الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايزيس ومدينة الرياح١

مارينا سوريال

2019 / 2 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لااتذكر متى تركت بيتى ؟ ربما من شهر من عام لم يعد وقتى يحتسب ..رحل البيت مع من عاشوا فيه يوما وصرت بذلك البناء الضيق استمع الى الاصوات تدخل من نوافذى الخشبية الضيقة..اعيش وسط حارتى الجديدة لااحد فيها يعرف ايزيس بل ينادى المعلمة بتلك البناية القديمة اقدم بيوت الحارة ..هنا فى طابقى الثانى اراقب انطفاء الاضواء ليلا وانا من تخاف الظلام ..الليلة الماضية عادت الغارات الى هنا من جديد لكن لم اركض مثل الجميع الى المخبأ ..ايزيس لاتريد البقاء منذ ان اغلق بيت هيدرا الوعد الذى قطعته لم تستطع ان تحققه ..اشتم رائحة البخور مختلطة بالحيوانات المجهدة وصاحبها طيلة اليوم ..تضرر صدرى كثيرا لم اعد افتح نافذتى قدرالمستطاع ..زالت حديقتى كلما عبرت الميدان تطلعت من خلفى الاسوار لبيت جدى وابى وهناك حيث كانت تجلس امى وهنا حيث ولدت وعشت بين حديقتى التى جفت من قله الاهتمام ..لم اصدق انه بعد سنوات سياتى من ضلع هيدرا من ارضا بعيدة لياخذ بيتاويصيرخرابا لم اصدق ان ايزيس تعيش بعيدا عن بيت هيدرا وحيدة قلت ان صاحب الميراث طامع ولكنه اثبت نسبه كان ابن هيدرا التائه من زمن وزوجته عزيزة كان ولد انجب ولدا لم ينسى ان هذا البيت بيته ايضا ..اصبحت القاهرة خانقة تعدت المليون ولكن الفتيات المتعلمات لميزدن بالقدر الكافى لكل هؤلاء ..رحل من رحل وعدت لمدرستى بعد الثورة ..فقدت ايمانى بحزب الوفد وجدوى الحديث فى الصحف ماتت ملكة سعد وبلسم عبد الملك .رحلت فاطمة من بعد الثورة ولم تعد هناك الكثير تغير مرت سنوات لاحظت خصلتى البيضاء الاولى ثم الثانية لم يتبقى لى سوى مدرستى والفتيات .لم يعد الطريق الذى عرفته من قبل اراقب عربات الترام المجهدةمثل كل شىء فى القاهرة الان .اثار الحرب على كل وجه .اراقب مسز سارة وهى تضرب الحارة الضيقة بسياراتها فيات لميكن يملكها سوى ندرة من المصريين جوار الاجانب بها بينما عربات الكارو تغزوالحارة من الجانبين وصياح بائعى الخضروات لاينتهى ..لم تكن قادمة لايزيس التى عرفتها من قبل بل لعجوز متهالكة خائفةمن الحرب مثلها برغم انها فى القاهرة وليست فى لندن ..فى اخر زيارة لها ابلغتها انها خائفة الاتصالاتقد قطعت مع لندن ولايمكنها التواصل مع اخيها البرت وزوجته منذ سنوات عندما قررت سارة القدوم الى الشرق واستكشافه لم تبارح القاهرة وقررت العيش فيها هناك فى مكتب ملكة اسعد تعرفت عليها كنت اغار من سارة هى تسير رافعة الراس ربما حققن نحن بعض الشىء فلم تعد النساء تغطى وجوهها بعد ان رفعت هدى هانم شعراوى ومن معهن غطاء الوجه ولكن نزع غطاء الوجه وحده لايكفى ..اتهمتنى فاطمة بالجبن لانى لم اكن واحدة منهن لم اشارك فى تظاهرات النساء برغم انها كانت مأمنة جيدا لاازال احمل خوف امى..
كنت اغار من نبوية موسى واراقب تقدمها فى عملها ومقالاتها فقداصبحت ناظرة المدرسة بينما تقدمت انا كمعلمة فى السن الكل يتحدث عنها ويتابع ما تكتبه لها الكثير من الاعداء فى نظارة المعارف اعرف فهى فى النهاية امراة لكنها واصلت كتابة كل شىء كل ما يحدث معها..فكرت الان كيف تراقبنى امى فى الاعلى ايزيس التى اضاعت كل شىء وتركت البيت خرابا ..متى اخرج متى ؟!
تراقبنى من الاعلى لاتزال ايزيس كما هى ساخبرها عن رحيلى الى لندن اعرف اننى صديقتها الوحيدة ومارجريت الان كليهما ستغضب منى لكن لايمكننى البقاء هنا ولندن تتعرض ربما للقصف الان وامى وحيدة وربما اخى وزوجته وطفليه محاصريين الان ستصرخ ايزيس بوجههى وتتهمنى بالجنون وتردد كيف ستسافريين والخطوط الاتصالات مقطوعة بينا ..سأجد طريقى ..منذ ان دخلت الحارة علمت ان ايزيس تعانى الخوف اكثر ..كثيرمن النساء يتحررن الان لكن هى لاتزال قابعة فى ملابس الملعمة فحسبولا تريد الخروج فى اخر زيارة لها جلبت لها اسطوانة جديدة لانسة ام كلثوم اخبرتها انها ستحب صوتها كثيرا كما فعلت انا فلديها صوت قوى وكلمات شاعرة منذ ذلك الحين وهى تطالبنى بمزيدا من الاسطوانات احضرت كل ما وجدت لها ..قلت لها ان هناك صوتا اخر وجدته لاجلها اسمهااسمهان انها ليست من مصر بل يرددون انها اميرة من جبل الدرز هى تغنى برغم عادات اهل الجبل فهمت ما اريدقوله ادارت الجرامافون من جديد لنسمعها ونحن نرتشف قهوتنا ..مارجريت ايضا احبت صوتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل