الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب .. أمير جديد للمؤمنين !!

حمدى عبد العزيز

2019 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الرئيس الأمريكي ترامب تحدث للشعب الأمريكي عن أمريكا كدولة للإيمان ، ويبدو أنه يستعد لأن ينصب نفسه أميراً للمؤمنين البروتستانت في العالم !!! ..

، وترامب في تقديري هو نسخة أمريكية من الرئيس السادات الذي كان يحب القرارات التي يغلب عليها طابع تحقيق الدهشة والصدمة ..

ترامب بالأمس في حديثه حول "دولة المؤمنين" أيضاً ذكرني بأحاديث السادات عن دولة "العلم والإيمان" ، و"دولة أخلاق القرية" ، وقوله "أنا رئيس مسلم لبلد مسلم" ومن ثم جاء بالتعديل الدستوري الخاص بالمادة الثانية التي استقرت في الدستور المصري والتي نصت علي أن الإسلام دين "الدولة" وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي "المصدر الرئيسي للتشريع" ، ثم سنه لقانون "العيب" ، وما إلي ذلك ، انتهاءً بالأقتراح الذي أوعز لعديله محمود أبو وافيه بتقديمه إلي مجلس الشعب بإجراء إستفتاء عام يتم فيه اعتبار السادات هو "سادس الخلفاء الراشدين"

،وبالفعل تبنت لجنة الإقتراحات والشكاوي التي كان يرأسه أبو وافيه هذا الإقتراح وتم تقديمه للمجلس ، لكن الإنشغال بتأسيس الحزب الوطني وإبرام معاهدات كامب ديفيد ثم إغتيال السادات في أكتوبر 1981 كل ذلك حال دون تفعيل الإقتراح وإقراره في مجلس الشعب لإجراء الإستفتاء عليه ..

أعتقد أن الموضوع خارج الإيمان الديني تماماً ، فالمسألة في أولها وآخرها ودائماً تتعلق باللعب علي النوازع الدينية وتوظيفها في خلق تيارات شعبوية من المتعصبين دينياً ، وكذلك السذج من الذين يمشون وراء أي موجة شعبوية ، للمساعدة في إضفاء مشروعية أخلاقية لمشاريع سياسية تتعلق بتكريس السلطة (..وهذا غالباً مايحدث في حالة الإستبداد الشرقي) ، أو بخطط إستعمارية لدي المراكز الإستعمارية (.. وهذا مافعله ريجان بإطلاق مسمي "إمبراطورية الشر" علي الإتحاد السوڤيتي في ثمانينيات القرن الماضي توازياً مع أحاديثه حول "إحياء القيم المسيحية" لدي المجتمع الأمريكي ودعمه الأصوليات المسيحية ، كما دعم في نفس الوقت الأصوليات الإسلامية في مواجهة الإتحاد السوڤيتي والتي واكبت إشعال الحرب الأفغانية والتدخل السوڤيتي الذي ساهم إلي حد كبير الإستنزاف العسكري والإقتصادي للإتحاد السوڤيتي ومن ثم كانت العامل الذي يشبه القشة التي قصمت ظهر البعير في التعجيل بانهيار الإتحاد السوڤيتي) ..

لاترامب ، ولا السادات ، ولاريجان ، ولا الألمان الذين شكلوا الفيلق الإسلامي في الجيش النازي بعد تأسيس قسم الشعوب الإسلامية في المخابرات الألمانية (الجستابو) قبل وبعد الحربين العالميتين الأولي والثانية ، كل هؤلاء لم يبتدعوا جديداً ..

هذا أرث قديم ممتد ومتتابع الرايات يذكرنا بما كان يفعله الرحالة الأوربيون (وكانوا في أغلبهم من المتعاونين والمنخرطين في المخابرات البريطانية) عندما كانوا يرسلون إلي الشعوب الأوربية تقاريرهم عن ظهور محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية ، والتي كانوا يصفون فيها محمد بن عبد الوهاب بأنه قائد ثورة إصلاح ديني جديدة تماثل ظهور البروتستانتية في الغرب الأوربي ، وأن عبد الوهاب هو مارتن لوثر كنج العرب ، وعليه يجب دعمه ، وتأييد ومساندة حركته كواجب أخلاقي علي الشعوب الأوربية والشعوب الحرة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال