الافضل ان ينصحهم بوقف الاعتداء على اليمن ،وبعدم التدخل فى شئون سوريا والعراق ومصر والسودان وليبيا والصومال ؟؟؟؟
ثم تحدث عن بداية حروب الإرهاب منذ التسعينات وتوسعها في بلاد العالم الغربي , ولم يتحدث عن أسبابها والمسبب لها وكيفية معالجتها
, مع ان القاصي والداني يعلم اسباب هذه الاحداث الارهابية من تعاليم الموروث الاسلامي والتمويل البترودولاري واحيلكم الي ماقاله كل من المستشار احمد عبده ماهر والسيد اسلامي البحيري ود. خالد منتصر واخرين في هذا الشأن ومطالبتهم تصحيح الخطاب الديني الذي يبث الارهاب ومازلت يرفض شيخ الازهر تعديله بكل قوة .
ثم يلوم شيخ الأزهر الإعلام الغربى على تناوله للحوادث الإرهابية التى يقوم بها مسلمون ،ولم يُنصفه فى أنه لم يجد امامه سوى مجرمين مسلمين مُتشددين يقتلون إخوانهم ويُدمرون بلادهم ،ويجدون (دولا – وإفرادا ) يمدونهم بالمال والسلاح ويُدافعون عنهم ،فماذا يفعل الإعلام ، هل يُصفقون لهم ويُقدمون لهم ولتدينهم الورود ويدعونهم إلى وجبات ساخنة على موائد فيها ما لذ وطيب من فاخر الطعام ؟؟؟
وتحدث شيخ الأزهر عن أنه هو وبابا الفاتيكان تسالما أو اتفقا على أن (الأديان السماوية بريئة كل البراءة من الحركات والجماعات المُسلحة التى تسمى بالإرهاب كائنا ما كان دينها أو عقيدتها أو فكرها أو ضحاياها أو الأرض التى تمارس عليها جرائمها . فهؤلاء قتلة وسفاكون دماء ومعتدون على الله ورسالاته . وأن على المسئولين شرقا وغربا فى تعقُب هؤلاء المعتدين والتصدى لهم بكل قوة لحماية ارواح الناس وعقائدهم ودور عبادتهم ) .. جميل جدا ... فما رأى شيخ الازهر فيما قام به الصحابة والتابعين من قبل من نفس الأفعال التى يُندد بها ويشجبها الآن الآن ويستدعى العالم ليقف ضدها ، اليست هى هى نفس جرائم الماضى ،اليست هى جرائم قتل النفس وانتهاك الحرمات والأعراض والاستيلاء على الممتلكات والعجائز والنساء والأطفال وبيعهم عبيدا وجوارى ، أم الأديان فى نظره تُحلل الفحشاء والمنكر والبغى فى زمن ثم تُحرمه وتُجرمه فى زمن آخر ؟؟؟؟؟؟؟

ويؤكد شيخ الأزهر بشكل غير مباشر على ضرورة عودة تدخل الكهنوت الدينى فى حياة الناس فى الغرب لإعادتهم للأخلاق الحميدة أو وكأن دول العالم الإسلامى هم أحسن الناس أخلاقا ، وأهلها ملائكة يمشون على الأرض لأنهم يتبعون كهنوته الدينى فلو عقدنا مقارنة للأخلاق فى بلاد المهجر والغرب وبين بلاد المُسلمين لما تجرأ شيخ الازهر بهذه المقارنة .
والعجب ان شيخ الأزهر عاد للدفاع عن الشيوخ الذين يبررون سفك الدماء والاعتداء على الناس بأن هذا لا يحدث من المشايخ فقط ولكن من الساسة ايضا الذين يقرأون نصوص المواثيق الدولية مغلوطة فيقعون فى حروب مع الغير . ولكنه نسى أو تناسى أن السياسى لا يُحارب (باسم الدين أو باسم الله ) وإنما يُحارب ( تحت منطق المصلحة والدفاع عن بلده ومصالحها بغض النظر عن نظرتنا له وللأسباب التى حارب من أجلها ،المهم انها ليست باسم الدين وباسم الله ونيابة عن الله
وهل بناء صرحين في العاصمة واعتبر شيخ الازهر ان ثمرة الاخوة الانسانية اثمرت في مصر ببناء أكبر مسجد وكنيسة
الإدارية الجديدة ، وهل هذا نهاية المطاف للاخوة الانسانية بين المسيحيين والمسلمين ام بالعمل والتطبيق والممارسة حتي بدون هذه الشكليات التي لم تنصرف علي الكنائس المغلقة او الجاري غلقها .
وحينما يوجه كلمته الي المسيحيين في الشرق ويعتبرهم بموجب الدين الاسلامي اخوة ومواطنون هذا كلام بتاتا من شيخ الازهر, فنحن اصحاب الارض ومواطنون بالارض و بالتاريخ والجغرافية والهوية والوطنية وليس منحة من فضيلته او من الدين الاسلامي ,
المشكلة الكبري في مصر انهم لايقرأون التاريخ الصحيح , وربما عذرهم ان المناهج التعليمة تخلو من ذكر التاريخ المصري والقبطي وهما السبيكة الاساسية للحقبات المتتالية .
يافضلة الشيخ الاقباط اصل مصر وعلي ارض مصر عاشوا ومصر وطن يعيش فيهم والمسيحية قدمت في القرن الاول في حين الغزو الاسلامي جاء في القرن السابع فكيف تمتحهم وطنيتهم حسب الدين !
وفي كلمته للمواطنين المسلمين في الغرب يقول وإن صدر من القوانين ما يفرض عليكم مخالفة شريعتكم فالجأوا إلى الطرق القانونية، فإنها كفيلة برد الحقوق إليكم وحماية حريتكم ..مامعني هذا الكلام الخطير؟ انه يحثهم علي فرض الشريعة في بلاد الغرب وان رفضوا يطالبون بها قانونيا , هذا الكلام يستحق الوقوف امامه كثيرا .
شيخ الأزهر يوصى بوثيقة (الإخوة الإنسانية التى كتبها هو وبابا الفاتيكان ) ويجعل منها دستورا لمبادئ حياة شباب العالم فى الشرق والغرب ويقول لهم علموا ابناءكم هذه الوثيقة فهي امتداد لوثيقة المدينة المنورة، ولموعظة الجبل، وهي حارسة للمشتركات الإنسانية والمبادئ الأخلاقية..
بداية يافضيلة الشيخ ارجو اقرار وثيقة الاخوة الانسانية كمنهج يدرس بالازهر في جميع المعاهد الدينية والعلمية ,ولا تكون الوثيقة مجرد حبر علي ورق ومكانها رفوف الازهر خاصة ان نصوصها تتنافي تماما مع الخطاب الديني الذي ترفض تعديله .
هل يستطيع أي إصلاحي وله سلطة دينية التخلي عن آيات بيّـنات وتعاليم واضحة وفروض قرآنية ملزمة تبعث علي الارهاب وكراهية الاخرين وغلق كنائسهم وسلب اموالهم, وضد وثيقة "الاخوة الانسانية".
واخير يقوب فضيلته :سوف أعمل مع أخي قداسة البابا، فيما تبقى لنا من العمر، ومع كل الرموز الدينية من أجل حماية المجتمعات واستقرارها، فالرجل جعل من كلامه ومن كلام البابا دستورا للناس يمشون ويهتدون به فى حياتهم ، فهل نحن أمام رسالات سماوية جديدة ؟!
لكن الامر الهام ان فضيلته لم يتحدث عن كيفية مكافحة الإرهاب ولا عن تجديد الخطاب الدينى لمكافحة الإرهاب ، ولا عن مقاومة الاستبداد والطغيان والظلم ،ولا عن التوزيع العادل للثروة والسلطة كأساسيات مع تجديد الخطاب الدينى فى مقاومة ومحاربة الإرهاب ،وفى إرساء قواعد السلام واستقرار المجتمعات وجعلها تعيش فى أمن وسلام وحضارة ورفاهية .... فيبدو ان هذه المفردات ليست فى قاموسه او اجندته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق