الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111419 الحكمة ،والجهلاء، الحمقى و برج بابل

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2019 / 2 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عشتار الفصول:111419
الحكمة ،والجهلاء، الحمقى وبرج بابل
=لماذا من كان يريد الحكمة(الفلسفة) .كان يذهب ويتتلمذ على أيدي فلاسفة ومعلمين ؟!!
=هل يجوز أن يُجري عملية جراحية ،مهما كانت. أحد الجهلاء في قواعد الطب؟!!!
=الفوضى التي تتخبط بها المجتمعات العالمية كافة. ستُنتج نهايات تدميرية قريبة لاتتجاوز ربع قرن .حيث سنرى أول مانرى تغيرات ثقافية ،ودينية، وعمرانية في المجتمعات الغربية خاصة ، وأما المجتمعات المشرقية سيعم فيها الظلم والظلام والتدين على اعتباره المنقذ من الظلام.
=ما الفرق بين أن تسرق وبين أن تُنتج؟!!! لماذا يسرق السارق؟!!!
=لماذا يبقى الجنين تسعة أشهر في رحم أمه، لماذا لايُصبح وهو هناك قائداً ، ومفكرا؟!!!
=هل يجوز أن تتسلق أسوار برج بابل، وأنتَ مجرد أحمق ،لاتملك مقومات، ومعرفة الشواهق؟!!
=عندما يحل الأطفال مكان الرجال ، والحمقى مكان الحكماء، والكبار يتوارون خجلاً وحياء من فوضة عارمة ، عندها يتحول الواقع إلى فوضى يسمونها حق مشروع لكلّ من يُريد إبداء الرأي. فهل النتائج لهذه الحالة ستكون لصالح المجتمعات؟!!
=تدمير المجتمعات البشرية والدول .لايكون بتدميرالبنية التحتية ولا النظام السياسي .بل حين نجيش الجهلاء، والحمقى وندمر القيم والمثل العليا التي توارثناها ونحن لم نمر بمرحلة تكوين منظومة أخلاقية وقيمية لنا لنستبدل الموجود بما اختبرناه وصحة نتائجه ، لهذا التغيير الذي يأتي على شكل حالة سونامية ليس سوى تدميراً لكلّ الإرث الإنساني، وحالة ستقود حتماً المجتمعات إلى التخبط ولن تعود ، ويعود إنسانها كما كان أبدا.
=وأخيراً….ليس هناك مع مايسمونه بحرية ،من مستقبل إلا بعد أن يتم تدمير كلّ شيء وهذا أصلاً هدف الحرية غير المنضبطة وهدف المروجين لها ،فهؤلاء غايتهم تدمير العالم وثقافتهم حتى يتمكنوا من فرض هيمنتهم على العالم.
=كلّ الأشياء تسير من خلال نظام معين تقودها حركة آلية محكمة ٍ ،لا تحيد عن مساراتها .حتى الذرة فهي لاتتحرك إلا في إطار منظومتها، وكذلك المجرات ، والكواكب، والبحار .إن من يروج للفوضى بدعوة واهية ٍ .يمثل أكبر الأعداء لكلّ تنظيم ،وعلمٍ ، وتجربة،ومدرسة ٍ .أجل المريض النفسي عندما يستيقظ ويرى بعضهم تجاوز مرحلة الدراسة فإن ّ هذا المريض يُريد أن يُشكل لنفسه هالة يوهم مريديه بأنه العبقري رغم عدم مروره بمراحل التعليم.وأول مايتسلق ، يتسلق سلالم المبدعين ومن خلالهم يتعرف إلى بعضهم ،ويقوم وينقض على من منحوه حق التعرف عليهم.فهو معقد نفسياً لا بل مريضاً روحيا يُريد أن يحتل كل المكانات وهو مجرد صبي لازال يوهم نفسه أنه سيفعل شيئاً ..الربيع لايكون في القطب الشمالي ، ولا الصحراء تتحول إلى جليد .والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لا تتحقق بالفوضى والهيمنة ولا يُحققها الجهلاء ولو عدنا إلى التاريخ فإن الاسكندر المقدوني (الكبير) تتلمذ على أيدي فلاسفة وحكماء.ومنهم أرسطو.فمنذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره بحث له أبيه عن معلم فكان الفيلسوف أرسطو.أجل الإسكندر لم يكن رجل حرب وفتوحات وغزوات وحسب ،بل كان مثقفاً بكلّ ثقافة أهل زمانه .
وعندما لاتكون على دراية ماهو النسغ الناقص والكامل ، ولا تعرف أنواع الهندسات ولا ثابت لابلانك ولا الثورة التي تعم العالم فأنت مع المعارضات الفوضوية ، التدميرية، التي لا خير في عملها سوى الخراب...
مع العلم ليس من العدل أن نتنكر لمن تَعِبَ على نفسه خلال نصف قرن لو هو أراد أن يقول شيئاً ما كخلاصة لتجربته.رحم الله أستاذنا الجليل ميخائيل لولو عندما كان يُريد أن يُدخل لعقولنا بحث الوراثة.فيعلو صوته (خالي كتاني...من أين كلجبتي هل الولد الأسمر وأنت بيضاء وأبوه أشقر.؟)... أُشهد التاريخ بأن ما يتم في وسائل التواصل وغيرها، مايتم في العالم من فوضى باسم الحرية والديمقراطية، ه سيؤدي إلى تغيرات أول نتائجها هو تغرب الإنسان عن واقعه، وسوف تكثر الأمراض النفسية والعقلية والوجدانية بالإضافة إلى الأمراض الجسمية .
ولنا لقاء بعد الفوضى الخلاقة.
.اسحق قومي.
10/2/2019م
شاعر وأديب وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة