الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايزيس ومدينة الرياح2

مارينا سوريال

2019 / 2 / 13
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تناولنا العشاء فى فندق شيبرد واخبرتهن على ما عزمت قلت لهن ليس وداعا ساغادر واعود بعد انتهاء الحرب
ردت ايزيس ومن يعرف متى تنتهى الحرب هل تقولين وادعا الان يا سارة كلتاكما سترحلان الان
مارجريت:انا لن اغادر احببت هنا مثل هناك اعلم انى ولدت هناك لكن لن اغادر سأعلم الفتيات رائحة تلك المدينة اصبحت رائحتى كيف اغادرها
ساعود يا ايزيس انظرى يمكننى ان اجد افضل الازياء لدى شيكوريل وشملا والصالون الاخضر القاهر لم تعد كما كانت فى الماضى حينما اعود ساجدها مدينةاخرى ايضا احب ان استكشفها من جديد حينها وربما اجد ايزيس اخرى ..ساشتاق للبن المحمص والحلويات هناتعرفين لقد طبق تقنين التموين بانجلترا ربما لن اجد زجاجة شمبانيا فاخرة مثل تلك انها من فلسطين حينما اعود ساذهب الى الجلجثة والكنيسة سنذهب سويا لقد وعدت امى ان افعل حينما قررت ان اغادر الى الشرق .
لم تخفى سعادتها حين علمت بفشل وسائلى فى السفركانت الحرب قد بدأت واصبح هناك قصف على بريطانيا بينما انا هنا لااعرف سوى ان اسرتى قد هربت الى الريف بعيدا عن لندن بعيدا عن الخطر ..اشعر بالذنب وانا اجد الزبد والسكر وانواع من البرتقال وانواع الخضروات التى تزرع فى الدلتا بكل احجامها وانا اعلم انهم هناك يقتصدون فى تناول الطعام بعد فرض تقنين التموين ..كان ريتشارد عابثا مثلى انه موظف بالسفارة البريطانية بالقاهرة تعرفت عليه منذ ثلاث سنوات فى حفل للجالية الانجليزية كان كما اتمنى طويل وعريض اكتسب سمرة اخبرنى انه عاش فى منطقة الصحراء بعض الوقت لم يخبرنى بالمزيد قال ان هناك الكثير من الامور السرية بعمله ولم اشك للحظة فى ذلك او طبيعة عمله اردت الا افكر فى انه مواطن بريطانيا يعمل لمصلحة بلده والتى ولدت فيها ..انا من هناك ومن هنا اخبرته كثيرا كان يصمت ثم يجيب ان من هناك فحسب نحن نعمل من اجل وطننا فى كل مستعمرة نرسل اليها فى خدمة بريطانيا والملكة انه ليس شعار بل حقيقة اخبرنى انه من عائلة كانت تعمل خدما فى قصر باكينهام وان جده كان يخدم الملكة شخصيا وقد توارث الابن عن ابيه بعمله وانه الابن الثالث لابيه والاصغر الذى قرر السفر لروية العالم قبل ان يحبس داخل القصر وتكون مهمته هى خدمةالعائلة المالكة اخبرها بغضب جده وابيه منه لانه لايحترم العمل الذى توارثته العائلة انه لايعلم كيف تكون حياة الخادم بالقصر الملكى انها رحلة طويلة على الخادم ان يخوضها حتى يرتقى ويصلح لعمله انه عالما اخر حيث ترى ربما ما لايجب ان تراه او تسمعه ..لكنه هرب من كل هذا وذهب الى افريقيا والجزائر وفلسطين والاردن قبل ان ياتى الى القاهرة ..لم يخبرها عن رحلته فى الصحراء او كيف اصبح يعمل فى السفارة البريطانية لكنها علمت ان عليها الا تسأل .
هل يمكن لايزيس ان تحب ؟ قالتها لى مستنكرة لم اخبرها عنه او كيف حدث هذا احببت ان احتفظ بذلك اليوم الى نفسى هى لن تفهم وليس على احدهم ان يفعل ايضا لم اكن اعرف انه عسكرى كان يتدى زيه المدنى فى احدى الاحتفالات اعتقد انه يونانى كيف لم اميز انه انجليزى تذكرت مسيو هانت الذى كتبت امى عنه فى السابق ربما لدى ميراث فى دمى ان احب الغرباء عنى حبا لن يحتمله احد فالكل يحتمل وجود اخريين هنا من كل الجنسيات لكن عسكرى انجليزى لا..الملعمة المصرية التى تحب عدوا مستعمرا صوت فاطمة يرن فى اذنى بعد سنوات لاتريد ان تتركنى بعد كانت تخبرنى بما لااحب ان اسمع ولكن انا احببته فقط احببت الانسا وليس العسكرى كلانا ولد فى وطن واصبح جزءا منه ..كان يضحك عندما اقابله مرتدية الملاية ومغطاه الوجه كان يسميها الزى التنكرى هناك بعيدا عن الاعين التى تراقبنى فى حارتى لم اعتد بعد على ملاحظات الغرباء كانوا يقلون المعلمة فحسب عندما سكنت هنا قبل سنوات كنت احظى باحترام الموظفين فيها ممن لديهم فتيات فى المدرسة يتعلمن اما الاخرون فكنت اسمع نكاتهم اللاذعة ونسوة يتهامسن ويضحكن بصوت مرتفع ..لم تجد زوجا لها كيف تمنع من الزواج لما تريد واحدة الاتتزوج لتصبح معلمة ؟ لما اتت الى حارتنا ؟لولا زوجة نصحى افندى الذى وجد لى هذا السكن بالقرب منه لما استطعت العيش بعد ان تركت بيت هيدرا.كنت اذهب معها كل احد الى حيث القداس بالكنيسة مارجرجس لى سنوات لما اذهب ولم تكن امى او احد اخوتى يفعل ..اعتدت الذهاب معها كل اسبوع فى اجازتى الاسبوعية وبعد الظهر كنت اراه انه بروتستانتى ولكن لم اهتم سوى به فحسب فان تخطيت كونه عسكرى انجليزى يخدم فى الجيش وحدها سارة علمت بالامر كانت تردد انه الحب وحينما اخبرتها اننى فكرت فى ترك عملى كانت تبتسم
اخبرها انه سيقدم برنامجا اذاعيا سيحكى فيه ما يحدث فى لندن وشجاعة اهلها فى مواجهة غارات النازيين عليهم كان يصف لها البلاد اخبرته ان لها شقيق قد رحل منذ سنوات ربما لهناك لم تذكر له امر اخيها الذى كان جنديا من جنود عرابى قبل وقت طويل حينما كانت طفلة تراقب شجار اخوتها بهذا الشأن لم يكن ابيها يعارض الملك بل راه دوما على صواب لانه حاكم البلاد الشرعى فطاعته واجبه هذا امر الهى هكذا كان يردد وسط اخواتها الذكور ..بعد الهزيمة رحل كانت تنسى انها اكبر عمرا منه انه لايزال فتيا بينما هى فى منتصف العمر سيمر الوقت سريعا وتقترب من النهاية بينما لايزال فارق الخمسة عشر عاما بينهم هو يردد انه لايهتم بتلك الامور لقد احبها فحسب انها تشبه كليوباترا التى راها فى البر الغربى ..
.تراقبه وهو نائم يصغرها بخمسة عشر عاما من بلاد الانجليز ولد بلندن تمرد على ارث عائلته والتحق بالجيش اصبح عسكريا وقدم الى هنا فى مصادفة تقابلا ..بيت هيدرا لم يعد لها عليها النهوض سريعا قبل شروق الشمس والعودة الى حيث الحارة قبل خروج الرجال لصلاة الفجر ..اليوم الجمعة ستستمع الى ثرثرة زينب فى ان ابنتها الوحيدة تريد ان تتعلم انها ليست كبقية البنات وفعلت كل شىء معها تريد ان تعرف منها ما العمل كى لاتكون مثلها معلمة عانس لايهم عملها ولا تهتم بمدارس الفتيات فاخيها الاكبر قد التحق بمدرسة الحقوق مثل سعد باشا زغلول وهو كلما يهم ...زينب زوجة المعلم سيد جزار الحارة صاحب الابن الوحيد الذى وصل لمدرسة الحقوق وربما يصبح وزيرا فوالده المعلم سيد وفديا وكذلك اخيها ويعرفون النحاس باشا لذا فالعمل مضمون لمتولى ولدها بعد التعليم ..تسمعهن يثرثرن كيف بامراة وحيدة تعيش وسط حارة مثلهم كى يكثر القول لولا نصحى افندى الذى اشاع انها من عائلة كبيرة ضاع منها الميراث ولم يتبقى سواها انها معلمة فحسب ..كانت هى وبعض الكتب التى احضرتها من مكتب هدية هى اخر ما تبقى من بعض القلادات التى خبأتها جيدا للدهر هى ميراث هيدرا الباقى ..والان اصبح هناك تشارلز ايضا اخبرها انه سيعود يوما الى لندن ..صمتت هو لم يخبرهاان كان يريد ان يحضرها معه او لا وان فعل فهل ستغادر ايزيس المكان الذى عرفته ..ترتجف عندما تفكر فى انه سيرحل يوما ما .راودتها تلك الفكرة لاولمرة وهو يقص لها كيف منع من دخول احدى الفنادق بوسط البلد بسبب ان قدم بشورت عسكرى كان يتذمر لان القادة لايتعاملون مع العسكريين بنفس المقدار من الاحترام فبرغم انه عرض شكواه وكيف كان قادما من مهمة لاجل بريطانيا استوقف لاجل ملابسه العسكرية الغير لائقة لمثل هذا الفندق ..تشعر بحيرته عندما تحضر لاجله انواع الجبن المتوفرة لدى اى بقال يونانى بالقاهرة بينما هى ليست كذلك هناك بلندن اخبرته ان عائلة سارة قد هربت الى الريف بعيدا عن القصف ..هل ستحارب هتلر؟ نظر لها فى دهشة :او لاافعل الان
تلعثمت :اعنى ستذهب للحرب ..كانت تفكر ماذا ستصنع لقد رحل زوج سارة وهى منهارة ..ماذا اذا حدث له مكروه لم يعد هناك فرصة اخرى لها فى الحياة سواه لم يعد التعليم يغنيها صار الكل مملا بالنسبه لها حتى فتياتها صارت تتجنبهن وتقضى وقتها فى المكتبة تطالع ما تعثر عليه وتقرأ مقالات نبوية موسى فى حقد الكل يتحدث عنها فحسب وكان بقية الملعمات لايصنعن شيئا او هى فقط من ضحكت بحياة اجتماعية كاملة ووهبت نفسها لى التعليم وحتى اذا تزوجت المعلمات الان فهل تستطيع هى هل ستتزوج بتشارلز ام سيرحل الى لندن بعد ان تنتهى مهماته فى القاهرة ويتزوج بزوجة بريطانية وينسى امر ايزيس..
لما لانرحل الى البر الغربى ساريكى المعابد التى لم تريها من قبل اتعجب كيف يكون لديك كل هذا هنا ولا تفكرى بالذهاب
جفلت :كيف سنذهب معا
ضحك:لا احد يعرفك هناك ..هناك لن تكونى معلمة ولن ترتدى زى المعلمات ستكونين ايزيس فحسب الاله ايزيس تتجول فى المعبد ليلا سنرحل لهم فى القارب الصغير
لم ارحل الى هناك من قبل .
رحل صباحا لم تصل فى الموعد المتفق عليه رحل دون ان يعلم انها ارادت الحضور معه الى اقصى الجنوب ولا باس ان تترك ايزيس هنا لبعض الوقت ولكن الاف من المتظاهرين يقودهم طلبة جامعة الملك فؤاد الاول والازهر احاطت بسراى عابدين هاتفة بحياه الملك فاروق وضد النحاس وحزب الوفد ..رحل وحيدا الى اقصى الجنوب واصبح على ماهر رئيس الوزراء ..عادت وحيدة من جديدة تجلس مساء الى طاولتها لتقرأ بعض اوراق تركتها هدية بخط يدها لاجلها كانت اخر ورقات عثرت عليها تخص هدية
كانت تسمع صوت زنيب زوجة المعلم وهى تتذمر لدى جارتها من ان المعلمة تقطن ومعهم فتيات اجنبيات وحيدات ..كانتا سارة ومارجريت معها خففن عنها وحدتها بعد رحيلة ..كانت مارجريت تصرخ بوجه سارة كيف تعودين الى هناك ولا اتصالات مجنونة لانحظى هناك بما نحظى به هنا فكرى نحن هنا محظوظات نعمل فى سكرتارية احدى شركات البن هنا وبضرائب مخففة لدى ولديكى خادمة نحن اوفر حظنا من نساء كثيرات هنا بينما هناك لاعمل ولاطعام تلعثمت اسفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعترضتها شرطة الأخلاق.. امرأة تفقد وعيها وتنهار خارج محطة مت


.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب




.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة


.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات




.. المحتجة إلهام ريدان