الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجرم الذي يقدسه الإسلاميون

طارق المهدوي

2019 / 2 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ينبئنا التاريخ أن السلطان المغولي المسلم جلال الدين محمد أكبر حفيد سلطان المغول الأشهر تيمورلنك محمد ترغاي قد حكم الهند على مدى نصف قرن زمني امتد بين سنة 1556 وسنة 1606، نجح خلاله في توسيع دولته لتشمل حدود الهند الجغرافية الحالية إلى جانب باكستان وبنجلاديش وسريلانكا وأفغانستان بالإضافة إلى مساحات كبيرة من أراضي الهند الصينية وآسيا الوسطى، مع السيطرة على الأطماع البرتغالية والهولندية والبريطانية لإبقائها في أضيق نطاق من التجارة التعددية المتبادلة، وأنه خلال فترة حكمه عامل الأغلبية الهندوسية والأقليات الهندية الأخرى المحكومة كمواطنين متقاربين في الحقوق والواجبات مع الأقلية المسلمة الحاكمة، فولاهم بعض المناصب الهامة وأوقف عنهم الجزية وضرائب تأدية شعائرهم الدينية كما وفر لهم الحماية تجاه كل ما من شأنه أسلمتهم بغير رضاهم، مما أغضب منه الإسلاميين الذين حرضوا ابنه نور الدين سليم جهانكير لقتله بالسم وخلافته على رأس السلطنة حتى سنة 1627 فكان أن قام في سنة 1613 بتوقيع المعاهدة التي سمحت لشركة الهند الشرقية كبرى الشركات الاستعمارية البريطانية أن تبدأ عملية اختراق الهند، ليخلفه ابنه شهاب الدين محمد شاه جيهان الذي حاول محاكاة جده جلال الدين أكبر فعاود الإسلاميون تكرار نفس أسلوبهم بتحريض ابنه محمد أورانجزيب عالمكير، الذي انقلب على أبيه سنة 1657 وحبسه في زنزانة تجاور مقبرة أمه تاج محل حتى موته بعد أن كان قد قتل شقيقه الأكبر ولي العهد داراشكوه بتهمة الإلحاد كما قتل أخويه الآخرين مراد وشجاع، ليتولى أورانجزيب السلطنة منفرداً إلى سنة 1707 وهي الفترة التي شهدت اكتمال الاحتلال الاقتصادي والسياسي وابتداء الاحتلال العسكري البريطاني للهند بترحيب من سلطانها الإسلامي، الذي أقام دولة إسلامية مستبدة قائمة على نظام الحسبة فاستعاد سياسة اضطهاد الأغلبية الهندوسية والأقليات الهندية الأخرى كالسيخ والبوذيين والمنبوذين والشيعة وغيرهم، بعزلهم من مناصبهم وإعادة فرض الجزية عليهم وهدم معابدهم ومنع احتفالاتهم بأعيادهم الدينية ومنع الموسيقى والغناء والخمر عليهم رغم كونهم غير مسلمين، والأخطر أنه خاض على مدى النصف قرن زمني من حكمه ثلاثين حرباً عقائدية كبرى لأسلمة غير المسلمين مما أسفر عن مقتل مئات الألوف من الهنود وجيرانهم، الغريب أن الإسلاميين لا يزالون يقدسون هذا المجرم أورانجزيب حتى أن أحد مشايخهم المعاصرين وهو السوري علي الطنطاوي دعا إلى اعتباره سادس الخلفاء الراشدين!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة